الصحة

الصحة العالمية تحيى أسبوع التطعيم العالمى من 24 إلى 30 أبريل

تحيى منظمة الصحة العالمية الأسبوع العالمى للتطعيم خلال الفترة من 24 حتى 30 أبريل 2016 تحت شعار (سد فجوة التطعيم – التطعيم للجميع مدى الحياة)، وستكون هذه هى السنة الثانية من حملة سد ثغرة التطعيم التى تحتفل بالنجاح الهائل الذى تحقق حتى الآن فى الوصول إلى الأطفال فى مختلف أنحاء العالم باللقاحات المنقذة للأرواح مع التركيز فى الوقت نفسه على ضرورة تطعيم المراهقين والبالغين مدى الحياة، حيث سعت الحملة إلى جذب انتباه العالم إلى الأهمية الحاسمة للوصول إلى الأشخاص المعرضين للخطر الذين يعيشون فى أوضاع متسمة بالنزاع أو فى أعقاب حالات طوارئ. وحددت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها الأسبوع الأخير من شهر أبريل من كل عام كأسبوع عالمى للتطعيم، وذلك بهدف رفع مستوى الوعى العام بشأن كيفية إنقاذ التطعيم للأرواح، وتشجيع الناس فى كل مكان على تلقيح أنفسهم وأطفالهم ضد الأمراض القاتلة. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2015 إلى أن التطعيم يحول دون ما يقدر بـ2 إلى 3 ملايين حالة وفاة كل عام بسبب الدفتريا (الخناق) والتيتانوس (الكزاز) والسعال الديكى والحصبة، وظلت التغطية العالمية بالتلقيح أو التطعيم (وهى النسبة المئوية لأطفال العالم الذين يتلقون اللقاحات الموصى بها) ثابتة على مدى السنوات القليلة الماضية، فعلى سبيل المثال ظلت النسبة المئوية للرضع المطعمين بالقاح الثلاثى بالكامل ضد (الدفتريا، التيتانوس، السعال الديكى) DTP3 ثابتة عند مستوى 83% على مدى السنوات القليلة الماضية. وخلال عام 2014، تلقى حوالى 86 % أى 115 مليون رضيع فى العالم ثلاث جرعات من لقاح DTP3، مما يحميهم من أمراض معدية يمكن أن تسبب عللاً خطيرة وعجزاً أو الموت، وبحلول عام 2014 وصل التغطية باللقاح الثلاثى DTP3 فى 129 بلداً إلى نسبة تخطت الـ 90 %. وتشير إحصائيات التغطية بالتطعيم العالمية لعام 2014 إلى الآتى: 1- بالنسبة إلى المستدمية النزلية من النمط “ب”، والتى تسبب التهاب السحايا والالتهاب الرئوي، فقد أُدخل لقاح المستدمية النزلية “ب” فى 192 بلداً بحلول نهاية عام 2014، وتقدر التغطية العالمية بالجرعات الثلاثة منه بنحو 56%، كما أن هناك تفاوتا واسعا بين الأقاليم، ففى الأمريكتين تقدر التغطية بنسبة 90٪، بينما لا تتجاوز نسبتها 21% و30% فقط فى غرب المحيط الهاديء ومناطق جنوب شرق آسيا بالترتيب. 2- بالنسبة إلى التهاب الكبد بى B وهو عدوى فيروسية تصيب الكبد، فلقد أُدخل لقاح التهاب الكبد بى للرضع على الصعيد الوطنى فى 184 بلداً بحلول نهاية عام 2014، وتقدر التغطية العالمية بثلاث جرعات من لقاح التهاب الكبد بى بنسبة 82%، وتصل إلى 92٪ فى غرب المحيط الهادئ. 3- فيروس الورم الحليمى البشري، وهو العدوى الفيروسية الأكثر شيوعاً فى الجهاز التناسلى ويمكن أن يسبب سرطان عنق الرحم وأنواعاً أخرى من السرطان والثآليل التناسلية لدى كل من الرجال والنساء، فقد أُدخل لقاح فيروس الورم الحليمى البشرى فى 63 بلداً بحلول نهاية عام 2014. 4- الحصبة، وهو مرض شديد العدوى يسببه فيروس ويسفر عادة عن حمى شديدة وطفح جلدى، ويمكن أن يؤدى إلى العمى أو التهاب الدماغ أو الموت، فأظهرت الإحصائيات أنه بحلول نهاية عام 2014 كان 85% من الأطفال قد تلقوا جرعة واحدة من لقاح الحصبة قبل بلوغهم عامهم الثانى، وكانت 154 بلداً قد أدرجت جرعة ثانية ضمن برنامج التمنيع الروتينى. 5- الالتهاب السحائى الوبائى، وهو مرض معد يمكن أن يسبب ضرراً دماغياً بالغاً، وغالباً ما يكون مميتاً، فأظهرت الإحصائيات أنه بحلول نهاية عام 2014 أى بعد 3 سنوات من إدخال اللقاح، فقد تم تلقيح أكثر من 150 مليون شخص فى البلدان الأفريقية المصابة بهذا المرض بلقاح جديد MenAfriVac والذى أعدته منظمة الصحة العالمية ومنظمة (باث). 6- النكاف، وهو فيروس شديد العدوى يسبب تورماً مؤلماً على جانب الوجه تحت الأذنين (الغدد النكفية) وحمى وصداعاً ووجعاً عضلياً، ويمكن أن يؤدى إلى التهاب سحايا فيروسي، فقد أُدخل لقاح النكاف على الصعيد الوطنى فى 121 بلداً بحلول نهاية عام 2014. 7- الأمراض الناجمة عن المكورات الرئوية تشمل الالتهاب الرئوى والتهاب السحايا وتجرثم الدم الحموى، إضافة إلى التهاب الأذن الوسطى والتهاب الجيوب والتهاب القصبات، فقد أدخل لقاح المكورات الرئوية فى 117 بلداً بحلول نهاية عام 2014، وقدرت التغطية العالمية بنحو 31%. 8- شلل الأطفال، وهو مرض فيروسى شديد العدوى يمكن أن يسبب شللاً غير قابل للشفاء، ففى عام 2014، تلقى 86% من الرضع فى العالم 3 جرعات من لقاح شلل الأطفال، ولا يزال شلل الأطفال يتوطن فى 3 بلدان فقط هى أفغانستان ونيجيريا وباكستان، كما ظهرت حالات عدوى جديدة فى بلدان خالية من شلل الأطفال بسبب الحالات الوافدة، كما تظل جميع البلدان وخصوصاً البلدان التى تشهد نزاعات وعدم استقرار معرضة لمخاطر هذا المرض مثل سوريا واليمن إلى أن يتم استئصال شلل الأطفال استئصالاً تاماً. 9- فيروسات الروتا، وهى السبب الأكثر شيوعاً لمرض الإسهال الشديد لدى الأطفال الصغار فى جميع أنحاء العالم، وقد أدخل لقاح فيروس الروتا فى 74 بلداً بحلول نهاية عام 2014، وقدرت التغطية العالمية بنحو 19 %. 10- الحصبة الألمانية، وهو مرض فيروسى عادة ما يكون خفيفاً لدى الأطفال، لكن العدوى فى فترة مبكرة من الحمل قد تسبب وفاة الجنين أو متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية، والتى يمكن أن تؤدى إلى عيوب فى الدماغ والقلب والعينين والأذنين، وأدخل لقاح الحصبة الألمانية على الصعيد العالمى فى 140 بلداً بحلول نهاية عام 2014. 11- التيتانوس أو الكزاز، وهو ينجم عن جرثومة تنمو فى ظل غياب الأكسجين، مثل الجروح القذرة أو الحبل السرى إذا لم تتم المحافظة على نظافته، وهو ينتج ذيفاناً أو بكتريا سامة يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة أو الوفاة، وقد أدخل اللقاح للوقاية من كزاز الأم والوليد فى 103 بلدان بحلول نهاية عام 2014، وتمت حماية ما يقدر بنحو 83% من الأطفال حديثى الولادة من خلال التطعيم، ولا يزال كزاز الولدان والأمهات أحد مشاكل الصحة العامة فى 24 بلداً، معظمها فى أفريقيا وآسيا. 12- الحمى الصفراء، وهو مرض نزفى فيروسى حاد يسرى عن طريق البعوض المصاب بالعدوى، واعتباراً من عام 2014 أدخل لقاح الحمى الصفراء فى برامج التطعيم الروتينى الخاصة بالرضع فى 35 من أصل 44 بلداً وإقليماً معرضاً لخطر الحمى الصفراء فى أفريقيا والأمريكتين، وقدرت التغطية بنحو 41%. وأشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى التقدم المحرز مؤخراً فى مجال التطعيم، حيث حدثت تطورات مثيرة خلال السنة الماضية تمثلت فى أن الهدف المتمثل فى الأخذ بلقاحات جديدة أو غير مستخدمة بالقدر الكافى فى سبيله إلى التحقيق على الصعيد العالمي، حيث شرع 86 من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل فى استعمال 128 لقاحاً منذ عام 2010. كما تم فى زمن قياسى استحداث لقاحات مرشحة واعدة ضد الإيبولا واختبارها، فى حين لم تحدث أية حالة لشلل الأطفال البرى فى أفريقيا منذ أغسطس 2014، وهذا إنجاز هائل يقرب الإقليم أكثر من أى وقت مضى إلى خلوه من شلل الأطفال، كما أُعلن عن خلو الهند من تيتانوس أو كزاز الأم والوليد، وهو ما يثبت أن التخلص من الأمراض ممكن حتى فى الظروف المنطوية على تحديات، وأصبح إقليم الأمريكتين هو أول إقليم يتخلص من الحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. وعلى الرغم من التحسن الذى طرأ على التغطية العالمية باللقاحات خلال العقد الماضي، لا تزال هناك العديد من الفوارق الإقليمية والمحلية الناجمة عن الموارد المحدودة، وتضارب الأولويات الصحية، وسوء إدارة النظم الصحية، وعدم كفاية الرقابة والإشراف، ففى عام 2014، كان هناك ما يقدر بنحو 18.7مليون رضيع فى العالم لم تصلهم خدمات التطعيم الروتينى مثل لقاح الثلاثى (DTP3) ، وأكثر من 60٪ من هؤلاء الأطفال يعيشون فى 10 بلدان وهي، جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والهند وإندونيسيا والعراق ونيجيريا وباكستان والفلبين وأوغندا وجنوب أفريقيا. ولهذه الأسباب كان من الضرورى إعطاء الأولوية لتعزيز التطعيم الروتينى على الصعيد العالمى لاسيما فى البلدان التى يعيش فيها أكبر عدد من الأطفال غير المطعمين، ولابد أيضا من بذل جهود خاصة للوصول إلى المحرومين من الخدمات؛ خاصة أولئك الموجودين فى مناطق نائية، وفى مناطق حضرية محرومة، وفى دول ضعيفة، ومناطق مزقتها الصراعات. يذكر أن خطة العمل العالمية الخاصة باللقاحات هى خارطة طريق تهدف إلى منع ملايين الوفيات من خلال الحصول على اللقاحات بشكل أكثر إنصافاً، وتهدف البلدان إلى تحقيق تغطية بالتلقيح تتخطى 90% على الصعيد الوطنى وتتخطى 80% فى كل منطقة من المناطق بحلول عام 2020، وفى حين أن خطة العمل العالمية الخاصة باللقاحات ينبغى أن تسرِّع عملية مكافحة جميع الأمراض التى يمكن توقيها باللقاحات، فقد تقرر أن يكون استئصال شلل الأطفال هو الحدث الرئيسى الأول، كما تهدف الخطة إلى تحفيز البحث والتطوير للجيل القادم من اللقاحات. وقد أعدت الخطة عن طريق أطراف معنية متعددة من الوكالات التابعة للأمم المتحدة، والحكومات، والوكالات العالمية، والشركاء فى التنمية، والعاملين الصحيين، والأكاديميين، والمصنعين، والمجتمع المدنى، وتقوم منظمة الصحة العالمية بقيادة الجهود المبذولة لدعم الأقاليم والبلدان بحيث تتكيف كل منها مع تنفيذ خطة العمل العالمية الخاصة باللقاحات. وفى اجتماع جمعية الصحة العالمية التى عقدت فى عام 2014 ناقشت الدول الأعضاء التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف خطة العمل العالمية الخاصة باللقاحات، وسلطت الضوء على الموضوعات التى يتعين التصدى لها كى يتسنى تحقيقها وهى: الإتاحة المستدامة للقاحات، وخصوصاً اللقاحات الأحدث، بأسعار ميسورة لكل البلدان، ونقل التكنولوجيا من أجل تيسير الصنع المحلى للقاحات كوسيلة من وسائل ضمان أمن اللقاحات، وتحسين جودة البيانات بما فى ذلك تحسينها من خلال استخدام التكنولوجيات الجديدة مثل السجلات الإلكترونية، والتبليغ بالمخاطر وإدارتها من أجل التصدى للمعلومات الخاطئة عن التمنيع وأثرها فى التغطية باللقاحات، ومراجعة البيانات والتحليل الاقتصادى خدمة لصنع القرارات على أساس الأولويات والاحتياجات المحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *