أخبار مصر

لماذا قضى الرئيس 65 يوما خارج البلاد؟

إرساء قواعد الدولة لا يكفيه دعم التموين ولا مشروعات للطرق والكبارى ولا حتى زراعة مليون ونصف فدان، بل يتطلب أمورا أخرى أدركها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقرر أن يرسى قواعدها بالسفر 44 مرة لمدة 65 يوما على مدار العامين الماضيين، أمور لولاها ما استطاعت مصر أن تحصل على عضوية مجلس الأمن عن دول أفريقيا، ولا استطاعت أيضا أن تحصل على صفقة هى الأولى من نوعها داخل منطقة الشرق الأوسط لتصبح بين يديها حاملة المروحيات ميستيرال.

قواعد اعتمدت على استقلالية القرار الوطنى فى تعامله مع كل دول العالم، تعامل قائم على الندية والشراكة والمصلحة المتبادلة عدم التبعية، بعد أن أخرجتنا من بوتقة أمريكا التى ظلت مسيطرة على كل علاقات مصر لمدة 30 عاما، وانتهت بتعاملها الفاتر معنا بعد 30 يونيو، بوقفها للمساعدات العسكرية لمصر، وتعليق مناورات النجم الساطع مع الجيش المصرى. على مدار عامين فقط تغيرت اللعبة وأصبحت مصر لاعبا رئيسيا.

فعلى المستوى العربى، بدأ السيسى أولى زياراته الخارجية إلى المملكة العربية السعودية، بهدف إعادة صياغة علاقة استراتيجية جديدة تحديدا مع دول الخليج، لذا جاءت كلمته الشهيرة «مسافة السكة» التى كررها حوالى 3 مرات فى 3 لقاءات مختلفة، للتأكيد على التزام مصر بحماية الأمن القومى العربى والخليجى إذا ما استدعى الأمر، وتحديدا لمواجهة تهديدات إيران للمنطقة.

ولم ينس الرئيس القضية الفلسطينية، فأثناء زيارته إلى أسيوط أطلق مبادرة للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية ولاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل. وعلى مستوى أفريقيا، بدأ السيسى بإعادة الثقة مرة أخرى مع دولة إثيوبيا، لذا جاء خطاب السيسى داخل البرلمان الإثيوبى ولقاءه برئيس وزرائها أكثر من 10 مرات تقريبا بهدف استمرار المفاوضات. كما استطاعت مصر استعادة عضويتها فى الاتحاد الأفريقى بعد أن تم تجميدها بعد 30 يونيو، كما شارك السيسى فى اثنين من القمم الأفريقية، هذا الظهور القوى أسهم فى تحقيق عدد من المكاسب أولها حصول مصر على عضوية مجلس الأمن لمدة عامين عن شمال أفريقيا بالتذكية 2016 / 2017، وترأس مجموعة لجنة مكافحة الإرهاب فى مجلس الأمن، والحصول على عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى.

تغيير علاقة مصر مع الدول الكبرى كان التوجه الأبرز خلال الفترة الماضية، وهو ما تحدده كلمات الرئيس فى حواره الأخير الذى قال فيه عن علاقة مصر بأمريكا إن: «أدبيات السياسة اللى قبل كده مش ملزمة ليا.. نحن فى علاقة استراتيجية قوية وبنعترف إنه كان ليهم دور إيجابى جدا جدا مع مصر خلال السنيين اللى فاتت ولغاية دلوقتى، بس هانظلم العلاقة لو تصورنا أن أدبيات السياسة اللى كانت موجودة من 30 سنة ممكن تصلح دلوقتى، هى دى النقطة اللى محتاجين كلنا نبقى واخدين بالنا منها».

استطاع الرئيس فتح قناة اتصال متوازية مع كل الدول الكبرى على رأسها روسيا والصين، إلى جانب توطيد العلاقات مع العديد من الدول المتقدمة كاليابان للاستفادة من تجربة التعليم الموجودة فيها، وكوريا الجنوبية، من أجل الاتفاق مع الشركات الاقتصادية الكبرى لافتتاح مصانع مماثلة داخل مصر. هذا بخلاف صفقات السلاح التى تم عقدها مع روسيا وفرنسا، لتنويع مصادر السلاح، بعد أن كان تسليح الجيش المصرى مقصورا على السلاح الأمريكى.

كما سعى الرئيس خلال زياراته الخارجية إلى فتح نقاط جديدة كانت تتجاهلها مصر مثل دولة «كازاخستان» للاستفادة منها فى المشروع النووى وزراعة القمح، والمجر من أجل تطوير القطارات، وكل من النمسا وألمانيا فى الصناعة والتجارة وتطوير الكهرباء، وإندونيسيا فى مجال الصناعات الصغيرة ومشروعات الصرف الصحى، كل هذه العلاقات هدفها التأكيد على وجود مصر على الساحة الدولية وفتح أسواق استثمارية جديدة فى الخارج، وجذب مستثمرين من دول كانت بعيدة عنا فى الماضى حتى تكتمل عجلة التنمية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *