كشفت دراسة حديثة، أجريت فى كلية الطب النفسي البيولوجي في جامعة “مانشستر” فى لندن، أن المرضى الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب العظيم، ترتفع لديهم علامات تنشيط الخلايا الدبقية الصغيرة فى المخ كإحدى العلامات الهامة للالتهاب.
وتوصل الدكتور بيتر تالبوت وفريقه البحثي، إلى أن علامات الالتهاب كانت متواجدة على وجه التحديد بين المرضى الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب العظيم ، لترتفع بينهم فرص الأفكار الانتحارية، بسبب الدور الذى يلعبه الالتهاب فى الخلايا الدبقية الصغيرة فى المخ.
وأوضح تالبوت ” أن النتائج التى توصلنا إليها هى نتائج أولية للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد، مما يشير إلى أن هذا التنشيط الدبقى هو الأكثر بروزا بين أولئك الذين لديهم الميول للأفكار الانتحارية، مضيفا أن الدارسات السابقة قد تشير إلى هذا الارتباط على أنسجة المخ التى تم جمعها من المرضى بعد الوفاة“.
وأشار الدكتور جون كريستال أستاذ الطب النفسي البيولوجي، وأحد المشاركين فى تطوير الأبحاث :” تعد هذه الورقة البحثية إضافة مهمة إلى وجهة النظر القائلة بأن الالتهاب هو سمة من سمات علم الأحياء العصبي لمرضى الإكتئاب، وفى هذه الحالة المجموعة ذات التفكير الإنتحارى.. موضحا أن هذه الملاحظة ذات أهمية خاصة فى ضوء الأدلة الأخيرة التى تدعم النهج الطبى في دراسة شخصية مريض الاكتئاب، أى أن مضادات الالتهاب قد يكون لها آثار مضادة للاكتئاب، خاصة على المرضى الذين يعانون من التهاب واضح فى المخ“.
وفى هذه الدراسة، قامت الدكتورة”صوفى هولمز”، بتقييم مستويات الالتهاب فى 14 مريضا عانوا من نوبات الاكتئاب العظيم تراوحت حدتها مابين معتدلة إلى شديدة، خاصة بين المرضى الذين لم يتناولوا مضادات الاكتئاب، وتسمى الخلايا المناعية بالدبقية الصغيرة، وتسهم فى تفعيل جزء من الاستجابة الالتهابية فى الجسم، لذلك استخدم الباحثون تقنية تصوير خلايا المخ وقياس المادة التى تزيد فى الخلايا الدبقية الصغيرة وتفعليها.
وأكد الباحثون، أن الأدلة على التنشيط المناعى كان أكثر وضوحا فى القشرة الحزامية الأمامية، وهى منطقة فى المخ معنية بالحالة المزاجية ولها علاقة بيولوجية بالإكتئاب، وهو ما يؤكد نتائج دراسة سابقة حددت لأول مرة نشاط الخلايا الدبقية الصغيرة، وتعزيز علاقة الإلتهابات ونوبات الاكتئاب العظيم.
