آراء وتحليلات

” أربعتيوب ” موروث شعبي

بقلم / سهام عزالدين جبريل


يوافق اليوم الاربعاء من كل عام والذى يسبق سبت النور ، ويلية يوم الاثنين “شم النسيم” والذى يسمى فى المروث الشعبى “اربعتيوب” او أربعة ايوب أو أربع ايوب ،،،
ففى كل عام يأتى الناس الى بحر مدينة العريش تيمنا بهذا اليوم ومنه من يأتى الثلاثاء مساء ومنهم من يأتى الأربعاء فجرا ، حيث يكتظ شاطئ العريش بافواج من البشر يمثل بانوراما رائهة وكرنفال يودع برودة الشتاء ويستقبل بشائر الربيع ، وينطلقون وقت غروب هذا اليوم يبللون أقدامهم وملابسهم بمياه البحر والتعرض لأمواجه ،وينثرون قطرات مياه البحر ورزازه المتطاير ، على وجوههم ، ويظلون كذلك حتى المغيب ،،،
: وتحكى الاسطورة فى الموروث الشعبى لأهل العريش قصة هذا اليوم وهو
أن النبى أيوب عليه السلام قد نزل بحر العريش في هذا اليوم حيث شفى سيدنا أيوب بعد مرض دام اربعين عام حين امره الله عز وجل بالنزول لمياه البحر ليتطهر وتحدث معجزة الشفاء شفاء لايغادر سقما ،
والناس يحيون “ذكرى أربعة أيوب” –عليه السلام، من كل عام مع فجر الأربعاء الذي يسبق سبت النور، ويحرصون في هذه المناسبة على التطهر بمياه البحر المالحة ، التي شفيت قروح النبي أيوب، دون اعتبار لبرودة الجو ،.
وكثير منهم يأتون للاحتفال بهذه المناسبة والانغماس بماء البحر كما فعل نبي الله أيوب، ويحلوا لهم رمي القطع النقدية في البحر والدعاء لأنفسهم وذويهم .
بل كثير ممن يعانون من الأمراض ، ومنهم كبار فى السن ، وسيدات تأخروا فى الإنجاب ، وكثير ممن يعانون من أمراض كثيرة متعددة يأتون للشاطئ ودخول البحروالتعرض لامواجه مترجين الشفاء ،
تعددت الاقاويل حول هذا الحدث السنوى ، فمنهم من يقول ان ذلك الحدث كان على شاطئ سوريا ومنهم من يقول انه فى فلسطين ، ومنهم من يؤكد أنه على بحر عريش مصر ، وهناك من يعتبر أن هذا نوع من البدع ، وأخرون يعتبرون ان ذلك عادة سنوية مبهجة نابعة من موروث شعبى لأهالى شاطئ شرق المتوسط ، توارثة الأباء عن الأجداد ، تكريما لصبر وتقوى نبي الله ايوب الذي صبر وأحسن الثقة بالله سبحانه وتعالى فكان جزاؤة الشفاء بعد سنوات طويلة من الصبروالمعاناة وانه لم يفقد الامل والثقة فى رحمة الله سبحانه وتعالى ، كما جاء ذكر ذلك في القران الكريم في سورة “ص” فى قوله تعالى :
“وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)”
وكلا ينسب مكان بحر ايوب لمنطقته ، والله اعلم ، ويرجو ان تحل البركة فى بلادة وتهب نسائم الامن والسلام على أرضه ، وقد تكون هى عبرة ونموذج فى الصبر واليقين فى رحمة الخالق عز وجل ، والدعوة بأن يعم الخيرعلى هذه الأرض التى تعطرت رمالها بمسار الأنبياء ، وبركات رب العزة والجلال .
————————————–
خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *