حوادث وجرائمرئيسية

مزارع يضرب ابنه حتى الموت لرفضه معاونته فى الزراعة.. وعامل يقتل شابا بسبب صفعة قلم.. وسائق توك توك يتخلص من قائد سيارة لتسابقهما على المرور.. خبراء نفس: مرتكبوها يعانون خللا نفسيا

تعددت فى الأونة الأخيرة جرائم القتل التى تقع نتيجة أسباب ودوافع حمقاء، وتافهة وبسيطة، وليست ذات قيمة، حيث حلل خبراء علم النفس والاجتماع شخصية مرتكبيها، إلى إصابتهم بخلل نفسى يدفعهم للتورط فى مثل تلك الجرائم، بالإضافة إلى تميزهم بالسلوك العدوانى تجاه أفراد المجتمع، بالإضافة إلى عجزهم عن تحمل الضغوطات الحياتية اليومية، وهو ما يدفعهم لارتكاب مثل تلك الجرائم دون دوافع حقيقية.

ومن تلك الجرائم التى دارت أحداثها فى الاونة الأخيرة، قتل مزارع لابنه البالغ من العمر 9 سنوات بالعياط فى الجيزة، بسبب اعتراض الطفل على العمل بصحبة والده فى أعمال الزراعة، حيث اعتدى عليه بالضرب حتى فارق الحياة، ثم ادعى وفاته بسبب سقوطه من أعلى سطح المنزل، إلا أن رجال المباحث اكتشفوا أمره، وألقوا القبض عليه.

وفى منطقة العياط، أيضا ألقت مباحث الجيزة القبض على عامل، لاتهامه بقتل شاب وإصابة عمه طعنا بمطواة، بسبب محاولة المجنى عليهما معاتبة المتهم، لصفعه فتاة من عائلتهما على وجهها إثر مشادة كلامية بينهما، كما قتل سائق توك توك قائد سيارة نقل بالصف، بسبب الخلاف على أولوية المرور بينهما، حيث طعنه بسكين وفر هاربا، إلا أن رجال المباحث القوا القبض على المتهم.

وحلل خبراء علم النفس والاجتماع طبيعة تلك الجرائم، فقال الدكتور إبراهيم عز الدين خبير علم الاجتماع ذكر أن هناك العديد من الجرائم التى تقع لأسباب بسيطة، إلا أنه يسفر عنها نتائج كارثية تصل فى كثير من الأحيان إلى القتل، وهناك أمثلة متعددة من تلك الجرائم، منها تشاجر سائق مع اخر بسبب الخلاف على أولوية المرور، وينتهى الاشتباك بمقتل أحدهما، أو نشوب مشاجرة بين الجيران بسبب لهو الأطفال، تسفر عن سقوط عدد من القتلى، وخلاف على مبلغ مالى بسيط قد لا يتعدى 5 جنيهات بين شخصين ينتهى بجريمة قتل.

وأضاف عز الدين أن تلك الجرائم تقع بسبب السلوك العدوانى للشخص مرتكب الجريمة، حيث أن سلوكه  العدوانى يحوله إلى شخصية مستعدة للاشتباك والتشاجر مع أى أشخاص، مهما كانت أهمية الدافع وظروف البيئة المحيطة لوقوع الجريمة، كما أنه فاقد للوازع الدينى، والمانع والزاجر الأخلاقى، بالإضافة إلى أنه فاقد للارتباط المجتمعى الذى يمنعه من السيطرة على نفسه فى تصرفاته العدوانية.

وأكد خبير علم الاجتماع، أن تلك الجرائم التى تقع لأسباب تافهة وبسيطة، عادة ما يكون مرتكبيها من متعاطى المواد المخدرة، ويصل بعضهم إلى حد الإدمان، حيث يؤدى تعاطى المخدرات إلى تغييب عقل الشخص المتعاطى وإحداث خلل فى تفكيره، ينتهى به إلى ارتكاب الجرائم لأى سبب.

بدوره،  قال الدكتور جمال فرويز خبير علم النفس  أن التصرفات التى تؤدى إلى تلك الجرائم ذات الأسباب البسيطة أو “التافهة”، يطلق عليها ”  crasy mind  أو العقل المجنون، حيث أنه عبارة عن تصرف عنيف ينتج عن موقف لحظى، لا يتساوى مع المبرر، وتسمى أيضا جريمة الصدفة، وتعود تلك الجرائم إلى ما يسمى الحتمية النفسية، بمعنى أن حالته النفسية السابقة لتلك اللحظة التى ارتكب فيها الجريمة، قد تكون سيئة ومصاب بحالة من التوتر، مما يدفعه لارتكاب أى جريمة دون النظر إلى الدافع وراء ارتكابها.

وأشار فرويز إلى أن الضغوط الحياتية، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية وغيرها من الضغوط، مثل الزحام وارتفاع درجات الحرارة،  تؤدى إلى انتشار تلك الجرائم، حيث أن مرتكبيها يعجزون عن تحملها مما يدفعهم إلى الانفجار حال حدوث أى مشادة كلامية، لينتهى الأمر بكارثة قد تصل إلى القتل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *