آراء وتحليلات

بطولات أهلنا في سيناء

حسين عبدالقادر

يمر اليوم 45 عاما بالتمام علي ذكري معركة إعادة الكرامة ولا يعرف قيمة هذا اليوم إلا من عاش وذاق مرارة كارثة 67، والتي كان الجيش أول ضحاياها.. كانت أيام قاسية تجمدت فيها كل مظاهر السعادة والترف فقد كان الكل مهموما استعدادا ليوم استعادة الكرامة.. نتذكر اليوم شهداءنا وأبطالنا الذين صنعوا النصر وأزالوا عنا الهوان والمرار.
ولكننا في ظل فرحتنا اليوم لايجب أن ننسي شركاء النصر الذين شاركوا مشاركة لم يعطهم التاريخ حقهم حتي الآن كما يجب ويستحقون.. إنهم أهل سيناء العظماء الذين قال عنهم السادات انهم أقمارنا الصناعية علي الأرض بعدما أتاحوا كل ما احتاجته أجهزة المخابرات الحربية من معلومات عما يحدث ويتم في أرض المعركة القادمة.. أهل سيناء الذين قال عنهم موشي ديان أنهم كانوا الطعنة التي أصابت ظهورنا وهو يتحدث عن دورهم في هزيمة إسرائيل انهم أهل سيناء الذين تحدوا الآلة العسكرية الإسرائيلية.. حافظوا علي هوية الأرض ومصريتها وعروبتها. رفضوا المناهج الدراسية الإسرائيلية وأجبروا إسرائيل علي تدريس المنهج الدراسي المصري وباللغة العربية هم الذين عرضوا أنفسهم لكل أنواع المخاطر حتي ينقذوا جنودنا وضباطنا الذين فوجئوا بأنهم لا حول ولا قوة لهم وعليهم التخلص من أسلحتهم والانسحاب دون أي خطة فتولوا تجميع شتات هؤلاء الجنود واخفاءهم وعلاج المصابين منهم ثم تهريبهم للضفة الغربية بحرا وبرا.. كانوا جميعا تحت إمرة جهاز المخابرات الحربية يجمعون المعلومات ثم ارسالها للقاهرة وكثيرا ما كانت فتياتهم وسيداتهم تقع عليهن مسئولية تهريب أفلام التصوير وتسليمها في القاهرة أثناء نقلهن عبر رحلات الصليب الأحمر.
أهل سيناء أقلقوا مضاجع معسكرات الجيش الإسرائيلي من خلال 700 عملية فدائية قام بها منظمة أبناء سيناء.. هم الذين فجروا القطار الإسرائيلي الذي تم تحميله بالأسلحة المصرية التي خلفها الانسحاب وصدرت التعليمات لأبناء سيناء بألا يذهب القطار إلي تل أبيب وتم تدميره ونسفه تماما وحرموا إسرائيل من الاحتفال والاستفادة من الأسلحة المصرية.
يا أهل سيناء العظماء لكم سلام وتحية كل من عاش واحتفل بأيام النصر الذي كنتم شركاءه.
وتحيتي الخاصة للدكتورة سهام جبريل صندوق الذاكرة وعقل سيناء، رجاء إليها وكل زملائها استمروا في فتح صفحات البطولة المجهولة لأهل سيناء كي تعرف الأجيال الجديدة أن هناك شعب قدم لوطنه كل التضحية والفداء ليحافظ علي الهوية والأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *