الصحةرئيسية

“الأسرة ومرض السكرى”.. شعار اليوم العالمى لمرضى السكر 2018

تحيى منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يوم الأربعاء المقبل اليوم العالمي لمرضى السكري 2018، وتم اختيار موضوع هذا العام تحت شعار “الأسرة ومرض السكري”، حيث يهدف الاحتفال إلى زيادة الوعي بأثر مرض السكر على الأسرة وشبكة دعم المتضررين؛ وتعزيز دور الأسرة في إدارة الرعاية والوقاية من المرض.

وتم اختيار هذا الشعار من قبل الاتحاد الدولي للسكري والذي سوف يستمر لمدة عامين (2018 – 2019)، وتشير إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري إلى أن أكثر من 425 مليون شخص يعيشون حاليا مع مرض السكري، ومعظم هذه الحالات هي مرض السكر من النوع 2 ، والذي يمكن الوقاية منه بشكل كبير من خلال النشاط البدني المنتظم، والنظام الغذائي الصحي والمتوازن، وتعزيز بيئات المعيشة الصحية، وتلعب الأسر دوراً رئيسياً في التعامل مع عوامل الخطر القابلة للتعديل بالنسبة لمرض السكر من النوع 2، ويجب تزويدها بالتعليم والموارد والبيئات لتعيش نمط حياة صحي.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في يوم 20 ديسمبر 2006، قرارها 225 /61 لإعلان يوم 14 نوفمبر من كل عام باعتباره اليوم العالمي لمرضى السكري، وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتعليم في مجال الرعاية الصحية .

ويعرف داء السكري، على أنه مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه، وهو هرمون ينظم مستوى السكر في الدم، ويعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الأثار الشائعة التي تحدث جراء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

وينقسم داء السكري إلى عدة أنماط، داء السكر من النمط 1 (الذي كان يعرف سابقاً باسم داء السكر المعتمد على الأنسولين أو داء السكر الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة) ويتسم بنقص إنتاج الأنسولين، ويقتضي تعاطى الأنسولين يومياً، ولا يعرف سبب داء السكري من النمط 1، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية، وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبول، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب، وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.

والنمط الثانى من داء السكر (الذي كان يسمى سابقاً داء السكر غير المعتمد على الأنسولين أو داء السكر الذي يظهر في مرحلة الكهولة) يحدث بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للأنسولين، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني، وتكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان، ولذا فقد يشخص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات، وهذا النمط من داء السكر لم يكن يصادف إلا في البالغين حتى وقت قريب، ولكنه يحدث الآن في صفوف الأطفال أيضاً.

والنمط الثالث هو داء السكرى الحملي: وسكر الحمل هو فرط سكر الدم الذي تزيد فيه قيم كلوكوز الدم على المستوى الطبيعي، دون أن تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري، ويحدث ذلك أثناء الحمل، والنساء المصابات بالسكر الحملي أكثر تعرضاً لاحتمالات حدوث مضاعفات الحمل والولادة، كما أنهن وأطفالهن أكثر تعرضاً لاحتمالات الإصابة بداء السكر من النمط 2 في المستقبل، ويشخص داء السكر الحملي عن طريق التحري السابق للولادة، لا عن طريق الأعراض المبلغ عنها، والرابع هو اختلال تحمل الكلوكوز واختلال الكلوكوز مع الصيام ويمثل اختلال تحمل الكلوكوز واختلال الكلوكوز مع الصيام حالتين وسيطتين في الانتقال من الحالة الطبيعية إلى الإصابة بداء السكري والأشخاص المصابون بإحدى هاتين الحالتين معرضون بشدة للإصابة بداء السكري من النمط 2، رغم أنه في إمكانهم تجنب ذلك.

وتشير تقارير الاتحاد الدولي للسكري إلى العواقب الشائعة التي تترتب على داء السكري، إلى أنه ممكن أن يتسبب مع مرور الوقت، في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب، ويزداد خطر تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية ضعفين أو ثلاثة أضعاف؛ ويؤدي ضعف تدفق الدم والاعتلال العصبي (تلف الأعصاب) في القدمين، إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرح القدم والعدوى وإلى ضرورة بتر الأطراف في نهاية المطاف؛ كما يعد اعتلال الشبكية السكري من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى العمى، ويحدث نتيجة لتراكم الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية على المدى الطويل، وتعزى نسبة 2.6% من حالات العمى في العالم إلى داء السكري ؛ كما يعد من الأسباب الرئيسية للفشل الكلوي.

كما تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 425 مليون شخص يعيشون حاليا مع مرض السكري، فقد ارتفع عدد الأشخاص المصابين بالسكري من 108 ملايين شخص في عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014؛ وارتفع معدل انتشار السكري على الصعيد العالمي لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 18 سنة من 4.7% في عام 1980 إلى 8.5% في عام 2014 ؛ ويحدث حوالي نصف مجموع حالات الوفاة الناجمة عن ارتفاع مستوى الكلوكوز في الدم قبل بلوغ 70 سنة من العمر.

وتبين أن الدعم الأسري في رعاية مرضى السكري له تأثير كبير في تحسين النتائج الصحية لمرضى السكري، ولذلك من المهم أن يكون التثقيف والدعم في مجال الإدارة الذاتية للسكري متاحين لجميع مرضى السكري وعائلاتهم للحد من التأثير العاطفي للمرض الذي يمكن أن يؤدي إلى نوعية حياة سلبية، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن داء السكري سيصبح سابع عامل مسبب للوفاة في عام 2030 .

وكشفت التقارير عن مدى تكلفة مرض السكري وهي 327 مليار دولار إجمالي تكاليف مرض السكري الذي تم تشخيصه في الولايات المتحدة في عام 2017 ؛ منها 237 مليار دولار للتكاليف الطبية المباشرة ؛ و90 مليار دولار في انخفاض الإنتاجية، وكان متوسط النفقات الطبية بين الأشخاص المصابين بمرض السكري المرتفع 2.3 مرة أعلى من النفقات التي ستكون في حالة عدم وجود مرض السكري.

وذكرت تقارير الاتحاد أنه يمكن الوقاية أو الحد من عبء داء السكري، عن طريق ثبات فعالية التدابير البسيطة المتعلقة بنمط المعيشة في الوقاية من داء السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره، وللمساعدة على الوقاية من داء السكري من النمط 2 ومضاعفاته، ينبغي للأشخاص العمل على بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه؛ ممارسة النشاط البدني – أي ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم في معظم أيام الأسبوع، ويتطلب ضبط الوزن المزيد من النشاط البدني؛ اتباع نظام غذائي صحي يشمل 3 إلى 5 حصص يومية من الفواكه والخضر، الحد من مدخول السكر والدهون المشبعة؛ وتجنب تعاطي التبغ، حيث إن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *