الأدب

قرأت لك.. انهيار الحضارة الإسلامية.. هل يعيد أطفالها بناءها؟

يحاول  كتاب انهيار الحضارة الإسلامية وإعادة بنائها، للدكتور عبد الحميد أحمد أبو سليمان، فهم غیاب الجانب النفسي الوجداني في الخطاب التربوي الإسلامي للطفل؛ لیكون ھذا الفھم أساسا لإرساء طاقات المبادرة والإبداع في البناء النفسي والوجدانى. وھو أيضا محاولة لمعرفة الأبعاد الثقافیة والفكرية التي أحدثت ھذا التشوه والغیاب. ولمعرفة المفاھیم والمنطلقات التي تمكن الأمة من استكمال ھذا النقص. ولتحقیق ھذا الھدف يوضح الكتاب الأدوات المنھجیة والثقافیة اللازمة للإصلاح التربوى، ويستجلى أھم أسس ھذا الإصلاح ومنطلقاته، ويلفت النظر إلى مؤسسة الأسرة ودورھا المحوري الفطري في تحقیق الإصلاح التربوى والتغییر الاجتماعي والحضارة.

 

قضية هذا  الكتاب هي معرفة أسباب تدهور  حال الامة وقصور أدائها، ومن ثم معرفة السبل الموصلة إلى استنهاض همتها واستعادة قدرتها، والبحث انطلاقا من محور الطفولة في نجاح مشروع الإصلاح ، فإسقاط دور الطفولة وعدم فهمها من أهم أسباب أزمة الأمة، وقصور  أدائها وعدم القدرة على تحريك كوامن الطاقة فيها، ويرجع الكتاب ظاهرة إسقاط الطفولة من مشروع الإصلاح إلى أمرين:

الأول، هو الخلل الذي أصاب منهج الفكر الإسلامي، إذ تم تغييب البعد المعرفي الشمولي التحليلي الذي يتعلق بمعرفة السننالإلهية في الطبائع النفسية والكونية، وفي تفاعل عواملها المركبة رأسيا وأفقيا في الزمان والمكان.

والأمر الثاني، هو غياب الخطاب النفسي العلمي التربوي السليم الذي لا بد منه لبناء نفسية الطفل المسلم، مما جعله ينمو إنسانا مفتقدا لددافع البعد الوجداني الفعال واللازم لتحريك الطاقة وبذل الجهد وتوفير الأداء الإيجابي الذي يعد شرطا ضروريا لامتلاك القدرة على  مواجهة التحديات التي تواجه الأمة بنجاح وفعالية.

والغرض من هذا الكتاب فتح  باب حوار جاد بناء، يتسم بروح الإخلاص والشجاعة، دونما خوف من جھالة الجھلاء، ومزايدات أصحاب الأغراض والأمراض، والنظر في أعماق كیان الأمة الفكري والثقافي والتربوي؛ لیتعرف مفكرو الأمة وعقلاؤھا على مكامن الداء فیھا، ويبصروا أبناءھا وقیاداتھا بحقیقة أدواء النفوس، وتشوھات الفكر، وانحراف الممارسات، ويستكملوا للأمة رسم معالم المنھج العلمي الفكري التربوي الصحیح الذي يضع القدرة والمبادرة في يد أبنائھا ومفكريھا ومثقفیھا، واعتماد مكامن طاقة الفطرة والعطاء والبذل في نفوسھم أساسا لانطلاقتھا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *