آراء وتحليلات

ماذا لو ؟؟

 لواء ناصر قطامش

كثر الحديث في الفتره الماضيه عن التعديلات الدستوريه واختصر الجميع التعديلات في مدة الرئاسه ودون النظر الي حزمة المواد المطروح تغييرها غير ان حقيقة الامر وهو ربما لايعرفه الكثير من المتابعين هي رفض كل فقهاء الدستورالذين شاركوا فى اعداد دستور (2014) الذى يحدد مدة الرئاسة باربعة سنوات، وطالبوا بان تكون ستة وبخاصة ان بناء الدول ومؤسساتها والتحول الى النظام الديمقراطى وخطط التنمية والاصلاح تكون طويلة الاجل ولا تقل عن (9) سنوات على الاقل.
وبالتالى يجب ان تكون فترات الرئاسة متناسبة معها الى جانب ان هناك دول كثيرة مثل فرنسا والمانيا
وامريكا كانت تاخذ بالنظام المفتوح وعندما استقرت مؤسساتها اعادت نظام المدد الرئاسية الى جانب ان الدستور الامريكى هو الوحيد فى العالم  الذى يطبق نظام (4) سنوات اما باقى الانظمة فتتراوح مدة الرئاسة فيها مابين (6-7) سنوات مثل فرنسا والمانيا.
اما النقطة الاخرى فما يتم على ارض الواقع من مشروعات عملاقه تتمثل فى مناطق صناعيه جديدة فى محور قناة السويس وغيرها من المشروعات العملاقة التى تستهدف حل المشكلات المزمنة من جذورها فى كافة انحاء الدولة فهى بالتاكيد تتطلب اكثر من (4) سنوات حتى يظهر عائدها الاقتصادى والاجتماعى الى جانب اصلاح منظومة الصحة والتعليم والطرق ناهيك عما تتعرض له مصر من فوضى وفساد فى الجهاز الادارى للدولة وهو اخطر التحديات التى تواجه خطوات الاصلاح التى تتم حاليا ولاننا طوال سنوات اعتدنا ان يكون الرئيس هو الداعم والمساند فاننا نحتاج لوجود صاحب الرؤية لنضمن تنفيذها بالشكل الذى يحقق طموحاتنا كدولة عريقة.
ومن اتجاه اخر واذا نظرنا لموقف مصر الاقليمى وموقعها فى منطقة اصبحت تموج بالتقلبات الحادة ونحن فى قلب هذه التقلبات فجحيم ليبيا غرباً، وجحيم غزة شرقاً، والسودان والجزائر على الحافة،  وتونس ايضا غير امنه من الفوضى، وكذلك اليمن فقد ضاع، وحال العراق الكل يعرفه، اما سوريا فتحتاج الى معجزة وان حدثت فالخسائر اكثر من فادحة، ويقف الرئيس السيسى في قلب هذا المشهد مستأسداً واثقاً، “يحوط” على بلد مهدد طوال 24 ساعة، وهو يحمل على كتفيه عبء مائة مليون يصرخون ويئنون “عايزين ناكل” غير عابئين بالمخاطر المحيطة بنا.
وماذا لو حدث؟؟ وفاجئنا الرئيس باعلانه عن رغبته فى الابتعاد عن المشهد بالكامل وخرج الرجل على المصريين وأعلن أنه سيريحهم من صداع تعديل الدستور وسيقضي بقية مدته بحلوها ومرها، ثم يسلمهم بلدهم ويمضي إلى حال سبيله؟.
واتسأل مرة اخرى هل فعلا ان المصريون مع الأسف لا يتعظون؟ ولا ينظرون إلى ما يجري حولهم؟الحقيقة اننا في قلب مشهد رهيب، وهو بالفعل “حرب حقيقية”. حرب قذرة لا تبقي على دول ولا ترحم شعوباً. حفظ الله مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *