الأقتصادرئيسية

مصر على رأس “الخمسة الكبار” فى خريطة الطاقة العالمية.. تقرير لـ”بزنس انسايدر” يكشف قدرات القاهرة النفطية فى شرق المتوسط

اكتشاف رواسب الغاز الطبيعى فى البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل مصر وقبرص وإسرائيل واليونان أحدث ثورة فى سياسات الطاقة فى أوروبا، وبدأت مصر فى اتخاذ الخطوات الفعلية للتحول إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز فى منطقة المتوسط، حيث أنها تعد البوابة التى ستفتح آفاق التعاون بين دول المنطقة.

ووفقا لتقرير نشره موقع “بيزنيس انسيدر” فى نسخته الإيطالية فإن “روسيا كانت المورد الرئيسى للغاز الطبيعى إلى أوروبا، مما سمح لها بممارسة نفوذ كبير فى القارة، ولكن بعد اكتشاف رواسب الغاز فى شرق البحر المتوسط، احتدمت المعركة للسيطرة على موارد المنطقة، وبغض النظر عما سيحدث ، يبدو أن خريطة الطاقة فى أوروبا فى غضون بضع سنوات ستكون مختلفة تمامًا عن اليوم.

 

مصر.. ظهر نقطة انطلاق نحو العالمية
استوردت مصر الغاز الطبيعى من الخارج حتى عام 2016 ، ولكن اكتشاف شركة إينلا الإيطالية عام 2015 لكمية هائلة من الغاز الطبيعى فى حقل ظهر ، الواقع قبالة ساحل مصر ، يجعل ذلك البلد أهم محور للغاز ومصدر فى المنطقة، ويعد حقل ظهر هو أكبر حقل للغاز الطبيعى فى البحر المتوسط وبعد اكتشافه ، تم تجهيزه للإنتاج ، والذى بدأ فى يناير 2018.

وفى الوقت نفسه ، تخطط الحكومة المصرية لإطلاق 11 مشروعًا آخر متعلقًا بالغاز الطبيعى ووضع نفسها كمركز إقليمى للتجارة والتوزيع الدولى لهذا المورد، كما عززت البلاد من ترسانتها ، كل هذا جزء من خطة الحكومة لاستعادة الدور الاستراتيجى على المستوى الإقليمى الذى فقدته بسبب الربيع العربى والأزمات السياسية اللاحقة.

ولكثرة الاكتشافات الغازية الكبيرة فى الحقول البحرية بشرق البحر المتوسط، والتى لها تأثير عظيم على تطور الطاقة والتنمية الاقتصادية للمنطقة، فالتوسع فى الاكتشافات الجديدة والاستغلال الأمثل لها له أثر كبير على أمن الطاقة.

وتم فى يناير 2019 إطلاق إعلان القاهرة التأسيسى لمنتدى غاز شرق المتوسط، من جانب وزراء البترول والطاقة بسبع دول من دول شرق المتوسط، ويعد اختيار مصر كمركز للمنتدى دليلًا على قوتها وتأثيرها فى المنطقة، والاعتراف بأنها محور الإقليم و تملك العديد من الإمكانيات الكبيرة، من خطوط ربط بالدول الإقليمية، وشبكة ضخمة داخلية تربط الشمال بالجنوب وشرق البلاد بغربها، بالاضافة إلى أنها الدولة الوحيدة بين الدول الأعضاء التى تملك بنية تحتية تضم وحدتين لإسالة الغاز “مصنعى إدكو ودمياط” بطاقة استيعابية تصل لـ 4.1 ملايين طن سنويًا من الغاز بكل وحدة، أى بمعدل 1.35 مليون قدم مكعب يوميًا، كما أنها ثانى أكبر احتياطي من الغاز الطبيعى بحوض البحر المتوسط على مستوى العالم، وهى أيضًا الدولة الوحيدة بين الأعضاء التى تملك ممرا ملاحيا عالميا يصل بين قارات العالم “قناة السويس” .

 

قبرص.. اكتشافات جديدة وشراكة واسعة
كانت قبرص منطقة محظوظة للغاية للاستكشاف ، مع اكتشاف سلسلة من الرواسب العملاقة فى السنوات الأخيرة ، بما فى ذلك Glaucus بواسطة ExxonMobil فى 2019 وCalypso by Eni فى 2018.

وهناك أيضًا أكثر الحقول تطوراً ، أفروديت ، الذى تم اكتشافه في عام 2011 واستناداً إلى التوقعات ، سيحقق مبيعات صافية قدرها 9.5 مليار دولار فى 18 عامًا بفضل بيع الغاز عبر محطة إدكو المصرية.

 

اليونان.. توقعات إيجابية لمزيد من النمو لسوق الغاز
تحول اليونان نحو الغاز الطبيعى يمثل فرصة للعديد من الشركات المستقلة من أجل لعب دور رئيسى فى سوق القطاع، وخاصة “ميتليونس هولدنجز” التى تستهدف التفوق على شركة “ديبا إس إيه” الحكومية المتعثرة فى هذا المجال.

ووفقا ل”بانايوتيس كانيلوبولوس” مدير شركة “إم.إن.جى تريدنج” للغاز الطبيعى التابعة لمجموعة “ميتيليونس” فإن “الغاز الطبيعى هو المحور الأكثر أهمية فى قطاع الطاقة، و اليونان سوقا صغيرة لكنها تمتلك احتمالات نمو قوية”.

 

تركيا.. أطماع تصطدم بحقوق قبرص واليونان المشروعة
لم تكن هناك اكتشافات رئيسية للغاز الطبيعى فى شرق البحر المتوسط تنتمى إلى تركيا ، لكن هذه الدولة أرسلت سفن إلى المياه الساحلية لقبرص للبحث عن الغاز، وتقول تركيا إنها ستواصل البحث عن الغاز الطبيعى فى هذه المياه إذا لم تقبل الحكومة القبرصية اليونانية المعترف بها دوليًا اقتراح تعاون أطلقه القبارصة الأتراك.

ورداً على ذلك ، أصدرت قبرص واليونان مذكرة اعتقال بحق أى سفينة حفر فى نهاية المطاف تعرقل أنشطتها المتعلقة بالغاز ، وناشدت الاتحاد الأوروبى أن يعاقب تركيا على مبادراتها.

ووفقا لتقرير الصحيفة الإيطالية فإنه يجب قراءة سياسة المخاطر التى تتبعها تركيا فى سياق محاولات كل من مصر واليونان وقبرص وإسرائيل لإنشاء بنية تحتية إقليمية للطاقة تستبعدها من سوق الغاز الطبيعى من شرق البحر المتوسط، وقد يؤدى الاتفاق المحتمل بين مصر وقبرص إلى بيع الغاز الطبيعى إلى أوروبا من شرق البحر الأبيض المتوسط عبر خطوط الأنابيب الروسية والتركية.

 

إسرائيل .. إدارة جديدة لملف الطاقة
سمح اكتشاف وتطوير رواسب الغاز الطبيعى  قبالة ساحل إسرائيل فى السنوات العشرين الماضية بتراكم احتياطيات الغاز الوفيرة ، التى تحاول استخدامها من أجل الاستفادة منها من وجهة نظر جيوسياسية.

وأقامت إسرائيل أيضًا علاقة قوية مع قبرص واليونان، وتجرى الدول الثلاث تدريبات عسكرية مشتركة وتنسيق عمليات للأمن فى شرق البحر المتوسط.

كما يتعاونون حاليًا فى إنشاء خط أنابيب للغاز بقيمة 7 مليارات دولار يربط بين الحقول الإسرائيلية والقبرصية (مشروع خط أنابيب EastMed) الذى يمر عبر جزيرة كريت اليونانية من أجل تزويد بلدان أوروبية أخرى.

 

مخاوف روسية
وأشار التقرير إلى أن هذه التطورات تقلق روسيا بوضوح،  تزود هذه الدولة ، من خلال شركة جازبروم العملاقة للنفط والغاز فيها ، أوروبا بنسبة 37 ٪ من احتياجاتها من الغاز ، كما أن اعتمادها على الطاقة فى القارة قد مكنها من الحصول على فوائد كبيرة، ولكن الخطر الحقيقى للغاية المتمثل فى أن تفقد روسيا هذا التأثير قد يؤدى إلى نشوب صراع عسكرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *