أخبار دوليةرئيسية

” العجرودي ” يضع خارطة طريق برلمان تونس بعد فوز النهضة بالأغلبية 

علق ” محمد عياشي العجرودي ” أحد أقطاب صناعة الإعلام في تونس ، والفاعلين في الحوار الوطني ، على فوز حركة النهضة بالنسبة الأعلى في مقاعد برلمان تونس بأنهم حولوها لمعركة بين مسلمين وكفار ، وأنهم في تراجع كبير بالنظر لحجم المقاعد التي حصلوا عليها، ذاهباً الى طرح رؤية حول مستقبل تونس بعد وصول الإسلام السياسي لأغلبية البرلمان .

أكد ” العجرودي ” أن حصول النهضة على المركز الاول تفسيره أن التونسيون عاقبوا الاحزاب الحاكمة و فتحوا في الأثناء الأبواب امام المجهول ، بالنسبة للنهضة فانّه انتصار بطعم الهزيمة ، فالنهضة تراجع خزانها الانتخابي الى الربع مقارنة بما كان عليه في سنة 2011 ، اذ تدحرج تمثيل الحركة من 89 مقعدا سنة 2011 الى 68 في 2014 وصولا الى 55 اليوم بالتالي فهي في تراجع و اضمحلال ، و فوزها بالمقاعد المذكورة هو نتاج اعتمادها أساليب الاغراء و التوظيف الديني الى حدّ الدعوة للنفير لكلّ اتباعها كأنّ الامر يتعلّق بمعركة بين كفّار و مسلمين . التونسيون حسموا امرهم في الإسلام السياسي و في الإخوان و في كلّ من يوظّف الدين لاغرض السياسة لانّهم ادركوا حقيقة هؤلاء و اجرامهم و ارهابهم .
وحول التشريع في البرلمان وما إذا كان سيصب في مصلحة تونس أم لا ؟، أفاد ” العجرودي ” بأن البرلمان الجديد هو بالفعل اكبر كتله حركة النهضة ، لكن المعلوم انّه تولّدت عن هذه الأخيرة تيّارات اكثر تطرفا تمثّلها اليوم ما يسمى ب ” ائتلاف الكرامة ” لسيف الدين مخلوف و حزب الرحمة ل ” سعيد الجزيري ” المسجون سابقا بالولايات المتحدة و قد فاز التنظيمان بعدد من المقاعد في انتخابات البرلمان الجديد ، و يمثّل هؤلاء الوجه الحقيقي للنهضة كحركة اخوانية منطرّ لا تتردّد في توظيف الارهاب لتحقيق أهدافها ، و ما وجود جهاز سرّي و ألوية سرية تترصّد كلّ صوت مخالف لها الا اكبر دليل على ذلك ، و بالنسبة لسؤالكم حول التشريع ، فالخوف أولا ان تخسر تونس اهم مكسب و هو مدنية الدولة و انجازاتها في مجال الحريات خاصة حقوق المرأة و الأحوال الشخصية .. بعض من صعد للبرلمان مشروعه العودة بتونس 14 قرنا الى الوراء و إقامة الخلافة .

وحول ما إذا كانت النهضة ستتوائم مع بقية مع بقية الكتل ؟، ذهب ” العياشي العجرودي ” إلى أنه حتى الآن لم يبد ايّ حزب او كتلة استعدادا لوضع يده في يد النهضة ، فهنالك تجارب مريرة عاشتها كلّ الاحزاب التي تحالفت مع النهضة ، اذ كانت نهايتها الانقسام و التفتت بفعل خبث قيادة النهضة و نفاقها و طبيعتها في الغدر و الدسّ لاضعاف كلّ المنافسين لها .
ويطرح ” العجرودي ” رؤيته حول أداء البرلمان الحالي و مستقبل تونس ، فيذهب إلى أنها تجربة برلمانية ثالثة تشهدها تونس و هي في نظري الأسوا و الأخطر على وضع البلاد و مستقبلها يبنى اليوم على المجهول ، لأن تونس في ورطة حقيقية داخليا و خارجيا ، خاصة في ظرف يشهد فيه الإسلام السياسي أبشع هزائمه في كلّ المناطق تقريبا ، نراه اليوم في تونس يتسرّب عبر صناديق الاقتراع و يعدّ نفسه للحكم ، لكن الأخطر من ذلك ان يحتكر هؤلاء الحكم و يرفضون مواصلة القبول باللعبة الديمقراطية ، بمعنى العمل بتلك المقولة انّ : ” الإخوان لا يقبلون الاّ بديمقراطية واحدة و هي التي تفتح لهم باب الحكم و بعد ذلك لا ديمقراطية و لا يحزنون “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *