الأدب

رواية 1984 لـ جورج أوريل.. حكاية عمل أدبى تحول لـ تهمة سياسية

يبدو أن رواية 1984 للكاتب الإنجليزى جورج أوريل لا تموت أبدا، فى كل يوم تأتى لها مناسبة جديدة تمنحها روحا جديدة، لعل آخر ذلك ما فعله وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، حيث شبه معاملة الصين لأكثر من مليون مسلم من الويجور برواية “1984” لجورج أورويل، قائلا إن الحزب الشيوعى يحتجزهم فى معسكرات اعتقال ويسىء معاملتهم.
الرواية نشرت منذ 70 عاما بالتمام والكمال، فقد أصدرها جورج أوريل فى سنة 1949.
بعد صدور الرواية كانت دلالتها المباشرة موجهة إلى الاتحاد السوفيتى، ولعل منعها من قبل الأنظمة هناك، قد أكد هذا التوجه، لكن بعد سقوط الاتحاد السوفيتى لم تسقط الرواية بل حققت الرواية، مع مر السنين، نجاحا كبيرا حتى أننا نجد صحيفة التليجراف تسأل “لماذا لا نزال مهووسين برواية جورج أورويل”.
وقالت الصحيفة فى تقرير عن الرواية “تعد رواية 1984 واحدة من أكثر روايات القرن الماضى نفوذاً، كما أنها واحدة من الأكثر الكتب رعبا فى العالم”، حيث يضيف التقرير”إذا كان هذا هو ما سيكون عليه العالم، فربما نضع رؤوسنا فى أفران الغاز الآن”، هكذا كتب أحد القراء ردا على الرواية من مقالة نشرت فى بى بى سى عام 1954، حتى أن جورج أورويل نفسه، فى مقال نشر عام 1943 (قبل خمس سنوات من نشر الكتاب)، سأل عما إذا كان “ربما صبيانيًا أو مهووسًا لتخويف نفسه برؤى لمستقبل شمولى”.
وربما نفاجأ من كلام وزير الخارجية الأمريكى، عندما نقرأ رأيا كاتب هندى يرى أن أمريكا هى التى تطبق ما فى الرواية على مواطنيها، حيث أشار الكاتب الهندى سيتو، فى مناقشة للكتاب فى معرض كريثى الدولى للكتاب، المقام بالهند، هذا العام، إلى أن معظم خيال الكاتب جورج أورويل الذى قام بالتعبير عنه فى كتاب “1984” قد تحقق، لقد أصبحت الأوضاع فى الرواية واقعًا فى الوقت الحاضر، حيث تنغمس الدول القومية فى أساليب المراقبة المختلفة باستخدام الكاميرات وغيرها من الوسائل التكنولوجيا لمراقبة مواطنيها فى مختلف الدول مثل الهند والولايات المتحدة.
كما أنه فى بدايات عام 2017 اتفقت نحو 90 دار سينما فى الولايات المتحدة وكندا على عرض فيلم “1984” الذى يقتبس رواية جورج أورويل الشهيرة بطولة الممثل الراحل جون هرت احتجاجًا على سياسات الرئيس دونالد ترامب.
والرواية فى مجملها تنبأ بالمستقل وأيضا تحدث عن الرقابة، ووقعت أحداث الكتاب فى بريطانيا العظمى، فى عالم لايهدأ فيه الحرب والرقابة الحكومية والتلاعب بالجماهير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *