الثقافة والتراث

تعرف على تاريخ الإمبراطورية اليابانية بعد تنصيب إمبراطور جديد

اعتلى اليوم إمبراطور اليابان الجديد انى ناروهيتو البالغ من العمر 59 عاما، العرش اليوم، أمام نحو ألفى ضيف من داخل البلاد وخارجها فى مراسم بالقصر الإمبراطورى فى طوكيو، ولهذا نستعرض عن ماهية الأمبراطورية اليابانية.

إمبراطورية اليابان كانت كيانًا سياسيًا يابانيًا وقوة عظمى تواجدت بين فترة استعراش مييجي وهى فترة انتقالية من تاريخ اليابان عرفت فيها البلاد تحولات واسعة بعد أكثر من قرنين من حكم سلالة التوكوغاوافي، عام 1868 حتى هزيمة الإمبراطورية في الحرب العالمية الثانية.

فى البداية كانت الإمبراطورية اليابانية إشارة إلى الدولة اليابانية التى توحدت ولاياتها المختلفة تحت سلطان حاكم أعلى يحمل لقب إمبراطور، وذلك منذ القرن السابع قبل الميلاد، ولكن اختلف الأمر مع التوسع الاستعمارى وفرض سلطان الدولة على أراضى ومقدرات شعوب أخرى، فبدأت تكوينها فى أواخر القرن التاسع عشر، وهو الوقت الذى لحقت فيها اليابان بركب الدول التي حققت ثورتها الصناعية، واتجهت إلى الاستعمار بحثا عما يسمى بالمجال الحيوي ومناطق النفوذ.

خلال منتصف القرن الـ 19، كان الاستعمار الغربى منتشر بشكل كبير وخطير فى جوار اليابان، لدرجة أنها لن تسلم من ذلك، حيث أن اليابان أرغمت على عقد معاهدات والتى أعطت امتيازات وقائية لدول ذات وجود استعمارى قوى فى المحيط الهادى مثل أمريكا وبريطانيا، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل تم أرغماها على إخضاع تعرفتها الجمركية لصالح تجارة هذه الدول.

سقوط النظام الإقطاعى فى اليابان
أدركت الإمبراطورية اليابانية أن نظامها الإقطاعى الذى استمر 700 عام، لا يساعدها فى النهضة وخلق نظام امثل، وتحقيق القومة المرغوبة ضد مواجهة المخاطر، وبالفعل سقط النظام الإقطاعى فى عام 1868م، وسقطت حكم شوجونات أسرة توكو جاوا التي ظلت تتوارث السلطة الحقيقية في البلاد لمدة مائتين وخمسة وستين عام.

وبعد سقوط النظام الإقطاعى بدات اليابان فى ايتعادة السلطة المركزية، وكانت البداية مع تحديث مخططاتها والتى حققت ثمارها والمرغوب منها فى بضع سنوات، وبالفعل أحدث النظام الجديد انتعاش اقتصادى وأصبح للإمبراطورية أسطول وجيش.

ثم أرادت الإمبراطورية التخلص من قيود المعاهدات المجحفة التى فرضتها عليها الدول الاستعمارية، والسيطرة على لمناطق المتاخمة للطرق البحرية المفضية إلى موانئها، فترى هل تحقق الأمر نعم تحقق الأمر الأول بكل سهولة وبدأت فى تحقيق الأمر الثانى ونجحت ايضا فى تحقيقه، وكانت البداية عقد معاهدة عام 1875 مع روسيا، والتي تنازلت روسيا بموجبها عن مطالبها في جزر كوريل مقابل تنازل اليابان عن مطالبها في جنوب جزيرة سخالين.

الصراع مع كوريا
وعقب ذلك سارعت الإمبراطورية اليابانية فى إرغام كوريا على توقيع معاهدة تنص على أن كوريا مستقلة عن الصين استقلال تاما، لتفتعل أسبابا لغزو كوريا وكان ذلك عام 1894م، وعلى أثر ذلك وطلبت الصين الصلح الذي تم بعقد معاهدة شيمونسكي. والتى اعترفت بها باستقلال كوريا، وأقرت بتنازلها لليابان عن فورموزا وبيسكادوس وشبه جزيرة لياو تونغ في منشوريا.

وبموجب الاتفاقية سالفة الذكر حصلت اليابان، على تعويضات مالية وحقوق امتيازات لرعاياها فى الأراضى الصينية، وبعد ذلك تدخلت أن روسيا وفرنسا وألمانيا فيما بعد وقدمت طلبا جماعيا بضرورة رد شبه جزيرة لياو تونغ إلى الصين، فخضعت اليابان لهذا الطلب.

رأت بريطانيا أن الإمبراطورية اليابانية حليفا تستطيع أن تتحالف معه لتخوض معركة ضد روسيا، وحدث بالفعل وتم عقد تحالف في عام 1902 شجع اليابان على الدخول في حرب مع روسيا عام 1904 هزمت فيها القوات الروسية، وطردت من كوريا وميناء بورت آرثر.

وخلال الحرب العالمية الأولى استطاعت اليابان أن تعلن الحرب مع ألمانيا، واستولت على ميناء كياوتشو ومقاطعة شانتونغ الذي كان الألمان يسيطرون عليهما داخل أرض الصين ذاتها، كما احتلت مجموعة الجزر التي كانت ألمانيا قد احتلتها في جنوب المحيط الهادي شمالي خط الاستواء.

المطالب الـ 21
في 18 يناير عام 1915 تقدمت اليابان إلى الصين بمطالبها الـ 21 المعروفة والتى تشمل على الأتى : “أن توافق الصين دون تحفظ على أي اتفاق قد تعقده اليابان مع ألمانيا بخصوص حقوقها في ميناء كياوتشو ومقاطعة شانتونغ، وأن يسمح لليابان ببناء خط حديدى في شانتونغ، وألا تعطى أي امتيازات فيها لأية دولة أخرى، ومد امتياز اليابان فى مينائي بور آرثر ورايرن لتسعة وتسعين عام، وأن تقتح مدن معينة أمام التجارة الأجنبية، وأن تعترف الصين بحقوق اليابان في جنوب منشوريا وشرق منغوليا الداخلية، وألا تؤجر الصين أي ميناء أو خليج أو أرض تقع على ساحلها لأية دولة عدا اليابان”.

وما كان من الصين إلا أن توافق على تلكم البنود الـ 21، ووقعت معها معاهدة فى مايو عام 1915م، ولكن سرعان ما طعنت الصين فور عودتها من الحرب العاملية الأولى فى شرعية المعاهدة، وكان ذلك بمساندة الولايات المتحدة، لشعورها بخطورة الإمبراطورية اليابانية.

وبدأت اليابان فى توسعاتها الاستعمارية وكان ذلك على حساب الصين، فاحتلت منشوريا عام 1931م، وأخذت القوى الوطنية فى الصين تقاوم الغزو اليابان، وبدأت الحرب بين اليابان والصين عما 1937،هدفها فرض سيطرتها الكاملة على الصين، وإجهاض قوى التطور التى أخذت تنمو فيها بعد ثورة 1911م.

ودخلت اليابان الحرب ضد الحلفاء عام 1941م، بهجوم مفاجئ على القاعدة الأمريكية في بيرل هاربر، وفى زمن قصير اجتاحت الفيليبين، وإندونيسيا، والهند الصينية الفرنسية، وملايو، وسنغافورة، وبورما.

ومع إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناجازاكي واستسلام اليابان بلا قيد أو شرط عام 1945، انتهت الحرب العالمية الثانية، وانتهت معها الإمبراطورية اليابانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *