أخبار دوليةرئيسية

ابو الغيط:مصر تواجه تهديداً خطيراً لحصتها من مياه النيل بسبب مشروع سد النهضة الذي تقوم إثيوبيا ببنائه

 

هناء السيد
افتتح أحمـد أبـو الغيـط الأمين العام لجامعة الدول العربية،
فاعليات الأسبوع العربي الثالث للتنمية المستدامة وذلك تحت شعار “شراكة متكاملة من أجل مستقبل مستدام” ،والذي تستضيف دبي النسخة الرابعة منه خلال أعمال اكسبو 2020 خلال الفترة من أكتوبر 2020 إلى أبريل 2021، تحت شعار مهم وهو “تواصل العقول … وصنع المستقبل”.

افتتح الفاعليات أحمـد أبـو الغيـط
الأمين العام لجامعة الدول العربية،
والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري
بجمهورية مصر العربية،الدكتور محمود محي الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولي،رولا دشتي
الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة
الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا)،السفير إيفان سركوس
رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة
، وراندا أبو الحسن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جمهورية مصر العربية.
وقال ابو الغيط في كلمته ان انعقاد الأسبوع العربي للتنمية المستدامة هذا العام يأتي في ظل تطورات نتابعها جميعاً سواء على الصعيد العربي أو حتى على مستوى العالم ،لافتا الى هناك ثمة مطالب اجتماعية واقتصادية تعبر عن نفسها في صورة احتجاجات جماهيرية وهناك تطلعات مشروعة لدى كتل ضخمة من السكان في تحسين مستوى حياتهم والارتقاء بجودة حياة أبنائهم .
واضاف ابو الغيط إن هذه التطلعات تبدو باعثاً واضحاً وراء الكثير من التوترات الاجتماعية والسياسية والمظاهرات المطلبية في عدد من البلدان العربية ،مشددا على انه لا ينبغي أبداً أن نغض الطرف عن تطلعات الشعوب العربية إلي حياة أفضل من حيث الخدمات الأساسية والصحة والتعليم ولا يمكن أبداً أن ننكر استمرار وجود فجوة بين الجهود التنموية التي تقوم بها الحكومات من ناحية، وتطلعات وتوقعات الشعوب في حياة أفضل من ناحية أخرى .
واكد أن اتساع هذه الفجوة – بين الواقع والطموح – ليس في مصلحة الحكومات أو الشعوب ،موضحا أن التوقعات أصبحت المتزايدة بفعل عوامل مختلفة منها زيادة التمكين وتحسن الاتصال، وتخلق نوعاً من التوتر المكتوم داخل المجتمعات بحيث لم يعد في مقدور الحكومات الاكتفاء بتوفير الحد الأدنى، وصار عليها الارتقاء بمستوي ادائها باستمرار حتي يصل لمستوي التطلع والطموح لدي شعوبها.
وشدد ابو الغيط على إن ما تعرضت له المنطقة العربية من هزات سياسية ضخمة منذ بداية العقد الحالي أثر، ولاشك، على مسيرة التنمية إذ صار على عدد من الدول العربية التعامل مع التبعات الخطيرة لحالات الاضطراب الأهلي، من لاجئين ونازحين ومخاطر أمنية متزايدة، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من استنزاف للموازنات العامة وعبء على خطط التنمية .
وتابع قائلا:ان هذا ادى بدوره إلى تفاقم المشكلات وتعاظم التحديات التي تواجه المجتمعات العربية.
وقال انه ليس هناك بديل عن التحرك على كافة المسارات في نفس الوقت ،مشيرا الى ان مطالب الشعوب لا تحتمل التأجيل .والمؤشرات التي نطالعها عن المنطقة العربية تعكس بالفعل اتساعاً في رقعة الفقر في عدد من البلدان العربية، كما تعكس تراجعاً ملحوظاً في كفاءة بعض المرافق الحيوية التي تقدم الخدمات الأساسية للجمهور .
ونوه ابو الغيط بأن”التقرير العربي للفقر متعدد الأبعاد” قد سلط
الضوء على الطبيعة المركبة لظاهرة الفقر في العالم العربي وأظهر عدم ملاءمة الاكتفاء بقياس الدخل كمؤشر وحيد على الفقر، بل ضرورة النظر إلى ظاهرة الفقر من منظور أوسع بوصفه حرماناً من الفرص في التعليم والصحة ومستوى المعيشة اللائق .. وقد وضع هذا التقرير المهم 12 مؤشراً لقياس الفقر متعدد الأبعاد من بينها – مثلاً – التغذية والحمل المبكر وسنوات الدراسة ومياه الشرب المأمونة وغيرها.
وناشد صناع السياسات ومتخذي القرار في البلدان العربية الاستفادة من النتائج والاستخلاصات التي ذهب إليها “تقرير الفقر متعدد الأبعاد” في وضع السياسات والحلول التي تعالج هذه الظاهرة الخطيرة، لما لها من صلة وثيقة بالاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد العربية.
كما حثهم على حشد كافة الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمواجهة الفقر كضمان لتحقيق التنمية المستدامة، والتعهد بالا يخلف الركب احداً وراءه.
واوضح إن محاور عمل أسبوع هذا العام تتناول ثلاثة محاور هى التكامل بين شركاء التنمية، والتحول إلى حياة أفضل،و آفاق جديدة لعالم متغير،مؤكدا ان تلك المحاور تعكس طبيعة التحديات التي تواجهها جهود تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.
وحذر ابو الغيط في هذا الصدد بالتهديد الخطير الذي تتعرض له جهود تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية ألا وهو تدهور البيئة بفعل الجفاف والتغير المناخي ،مؤكدا أن ظاهرة الشح المائي تعد الأخطر على الإطلاق بما تنطوي عليه من آثار على التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي ومستوى الحياة للسكان.
وقال إن المنطقة العربية هي الأكثر معاناة على مستوى العالم من نقص المياه، ويفاقم من خطورة الوضع أن 80% من مصادر المياه العربية تقع خارج العالم العربي .
واشار الى ان الدول في المشرق العربي (سوريا والعراق على وجه الخصوص) تعاني من هيمنة تركية على مصادر المياه ،كما يعاني الفلسطينيون من نهب منظم يقوم به الاحتلال منذ سنوات لخزانات المياه الجوفية في الأراضي المحتلة ،وأخيراً، فإن مصر تواجه تهديداً خطيراً لحصتها من ماء النيل بسبب مشروع سد النهضة الذي تقوم إثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق علماً بأن مصر – التي تجاوز عدد سكانها 100 مليون – قد دخلت بالفعل مرحلة الفقر المائي منذ سنوات.
كما اكد أنَّ قضية شح المياه هي أخطر ما يواجه العالم العربي في المستقبل كونها مسألة وجود وبقاء .. واضاف:وربما نعرف اليوم خطورة تأثير ظواهر مثل الجفاف على الاستقرار السياسي والاجتماعي بعد أن شاهدنا ما جرى في سوريا التي واجهت أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 2007 وقد أدى هذا الجفاف إلي هجرات داخلية واسعة واضطرابات اجتماعية خطيرة، كان من شأنها تسهم بقدر غير قليل في تفجير الوضع على النحو المؤسف الذي شهدناه ونشهده اليوم.
السيدات والسادة،
“والخروج بتوصيات ومبادرات تعزز من تنفيذ خطة 2030 للتنمية المستدامة في المنطقة العربية .
وأعلن ابو الغيط أن النسخة الرابعة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة سوف تعقد خلال أعمال اكسبو 2020 دبي الذي تستضيفه إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من أكتوبر 2020 إلى أبريل 2021، تحت شعار مهم وهو “تواصل العقول … وصنع المستقبل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *