الثقافة والتراث

النمرة غلط.. أكثر مما تعتقد التنمر اداه لقتل الابرياء

 

كتبت سمر العربي

عندما تقرر الانتحار تكون وقتها قد مت بالفعل .. ما ينقذونه بعد ذلك لا يكون هو أنت ولكن جثتك

التنمر مشكلة اجتماعية خطيرة تواجه المجتمع المصري وتهدد السلام النفسي لأفراده، وتزداد خطورتها لأن الكثيرين لا يعتبرونها مشكلة ولا ينتبهون لها، فعندما يأتي الحديث عن المخدرات أو العنف مثلاً تجد الكل يتكلم ويشجب ويدين، لكن مشكلة التنمر لا تجد كل هذا الاهتمام إلا في اخر عامين حتى مصطلح “التنمر” نفسه لم يكن معروفاً قبل هذا الوقت.

انتبهت المجتمعات الغربية لهذه المشكلة منذ عقود كثيرة، وانتجت السينما الأمريكية تحديداً الكثير من الأفلام لمجابهة هذه الظاهرة، بينما خلت الدراما والسينما العربية منها إلا فيما ندر، بل وكرست بعض الأعمال الفنية لهذه الظاهرة أكثر وأكثر وأظهرت المتنمِر كشخص مرح ومحبوب وخفيف الظل على حساب الشخص المتنمَّر عليه.

ومن هنا جاءت الفكرة لفريق مسرحي سكندري تابع لإحدى الكنائس القبطية لمناقشة هذه الظاهرة الخطيرة من خلال عمل مسرحي طويل بعنوان “النمرة غلط”، فالكنيسة القبطية باعتبارها جزءاً من المجتمع المصري لا ينفصل عنه، ولا تختلف مشكلات أبنائه عن مشكلات باقي المجتمع، كان لابد وأن يكون لها دور في هذا الموضوع.

المسرحية حاولت أن تلقي الضوء على جميع أشكال التنمر من خلال قصة شيقة عن مجموعة من الأصدقاء متبايني الصفات، منهم المتنمِر والمتنمَّر عليه، قوي الشخصية وضعيفها، الهاديء والمندفع، فهذا يتعرض للتنمر بسبب طيبته وسلوكه الطفولي، وتلك بسبب شكلها وهيئتها، والأخرى بدون سبب واضح سوى ضعف شخصيتها الظاهر للجميع والذي يجعلها تتأثر بأي نقد، بينما صديقتها قوية الشخصية لا تهتز أمام أحد عندما تتعرض للتنمر.

ناقش العرض المسرحي كيف أن التنمر قد يدفع الشخص للبحث عن أي أحد يقبله كما هو، وكذلك التنمر داخل الأسرة من الأهل وما قد يسببه للأبناء، وأيضاً التنمر داخل المجتمعات الصغيرة مثل الكنيسة أو المدرسة أو العمل، ودور الأسرة والأصدقاء في دعم المتنمَّر عليه.

تدور المسرحية في إطار درامي كوميدي بالإضافة إلى بعض الإثارة البوليسية إلى أن تنتهي بمفاجأة كبيرة وصدمة شديدة تجعلك تفكر كثيراً فيما قد تؤل إليه تصرفات صغيرة تندرج تحت بند الضحك والمرح.

عُرضت المسرحية للمرة الأولى في نهاية شهر أكتوبر الماضي ونالت إعجاب الجميع، وجاءت الكثير من المطالبات لفريق “آڨا تكلا” المسرحي التابع لكنيسة الأنبا تكلا بالإسكندرية لعرضها مرة أخرى، خاصة وأنه بعد أيام قليلة من العرض الأول انتشر ڨيديو التنمر الشهر لـ”چون” الطفل الجنوب سوداني الذي تعرض للتنمر أثناء ذهابه إلى المدرسة، وسط اهتمام وتعاطف كبير معه وأنباء عن مقابلة رئيس الجمهورية له في مؤتمر شبابي قادم، مما يعكس بدء اهتمام الدولة بهذه القضية الهامة.

إذا كان التنمر ظاهرة اجتماعية خطيرة يجب مواجهتها، فأفضل طريقة لذلك هو رفع الوعي المجتعي بها، والتحذير من مخاطرها من خلال الأعمال الفنية التي تستطيع أن تنفذ داخل العقول والقلوب معاً، نتمنى أن نشاهد الكثير من تلك الأعمال الهادفة في الفترة القادمة.

والجدير بالذكر
ابطال المسرحيه
١. ماريان جورج
مينا مجدي
٢. مينا عادل صموئيل
٣. كارين عزيز
٤. مريم عادل
٥.لورا فرينا ناصر
٦.ساندرا نشأت
٧. مينا نبيل
٨. روبى وسيم
٩. تكلا جوزيف
١٠ بيتر ابراهيم
١١. كارين سامى
١٢. مونيكا نبيل
١٣. مريم رؤوف
١٥. نادر فؤاد
١٦٥. سارة مراد
١٧. أبانوب عادل
١٨. البير نبيل
١٩ ماريا أشرف
٢٠. جورج جرس
٢١. لى لى نادر
٢٢.ريمون مدحت
موسيقى تصويرية
أمير أنيس
تأليف الترنيمة
بيتر نبيه
تلحين

مديرة الفريق
ساندرا نشات
تأليف
عماد نجيب
مساعد مخرج
جورج جرس
إخراج
جوزيف نظمى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *