أخبار مصر

مفتي الجمهورية : تجربة مصر في العيش المشترك بين أبناء الوطن “رائدة وفريدة”

 

كتب- محمد رأفت فرج

استقبل الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، وفدًا من الباحثين المتدربين في المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، حيث ألقى فضيلته عليهم محاضرة بعنوان: فلسفة التشريع الإسلامي.

وأكد المفتي أن العلاقات بين مصر وإندونيسيا ضاربة في عمق التاريخ خاصة على المستوى الديني، والأزهر الشريف خصص ضمن أروقته الرواق “الجاوي” لطلبة العلم الشرعي من إندونيسيا.

وحول العيش في المجتمعات التي تضم تنوعًا دينيًّا وعرقيًّا وثقافيًّا، قال المفتي: “نحن في مصر لدينا تجربة رائدة وفريدة في العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، وهي مستمدة من سنة وسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد عاش صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، في مكة المكرمة رغم اختلاف الدين، ولم يكن يحب أن يخرج من وطنه لولا أنهم أخرجوه”.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عندما هاجر إلى المدينة المنورة كانت تضم تنوعًا دينيًّا وثقافيًّا كبيرًا، فكانت تضم المشركين واليهود والمسلمين وقبائل من الأوس والخزرج وغيرهم، فعمل النبي صلوات الله وسلامه عليه، على وضع أسس للعيش المشترك وآخى بين المهاجرين والأنصار، ووضع وثيقة المدينة التي تلزم أهل المدينة بمختلف دياناتهم وثقافاتهم أن يدافعوا عنها ويتعاونوا من أجلها دون تفرقة.

وأشار إلى أنه في الدولة الحديثة على المسلم أن يلتزم بالقوانين واللوائح التي تضعها الدول لتنظيم شؤون الحياة، ويجب ألا يصطدم معها أو يثير الصراع، وأن يتفاعل بإيجابية مع المجتمع؛ لأن هذا جزء من الدين ويؤدي إلى عمارة الأرض ونفع الناس.

وأكد أن جماعات الإسلام السياسي مثل جماعة الإخوان الإرهابية روجت منذ نشأتها لفكرة “حتمية الصراع” وكأنهم يروجون لنظرية صراع الحضارات، وهو ما نصت عليه أدبيات حسن البنا، منذ نشأة الجماعة، مرورًا بسيد قطب، الذي استقى أفكاره من أبي الأعلى المودودي، واعتبرت الجماعة أن الأمة الإسلامية بعد عهد الخلفاء الراشدين عادت إلى الجاهلية من جديد، وعلى إثر ذلك قاموا بعمليات اغتيال بدء من أحمد الخازندار، ومحمود فهمي النقراشي، وغيرهما.

وأضاف مفتي الجمهورية أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية المعاصرة مثل داعش والنصرة وبوكو حرام وغيرهم، قد خرجت من رحم جماعة الإخوان، ويستقون أفكارهم من سيد قطب، وغيره من منظري الجماعة الإرهابية.

وعبر الوفد الإندونيسي عن سعادته بلقاء المفتي وزيارة دار الإفتاء المصرية للتعرف على تجربتها الرائدة في ضبط إيقاع الفتوى ومواجهة الفكر المتطرف والجماعات المتشددة.

وأبدى الوفد تطلعه لمزيد من التعاون والتواصل مع المؤسسات  الدينية في مصر للاستفادة من خبرتها في هذا المجال، وتلقي التدريب والدعم العلمي والشرعي.
يذكر أن المنظمة انتهت هذا الأسبوع من دورة لعدد من الباحثين الإندونيسيين حول علوم الفلسفة الإسلامية، وتاريخ تطورها، وعلاقة الفلسفة الإسلامية بالتصوف، وكيف انشقت الحركات والتنظيمات الإرهابية عن مبادئ الفلسفة الإسلامية، وكيف تمثلت الفلسفة الإسلامية بأركانها الحكيمة في منهج الأزهر الشريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *