أخبار دولية

الشيخ محمد عالي الشنقيطي يدعوا المسلمين للوقوف خلف خادم الحرمين و ولي عهده

 

العلامة محمد عالي الشنقيطي هو أحد العلماء الموريتانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية ، عرف بمحاضراته ودروسه الفقهية المعمقة في شتى مجالات الشريعة الاسلامية ، وكذلك مشاركاته الواسعة في عديد المؤتمرات الاسلامية في مختلف دول العالم ، وقد وقع عليه الاختيار هذه السنة من قبل وزارة الثقافة والشؤون الاسلامية لتكريمه على دوره في نشر ثقافة السلام والاعتدال والوسطية في الدين .
وعلى هامش حفل التكريم سألناه عن رأيه في أسباب تفشي ظاهرة الغلو والتطرف بين شباب الأمة ، أجاب العلامة الشنقيطي بأن هناك ثلاث أسباب رئيسية وراء انتشار التطرف بين شباب الأمة في هذا العصر ، السبب الأول هو الجهل ، وهو سبب رئيسي وخطير لأن الجهل ظلمة والعلم نور ،، وصدق الشاعر حين قال:
العِلْمُ نُوْرٌ وَالجَهَالَةُ حَلَك *** وَمَنْ يَسِرْ فِي ظُلْمَةِ الجَهْلِ هَلَك
وأضاف العلامة الشنقيطي ” أن المملكة العربية السعودية تعتبر نموذجا يحتذى في محاربة مسببات الجهل المفضي إلى التطرف حيث أدركت في وقت مبكر خطورته على العقيدة ، لهذا حرص قادة المملكة منذ تأسيسها على نشر العلم والهدى بين الناس ، وهذه السياسة تتعزز اليوم أكثر فأكثر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله ، وبجهود نخبة من العلماء الأفاضل الذين باشروا بالوقوف في وجه البدع والانحراف وعملوا على تحصين الأجيال من الغلو والتطرف وتوحيد كلمة الأمة حول كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم” .
وأردف العلامة الشنقيطي أن السبب الثاني في انتشار التطرف هو العلم الناقص أو ما يسمى” الجهل المركب” ، بعض الناس مع الأسف يفهم النصوص الدينية فهما ظاهريا وينساق خلف ذلك الفهم دون أن يبحث ويفتش عن المعنى الحقيقي لمدلولات النص الشرعي ، وهذا أمر يحتاج دائما إلى عالم وفقيه متمكن لتوضيحه ، ومثال ذلك قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) هذه الآية لا يفهمها إلا من علم معنى الظلم في القرآن الكريم ، وهو هنا بمعنى الشرك ، وهذا المعنى مأخوذ من آية أخرى وهي قوله تعالى (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) .
أما السبب الثالث للتطرف في نظر العلامة الشنقيطي هو هذا الغزو الفكري الكبير الذي يستهدف مجتمعاتنا الإسلامية بهدف تمزيقها وتشتيتها ، و من مظاهره الطعن في الدين والإساءة إلى مقدسات الأمة ورموزها كالعلماء والقادة . وهي حركات تريد أن تنشر بيننا ثقافة الفحش والقول السيئ والصراعات الخلافات البينية ، ونحن ديننا دين فضل وخير ومحبة وسلام و كلمة طيبة ، أمرنا بالوحدة والتعاون والخلق الحسن وطاعة ولي الأمر . وسنظل بخير وأمن وأمان ما دمنا نحافظ على هذه الثوابت.
وعن جهود المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب ، أكد العلامة الشنقيطي أن المملكة تصدت للإرهاب على مستويين ، المستوى الأول هو الشدة مع أولئك الذين حملوا السلاح في وجه الدولة والمجتمع ولجأوا إلى العنف والقتل والإرهاب ، والمملكة ولله الحمد تمتلك الإمكانيات الكفيلة بتحييد خطرهم وإبعاد شرهم عن المجتمع ، أما المستوى الآخر فهو التوجيه والنصح والإرشاد وتبيان الحقيقة لهؤلاء الشباب الذين غرر بهم عن جهل وانحرفوا عن جادة الصواب ، فتم في هذا الإطار عقد ندوات ومؤتمرات وطباعة الكتب ونشرها . وقد أتت هذه الجهود بنتائج طيبة حيث تراجع الكثير من الشباب عن أفكارهم المنحرفة وعادوا إلى طريق الحق ومنهج الاعتدال والتوسط في الدين.

وردا على سؤاله حول مساهماته في محاربة الغلو أوضح العلامة الشنقيطي أن نشاطه في هذا المجال يتمركز حول الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتعليم الناس أمور دينهم وتبيان الصواب من الخطأ والضلالة من الهدى ، ويضيف ” ضمن هذا المسعى شاركت في عدة مؤتمرات وندوات داخل وخارج المملكة العربية السعودية ، القيت خلالها محاضرات بينت فيها مخاطر التطرف وأسبابه وطرق مواجهته ، ومن أهم تلك المؤتمرات مؤتمر الوسطية الذي عقد في مدينة فاس المغربية ، ومؤتمر آخر في الجزائر استضافته جامعة الجزائر والقيت فيه محاضرة عن السلام ، وندوة في اندنوسيا حول دور المملكة في امن الحرمين وتكلمت فيها عن خطورة الإرهاب الفكري وخاصة الرافضي ، وما يقوم به اتجاه الحرمين من دسائس ومكر ، ودور المملكة في فضح تلك الدسائس وذلك المكر . واستمر ذلك المؤتمر أسبوعا كاملا ، كما ألقيت العديد المحاضرات والخطب في موريتانيا للتحذير من مخاطر الغلو والإرهاب ومن الفتن التي يثيرها أعداء الأمة . وقد تشرفت بالمشاركة في كل هذه الأنشطة وغيرها وهي نعمة من الله أن يوقف أحدنا ليذب عن الحق ويبين الباطل ويدحضه .
وعن مناسبة تكريمه في موريتانيا قال العلامة الشنقيطي “إن هذا التكريم قامت به وزارة الثقافة والشؤون الاسلامية الموريتانية ، التي وجهت دعوة إلى الأشخاص الذين لهم دور عالمي في نشر الوعي حول مخاطر الغلو والتطرف والتحذير من الإرهاب ونشر السلم وثقافة السلم ، وكان الاختيار الأول العام الماضي لفضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله ورعاه ، وفي هذه السنة وقع الاختيار عليّ ، جزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرا ، ونسأله سبحانه وتعالى ان يوفقنا ويتقبل منا ومنهم صالح الأعمال ، ولا شك أن الفضل فيما حققناه يعود لله أولا ولمشايخنا الأكارم علماء الأجلاء الذين تعلمنا على أيديهم في موريتانيا والمملكة العربية السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *