آراء وتحليلات

كلمه العدد ١١٤٦ “الركود الاقتصادي”

بقلم: د.محمود قطامش

فالركود الاقتصادي بأبسط معانيه هو تراجع مفاجئ لاقتصاديات الدول جراء انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لأسباب كثيره ، وما هو حادث اليوم بسبب وباء كورونا المستجد الذي طغى على كل الساحات، وانتشر هلعه في كل المحافل والأماكن- هو احد الأسباب — لا تكمن خطورته في كونه مُميتاً وقاتلاً متسللاً وينتشر بسرعة لبلد يصنف الأول في عدد السكان، الأول في حجم التبادل التجاري مع كافة البلدان، الأول في التصدير، الأول في التصنيع، وهذا ما يزيد الأمور صعوبة وتعقيد وهنا تتفاقم المشكلة.
تخيل معي لو امتدّ هذا الوباء فعلياً داخل الصين وأوقف أو خفض النشاط العام في الصين، عندئذٍ لن تتأثر وحدها بل سيتأثر العالم أجمع —وهو ماحدث بالفعل —حيث تشارك الصين بنسبة 12.5 في المئة من حجم التبادل التجاري العالمي حسب إحصائيات العام 2018، وستتأثر الكثير من الدول ومن بين تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية
ألقوه الاقتصادية الكبري بالعالم فالولايات المتحدة الأمريكية تعتمد بنسبة 80 في المئة من المواد الخام اللازمة لتصنيع الأدوية، وفي حال امتد أمد الأزمة فإن الكارثة ستحل على العالم، وباءً وركوداً اقتصادياً مستفحلاً، وستتكبد قطاعات كثيرة حول العالم كقطاع التصنيع والإنتاج والسياحة وصناعات اخري وموارد دخل اخري وغيرها.
ونحن أمام كل تلك المخاوف نحن في مركب واحد وإن حدثت ثغرة ما فسوف يتأثر العالم كله.
و وصف منظمة الصحة العالمية مرض الكورونا بالجائحة ( Pandemic ) ليس بالوصف الهين و البسيط لانه يترتب علية استحقاقات وواجبات لكل دول العالم و لا تستطيع الدول أن تقوم باى إجراءات منفردة و لابد أن تكون منظمة الصحة العالمية هى المهيمن و المسيطر فى كل الاجراءات الوقائية و العلاجية فى كل دول العالم و هذا يفرض تعاون و تنسيق فى الإجراءات الوقائية بين كل الدول و توجد قرارات دولية ملزمة للجميع من حيث الوقاية و محاربة المرض و لا يقتصر الأمر على جهود كل دولة منفردة و هذا أعلى و أخطر درجات المرض و لذلك منظمة الصحة العالمية لها اليد العليا على كل الاجراءات الوقائية والعالم كله كما يقولون قريه صغيره يؤثر في بعضه البعض حيث ظهر الوباء او الفيروس في الصين لكنه في اقل من شهر عم العالم كله وليس أمام العالم الا الاتحاد أمام هذا الوباء ونبذ الخلاف وتسخير الإمكانيات والطاقات البشرية ومراكز الأبحاث في التعاون فيما بينها في كل العالم أكرر هنا ان تتعاون وتتكامل لا ان تتنافس وتتصارع حتي يتوصل العلماء جميعا الي علاج أولا لهذا الفيروس الذي اصاب العالم كله وجعله متاحًا لكل البشر ولكل بلدان العالم مهما كان مستواها الاقتصادي بل ممكن ان يعطي للدول الفقيرة مجانا لان الوباء سينتشر ويصيب العالم من جديد لو حجب عن اي دوله او اصبح متاح للأغنياء فقط ومن بعد ذلك البحث عن تحصينات تعطي لمنع الأصابه به من جديد … هذا الجهد البشري هو لصالح الانسانيه كلها ولحمايتها من خطر الفناء او التأثر به سلبا ولا ينظر اليه علي انه سبق علمي علي من يصل اليه ان يحقق مكاسب ماليه مهما كانت …….ان الدافع الفطري لتواجد البشر في تجمعات هو تعاونها قديمًا للوقوف أمام الأخطار التي تتعرض لها مثل الأعاصير والسيول وصد الحيوانات المفترسة وهو ما أشبهه بالخطر الداهم الذي يهدد البشرية وليس له الا توحيد الجهود وتسخير الطاقات والإمكانيات لاكتشاف علاج لهذا الفيروس وجعله متاحًا لكل البشر .
اعترف اننا استخدمنا عنوانا عن الركود الاقتصادي وهو ليس الموضوع الرئيس لكنه كان مدخلا حتي نصل الي هذا النداء لتوحيد الطاقات الانسانيه لعلماء الأرض لاكتشاف علاج لإيقاف هذا الوباء وجعله متاحًا بتكلفه بسيطه لانه سيصيب الجميع سواء مباشره بفناء جزء من البشرية او التأثر به بالركود الاقتصادي الذي سيعم الكره الارضيه جميعها فقرائها وأغنيائها…
وحاول تفهم
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *