الصحة

وسط صراع العروش لإيجاد لقاح للفيروس..”البلازما” تغير قواعد اللعبة مع كورونا

منذ مطلع يناير من العام الجارى، بدأ فيروس كورونا فى الانتشار عالميا، ولم تمر عدة أشهر ليتحول لوباء عالمى، لتتنافس كل الدول الكبرى بوتيرة سريعة على إيجاد لقاح فعّال ضد الفيروس.

ورغم استخدام عدة دول أدوية بعد تجارب سريرية تستخدم لأمراض أخرى كالدرن والملاريا، كعلاج مؤقت للكورونا، إلا أن العلماء بمختلف الدول أكدوا أن إيجاد مصل فّعال للفيروس المستجد سيستغرق أكثر من عام، وفى ظل البحث العالمي عن إيجاد الدواء الشافي، كشف علماء عن طريقة علاج تستخدم منذ قرون وكانت فعالة جداً، وهى “البلازما” المأخوذة من أولئك المتعافين من الفيروس كعلاج محتمل للمرضى.

يقول علماء إن استخدام طريقة “البلازما” قد تغير قواعد اللعبة مع الكورونا، خاصة وأنه علاج فعّال منذ قرون، بشرط إزالة عيوب سابقة فى استخدامه، بحسب “روسيا اليوم”، فهو علاج يعتمد على بشكل أساسي على حصاد بلازما النقاهة، وهي السائل المصفر في دم الإنسان، من شخص تعافى من عدوى فيروسية، ونقلها إلى مريض مصاب حديثا، حيث تكون غنية بالأجسام المضادة – خاصة ضد الفيروس وتحيّدها.

وعلمياً يتم إنتاج الأجسام المضادة ضد أنواع معينة من الفيروسات، وتصبح فعليا مصلا مضادا للفيروسات، وفقا لما قاله أليكسي كوبرياشوف، رئيس قسم نقل الدم في مركز “باكوليف” لجراحة القلب والأوعية الدموية، في حديثه مع وكالة روسيا اليوم، حيث يمكن أن تساعد مشاركة الأجسام المضادة المأخوذة من المرضى، الذين يمتلكون جهاز مناعة قويا، الناس الأضعف على التعافي.

وطريقة البلازما لعلاج الفيروسات موجودة منذ أكثر من قرن، بحسب ما أكد عالم الفيزياء الألماني، إميل فون بيرينج، المستلم الأول لجائزة نوبل في الطب، بينما دافع كل من أرتورو كاساديفال من كلية جونز هوبكنز للصحة العامة، وليز آن بيروفسكي من كلية ألبرت أينشتاين، عن العلاج، قائلين، إن ضخ الأجسام المضادة يمكن أن يحمي الأشخاص من الفيروس لعدة أسابيع.

وآليات عمل العلاج شرحها البروفيسور جيف بيلي من جامعة براون ومقرها الولايات المتحدة فى تصريحات نقلتها وكالة روسيا اليوم، قائلا، إن المنطق الكامن وراء استخدام البلازما ضد Covid-19 قوي للغاية، لأن الشخص الذي تعافى لديه أجسام مضادة جيدة ستحظر الفيروس وتحييده، ولكن تظهر مشكلتين الأولى أن المرض لازال جديداً، ثانيا كل 200 أو 400 ملليلتر من البلازما المنقولة، يوسع مجرى دم المريض، ولن يمثل هذا مشكلة إذا كانت الكليتان تعملان بشكل جيد، ولكن إذا لم تعملا على النحو المنشود، فقد يزيد الحجم من السوائل في الرئتين، ما يؤدي إلى تفاقم الحالة.

أما تحقيق نتائج عملية فعالة حال استخدام طريقة البلازما ضد الكورونا، فهي تحتاج لتجارب عملية على أرض الواقع، حيث قال سيرجي نيتيسوف، عالم الفيروسات وعضو الأكاديمية الروسية للعلوم: “عليك أن تجربها، فقط التجارب يمكن أن تخبرنا بنعم أو لا، وعلى أي حال، فإن تجربة العلاج التجريبي أفضل من الموت على الفور بدون أي دواء.

وفى حال رغبة الأطباء فى استخدام طريقة البلازما كعلاج ضد الفيروس المستجد، تظهر مشكلة كبيرة وهي العثور على المتبرعين وفحصهم، وعددهم صغير بشكل مروع، مقارنة بأكثر من مليون حالة من حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم، غير أنه يجب أن تكون البلازما المخصصة لمرضى Covid-19 خالية من الأمراض الأخرى، مثل التهاب الكبد أو فيروس نقص المناعة البشرية و الإيدز، بحسب ما أكد “نيتيسوف”، الذى استشهد بالصين وهي دولة رائدة في العلاج بالبلازما، إلا أن بها مشكلة كبرى وهي إصابة واحد من كل 10 من المتبرعين المحتملين من التهاب الكبد، مضيفا، في الواقع، يتم رفض ما يصل إلى 50% من دم المتبرعين في معظم البلدان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *