الأدب

معبد ومخطوطات ومدينة قديمة اكتشافات يزعم أنها الأقدم.. وأثريون يوضحون الحقيقة

فى الآونة الأخيرة تم الإعلان عن عدد من الاكتشافات الأثرية فى مختلف دول العالم، وهو امر طبيعى بحثًا عن التاريخ وبناء حضارة قديمة لتلك البلاد، ولكن هناك دول قد تبالغ فى تقدير الكشف الذى تم العثور عليه بهدف واحد وهو أن تثبت انها أقدم حضارة على وجه الأرض، ولكن هذا التصريحات أغلبها يخرج مجرد كلام دون أدنى دليل على ذلك، ولهذا وخلال تلك التقرير نستعرض أبرز ما تم الإعلان عنه ومدى صحته من خلال عدد من خبراء الآثار المصرية.

فى محاولة لزعم الوجود منذ آلاف السنين وبناء حضارة وهمية كما تعودنا سواء من تركيا أو إسرائيل، ولكن يبدو أن الاثنين يحاولان أن يقدما خدماتهم لبعضهم البعض، لدس معلومات تاريخية خاطئة، فمؤخرًا زعم أثريون من إسرائيل، أنهم اكتشفوا أقدم معبد فى العالم “جوبكلي تبه” فى تركيا بنى وفق مخطط موحد وأن البناة كانوا على معرفة جيدة بفن العمارة.

جوبكلي تَبه
جوبكلي تَبه

 

وحتى يكون الأمر مأخوذ بشكل علمى بالطبع عملت دولة الاحتلال وتركيا على نشر هذا الكلام فى مجلة  Cambridge Archaeological Journal، التى تزعم أن هذا المجمع الأثرى فى جوبكلي تَبه الواقع جنوب-شرق الأناضول، يعتبر أقدم المعابد في تاريخ البشرية، حيث، استنادا إلى الترسبات التي تغطيه، يعتقد أن الصيادين فى العصر الحجري الحديث باشروا ببنائه قبل أكثر من 11.5 ألف سنة. أي قبل تشكيل أول حضارة بشرية.

كما زعمت دراسة حديثة أن أربعة أجزاء من مخطوطات البحر الميت، كان يُعتقد سابقًا أنها فارغة لا تحمل أى شىء لكن باستخدام التكنولوجيا والأشعة السينية على هذه المخطوطات القديمة تبين أنها تتضمن حروف وخطوط مسطرة مما يجعلها تشكل كلمة ملحوظة، ولم تلاحظ هذا الاكتشاف تقريبًا، حتى أخذت جوان تايلور، أستاذة فى كلية كينجز كوليدج فى لندن، عدسة مكبرة إلى هذه الأجزاء ولاحظ وجود كلمة  “عرج” بحروف عبرية على المخطوطة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع “لايف ساينس”.

المخطوطة
المخطوطة

تكون مخطوطات البحر الميت من أكثر من 900 مخطوطة مكتوبة من قبل طائفة يهودية قديمة، منذ اكتشاف المخطوطات فى كهوف قمران بالضفة الغربية عام 1946، وقام العلماء بدراسة النصوص التى تتضمن نسخًا من الكتاب المقدس العبرى، والتقويمات، والملاحظات الفلكية وقواعد المجتمع.

وفى الصين، تم تسليط الضوء على مدينة قديمة يمكن أن تغير فهمنا لأصل الحضارة فى المنطقة، ويعتقد الخبراء أن المستوطنة الحضرية المدمرة فى تشنجتشو تعود إلى 5300 عام، وهذا يعنى أن الحضارة والمدن الصينية أقدم بكثير مما نعرف عنها.

المدينة الصينية
المدينة الصينية

وأعلن معهد بلدية تشنجتشو للآثار الثقافية، عن اكتشاف المدينة الموجودة فى موقع تشنجتشو، أن الموقع ضخم ويغطى مساحة تزيد عن 3 ملايين قدم مربع (279000 متر مربع) ويقع على الضفة الجنوبية للنهر الأصفر، مضيفين أن الأطلال واحدة من أكبر المجموعات القبلية فى المرحلتين الوسطى والمتأخرة من ثقافة يانجشاو، التى ظهرت قبل حوالى 7000 سنة خلال العصر الحجرى الحديث”، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.

عقب الدكتور أشرف أبو اليزيد، مدير عام متحف النسيج، ومتخصص الآثار المصرية القديمة وما قبل التاريخ، قائلا: إن الأمر ليس بالأقدم أو الأحدث بينما المسائلة من الذى استمر فى بناء حضارته، فالإنسان المصرى القديم علم على إنشاء حضارة مكتملة، ولين يقوم ببناء معبد فقط ورحل.

ومن الواضع من الأمر أنه تم بناء المعبد ولم تستكمل حضارتهم، والسؤال هنا يطرح نفسه، أين هذه الحضارة المتطورة من هذا المعبد الوحيد، الذى زعم  هؤلاء الباحثين أنه الأقدم، وهو الأمر الذى عقب عليه أيضًا الدكتور الدكتور أشرف أبو اليزيد، وأوضح فى تصريحات خاصة لـ “اليوم السابع”، أما عن أمر الأقدم فنحن فى مصر لدينا الأقدم بكثير، فنحن اكتشافنا مجتمع أى مدينة متكاملة فى منطقة نبتا التى تقع غرب أبو سمبل، ومعظم الدراسات تؤكد أن بداية انطلاق الحضارة المصرية كانت من هناك، لما عثر عليه من دائرة تكوين نجمى لمعرفة الاتجاهات والتوقيتات مثل البوصلة فى الوقت الحالى، وكانت تلك الدائرة من بقايا آثار وضعت بعناية شديدة.

وأضاف الدكتور أشرف أبو اليزيد، أن المدينة التى تم اكتشافها فى نبتا عمرها 13000 سنة، التى تدل على أن الإنسان عاش هناك فترة طويلة والدليل هو وجود التقويم النجمى الذى يحتاج لوقت.

وأكد الدكتور أشرف أبو اليزيد، أن الموضوع ليس فى العثور على معبد واحد فقط، ولكن الموضوع ماذا تم فعله بعد بناء المعبد، هل تم استكمال الحضارة أن من بناء المعبد تركه واكتفى به، لافتا إلى أن ما يتم العثور عليه فى الأناضول ليس تابع للتاريخ التركى، ولكنه تابع لشعب الأناضول الأصليين، حيث أن الأتراك ليسوا هم الشعب الأصلى، مثل ما يحدث فى فلسطين عندما يتم اكتشاف قطع أثرية فى فلسطين فتزعم إسرائيل أن ذلك من تاريخها مع أنهم ليسوا سكان فلسطين من الأساس.

 ومن جانبه وأكد الدكتور عبد البصير مدير متحف الآثار فى مكتبة الإسكندرية، إننا لا نعرف على وجه التحديد زمن هذا البناء المكتشف فى تركيا، كذلك لم يقدم المكتشفون الدليل الذى استخدموه فى تأريخهم للمبنى، وكذلك لم يقدموا لنا الدليل أيضًا على هوية ووظيفة هذا المبنى، وأعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن عمر أو وظيفة المبنى إلا بعد إجراء دراسات دقيقة وعميقة عليه مع مقارنة هذا المبنى المكتشف الحديث مع النماذج السابقة عليه والمماثلة له في مصر والشرق الأدنى القديم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *