آراء وتحليلات

مسلسل الاختيار دراما.. واقع.. اسرار

ربما للوهلة الاولي التي انطلق فيها مسلسل الاختيار في اولي حلقاته انتصب الكثير بكل فضول وشغف للاضطلاع على ما سوف يقدمه هذا المسلسل… خاصة وان اصداء انتاجه واخراجه استبقت شهر رمضان بفترة كبيرة من خلال ترويج سلبي من القنوات الاخوانية سواء عبر اعلامهم او عبر عناصرهم المنتشرة على السوشيال ميديا وعلى رأسهم المدعو عبد الله الشريف الذي اهتز عرش سمعته ومنصته اليوتيوبية مع توالي الاسرار والفضائح التي نالت من مصداقيته ونزاهته بل وشرفه … ورغم ما نال المسلسل من من تقبيح بيد جوقة الاخوان عبر الانترنت وغيره الا انهم بالفعل نجحوا … نعم نجحوا ؟!!! ليس في اقصاء الجماهير عن متابعته بل نجحوا نجاحا شديدا في خلق الدعاية الكافية لاصرار المصريين على متابعته .. ووجب علي ان اذكر ومن وجهة نظري ان هذا المسلسل يجسد قيمة حقيقية وعميقة لمدي تاثير الفن… ومن هذا المنطلق اري ان المسلسل له ثلاث جماهير كل منفصل عن الاخر في طريقة رؤيته وتحليله وحتي نازع الشغف في متابعته … الجمهور الاول !!! هو اهل سيناء والذي تدور احداث المسلسل كله في مدار الاقليم الذي يعيشون فيه وامتداده خاصة في شمال سيناء … والجمهور الثاني وهو جموع المصريين في ربوع مصر والعالم العربي بما فيهم اخوتنا العرب المهتمين بالشان المصري بشكل عام والحرب الدائرة على الارهاب بشكل خاص … اما الجمهور الثالث والذي لا يقل اهمية في الاستهداف ان صح التعبير …اما بنية تغيير الايديولوجيات الفكرية لديه او ضحد اساليب التطرف !!! الا وهو جمهور الاخوان المسلمين او المناهضين للدولة والارهابيين بجميع فئاتهم …

ومن هذا المنطلق الجمهور الاول وهم اهل سيناء وجدوا في المسلسل ضالتهم ممزوجة بمتعة ملموسة لما يعكسه المسلسل من احداث واقعية اجتروا معها الذكريات والخبرة المعرفية التي واكبتها رغم تحفظهم علي بعض ما قدمه المسلسل من خلل في اللهجة السيناوية في شقيها( البدوي والحضري) او السمت العام للحياة السيناوية التي اظهرها المسلسل بداية من الزي او السكن او حتي الشارع السيناوي وغيرها من تفاصيل وجمل حوارية بسيطة جاءت في سياق الاحداث ….. واقعا ملموسا اضفاه المخرج بيتر ميمي بعيدا عن الدراما بلقطات مصورة ارشيفية وحقيقية ذكّرت المشاهد بان ما يراه ليس الا انعكاس لواقع عاشه ابطال ورجالات القوات المسلحة المصرية تحت وطأة من الظروف والتامرات الحقيرة ضد امن هذا الوطن … الجمهور الاول وهم السيناويين كانوا يشاهدون المشهد بعيون مزدوجة ما بين الدراما وبين ما عايشوه على ارض الواقع من خوف ومحبة لوطنهم وترقبهم وحذرهم وصبرهم وحتي دعائهم لمصرهم ودعوتهم علي عدوهم ….

اما الجمهور الثاني وهم جموع المصريين والعرب فأري من خلال منصات التواصل الاجتماعي اعجاب هذا الجمهور بالعمل بل وانتزاع عاطفة جياشة ملؤها الوطنية تجاه جنود هذا الوطن وقادته بل وصلت للحد الذي بدأ يفكر فيه بعض الشباب للتطوع في الجيش والاخذ بالثأر من اعداء الوطن واعداء الدين وفي الحالة الاولى والثانية من الجمهورين اري ان المسلسل حقق هدفه بشكل جيد في اعلاء روح الوطنية وازكائها داخل الصدور والافئدة مع الاخذ في الاعتبار ان كل من جاء في المسلسل من ابطال لا يقلوا اهمية ودورا عن ما قام به الشهيد احمد المنسي بل كل واحدا منهم يمكن ان تصنع من خلال سيرته الذاتية مجموعة من الاعمال التي تفند بطولاته وتضحياته .. فالشهيد احمد المنسي هو صانع النموذج والذي بدورة يتثني لنا ادراك الحقيقة وراء (الاختيار) .. نعم الاختيار بين المتناقضات … الاختيار هو امتحان واختبار …. فمن يبغي العدوان فقد خاب ومن اراد الدفاع عن الاوطان فقد فاز وسلم وهنا يكمن السر وراء عظمة وجمال الاغنية التي ختمها المسلسل (متدمعيش يامايا مت عشان اعيش ) التي انسكبت معها دموع جموع المشاهدين الذين عاشوا يوما بيوم ذكريات وحياة ابنهم البطل احمد منسي لينظروه مستبسلا في ساحة قتال نال فيها شرف الشهادة ليعيش حياة اجمل فرحا بما اتاه الله من فضله ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) …… نعم مسلسل الاختيار ربما يكون قد اتي بهدفه كعمل فني ودرامي ناجح بكل جدارة و رسالة وطنية قدمت النموذج مزجتها باضاءات عبارة عن ضيوف شرف شاركوا في المسلسل جسدت ابطالا اخرين لهم في تضحياتهم مائة قصة وفيلم …

اخيرا الجمهور الثالث ؟؟؟؟؟ هنا لا استطيع ان اجزم مدي تاثير المسلسل ايديولوجيا علي عقول الطرف الثالث … مع الاخذ في الاعتبار ان المسلسل يحمل قيمة معنوية في سياق درامي ندرك جميعا ان الشئون المعنوية للقوات المسلحة قد قامت بدور كبير وراء انتاجه فبالتاكيد هناك اسرارا كثيرة لم تذكر وهذا حق وواجب وطني لان الحرب علي الارهاب ما زالت رحاها دائرة في سيناء …لذا نرجو الله العلي القدير ان يحمي مصرنا وابطالنا حتي ننعتق من هذة الغمة … للحديث بقية

تحديث : دعوني اضيف صنف رابع من الجمهور والذي بالفعل غاب عن ذاكرتي وقد لفت اليه الاستاذ Tarek Ahmed Shaneer وهو جمهور لا يمكن باي حال من الاحوال اغفاله وهو اهالي الابطال من الشهداء جميعا الذين تابعوا المسلسل وهذا الجمهور بديهيا يعلم عظمة ما قدمه ابنائهم لوطنهم فهم بذاتهم قصة صبر واحتساب فهنيئا لهم نيل ذويهم الشهادة

لذا سوف اترك لكم التعليق علي هذا السؤال ؟؟ رغم ان الاجابة الحقيقية سوف توافيها لنا الايام القادمة من خلال قنوات البعدا ..

هل تعتقد ان مسلسل الاختيار كان له دور في التاثير على الجمهور الثالث من المتابعين والذي قد تم ذكره عاليا ؟؟؟؟

مع تحياتي / حسن القصاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *