الأدب

لماذا يشمت الإسلاميون فى موت “نعيمة البزاز” ويصفوها بـ الملحدة؟

ينشغل المثقفون الآن بـ الحديث عن الكاتبة الهولندية من أصول مغربية “نعيمة البزاز” التى وضعت حدا لـ حياتها بالانتحار، وراح المتأسلمون يتعاملون مع موتها بصفته نصرا، واصفين “نعيمة” بـ الملحدة.
 
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى خاصة “تويتر” نوع من الشماتة فى الموت، لا أعرف كيف يملك الإسلاميون مثل هذه المشاعر تجاه امرأة ماتت فى الـ 46 من عمرها مخلفة وراءها طفلتين، وراح الشامتون يربطون بشكل غريب بين انتحار “نعيمة” وانتحار “سارة حجازى” منذ فترة فى “كندا”.
لماذا يشمت الإسلاميون فى موت "نعيمة البزاز" ويصفوها بـ الملحدة؟
 
وكتب أحدهم ” بعد انتحار الملحدة المصرية سارة حجازى فى كندا، انتحار الكاتبة المغربية الملحدة نعيمة البزاز فى هولندا بعد حياة كرستها لمعاداة الإسلام ونشر الفجور، أين السعادة التى وعدتم بها الشباب لو تركوا الدين؟ ولماذا تنتحرون وأنتم فى بلاد الحريات تفعلون ما تشاءون فلا دين يمنعكم ولا قيود تحجزكم” وتظهر فى هذه الكتابة، الكثير من التعصبات والتحيزات والأفكار العامة التى يقولها البعض فى المطلق.
 
كما نقرأ مثلا ما كتبه أحدهم ” نعيمة البزاز كاتبة مغربية تركت الإسلام واعتنقت الالحاد، وسافرت إلى بلد أحلامها هولندا وادعت أنها وجدت الحرية والسعادة، وهناك بدأت مشوار الحرب والطعن بالإسلام فى كتاباتها !! انتحرت فى بيتها بسبب الشقاء والبؤس الذى أصبحت تعانيه، إنها الحرية والسعادة المزعومة “.
ونسى ذلك المدون أن نعيمة البزاز قد سافرت إلى هولندا مع أسرتها عندما كانت فى الرابعة من عمرها، ونسى أيضا أن الإلحاد ليس “دينا” يعتنق.
 
بينما كتب آخر ” انتحار الملحدة نعيمة البزاز بسبب معاناتها مع الاكتئاب والحزن، هذا إنما يدل على وجود الله عز وجل وصحة كلامه قال تعالى “ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي” وكأنما كنا فى حاجة إلى موت “نعيمة البزاز” كى نتأكد من وجود الله سبحانه وتعالى.
 
يذكر أن الكاتبة الهولندية من أصول مغربية نعيمة البزاز قد أقدمت على الانتحار بعدما عاشت صراعا مع مرض الاكتئاب، تطرقت لبعض فصوله فى مؤلفها “متلازمة السعادة” الصادر عام 2008، وعولجت نعيمة البزاز سابقا من مرض الاكتئاب، لكنها لم تشف منه على ما يبدو بالكامل.
 
 ولدت البزاز فى مكناس بالمغرب وهاجرت إلى هولندا مع عائلتها وهى طفلة صغيرة فى الرابعة من عمرها، أكملت البزاز دراستها الثانوية، قبل أن تلتحق بالجامعة، غير أنها سرعان ما تركتها لبدء مهنة الكتابة.
 
وكانت نعيمة قد بدأت نشاطها الأدبى فى سن الحادية والعشرين من عمرها بروايتها “الطريق إلى الشمال” عام 1995، ثم توالت كتاباتها فيما بعد لتشمل أهم كتاباتها مثل “عشاق الشيطان” عام 2002 و “المنبوذ” عام 2006 و “متلازمة السعادة” عام 2008، حيث كتبت عن صراعها مع الاكتئاب.
 
وفى 2010 عادت نعيمة برواية جديدة باسم نساء فينيكس، حكت فيها على عائلة مُهاجرة عاشت فى الحى وتعرضت للعنصرية و الحقد و الكراهية من الجيران الهولنديين.

لماذا يشمت الإسلاميون فى موت "نعيمة البزاز" ويصفوها بـ الملحدة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *