أخبار مصر

«أسبوع القاهرة» يناقش الحلول الذكية لتحقيق الأمن المائي

نظمت وزارة الموارد المائية والري جلسة عامة بعنوان “الحلول الابتكارية لتحقيق الأمن المائي”، ضمن فعاليات اليوم الرابع من فعاليات أسبوع القاهرة الثالث للمياه.

 

وناقشت الجلسة الحلول الابتكارية لتحسين كفاءة استخدام المياه والحصول على أعلى إنتاجية لها من خلال تطبيق تكنولوجيا مراقبة المياه وعمل العمليات التحليلية عليها لمنع الهدر والاستفادة من كل قطرة ماء.

 

وشارك الحضور في إثراء تلك الجلسة بتجارب عن تحقيق الأمن المائي في دول مختلفة منها: البرازيل والمملكة المتحدة وأمريكا، كذلك تطرق الحديث إلى إمكانية الاستفادة من المياه الجوفية وطرق المحافظة عليها كمورد أساسي للأمن المائي والتعامل معها في ظل أزمة المياه.

 

وتناولت الجلسة استعراض حزمة من التقنيات المتطورة والذكية منخفضة تكلفة؛ لإعادة استخدام المياه وتحلية المياه، إضافة إلى مناقشة منظومة البنية التحتية الذكية للمياه وتقنياتها وسبل إدارتها بشكل فعال وهادف، والبحث عن حلول طبيعية، وغير تقليدية لتحسين جودة المياه، فضلا عن مناقشة التقنيات المتقدمة وأنظمة الإنذار المبكر لبناء القدرة على مواجهة ندرة المياه.

 

وناقشت الجلسة كذلك سبل تطوير البحث العلمي والابتكار والتعليم نحو تحقيق الأمن المائي وضمان استدامته.

 

وفي هذا الإطار، تناولت الجلسة مكون الأمن المائي، ومتطلبات تحقيقه بالكمية والنوعية، والنظر بشأن المخاطر المقبولة في هذا الشأن، وكذلك مناقشة منظومة إدارة المياه المقاومة للمناخ، وبحث قضايا البنية التحتية والتكنولوجيا والإدارة، وتنوع نظم الاتصال، والمعلومات والتعلم، والحكم والمشاركة، فضلا عن دراسة سبل وآليات تحسين الري وتقليل الفاقد من المياه عن طريق التبخر، إلى جانب تحسين كفاءة استخدام المياه، ومعالجة كفاءة استخدام المياه.

 

كما استعرضت الجلسة منظومة الري بالتنقيط السطحي وتحت السطحي، والبحث عن طرق متطورة ووسائل حديثة لزيادة إمدادات المياه، والمضي قدما في تطوير تقنيات استخدام المياه المالحة، مع توسيع نطاق استخدام مخلفات الأسماك في الري.

 

وفي نهاية الجلسة، أكد الحضور أن الابتكارات تلعب دورا متزايداً في معالجة العديد من القضايا والتحديات في مختلف مجالات الشأن المائي، ومن ثم ضرورة المضي قدما في تحسين وتطوير التقنيات الناشئة والتكنولوجيات الواعدة، ومنها: أجهزة البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، من شأنها أن تجعل إدارة وتشغيل أنظمة المياه أسهل وأكثر كفاءة وأكثر قدرة على وضع تنبؤات دقيقة وخطط فعالة، كما يتسنى استخدامها لتحسين نظام المياه من خلال تمكين المسؤولين من تقليل تسرب الأنابيب واستهلاك الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون والكوارث البيئية.

 

من جانبه، قام الدكتور مارك سميث، مدير المعهد الدولي لإدارة المياه بتقديم رؤية عامة عن الأمن المائي وأهمية تطبيق الابتكار في هذا المجال، واستعرض التحديات المنهجية التي تواجه الأمن المائي. كما ناقش أهدافًا متعددة مثل الأمن المائي، والأمن الغذائي، والقدرة على الصمود أمام تغير المناخ، واستدامة سلع وخدمات النظام البيئي، والنمو الشامل، كما تناول تطبيقات إنترنت الأشياء كواحدة من أكثر تقنيات الابتكار شيوعًا.

 

وقدم الدكتور رجب رجب، الخبير المصري في بريطانيا، عرضا حول تحسين الأمن المائي من خلال حل مبتكر لإدارة المياه الزراعية وتقليل الفاقد من مياه التبخر، حيث يتم تمثيل التكنولوجيا في الجمع بين الأشعة المرئية/ الأشعة تحت الحمراء مع الموجات الراديوية – الحساسة لتقلبات درجة الحرارة والرطوبة، ولتقدير التوزيع المكاني لرطوبة التربة.

 

كما تناول رجب آخر الإنجازات في مجالات التجفيف الجزئي للجذور، وحصاد الضباب، والسدود الجوفية لتخزين المياه الجوفية، واستخدام المياه المالحة لإنتاج الطماطم. وأخيرًا، عرض نموذجًا يسمى SALTMED Model وأظهر أهميته.

 

فيما قدم د. دانيال ج. هاوز، دراسة حالة محددة من كاليفورنيا لتقدير التبخر باستخدام أدوات الاستشعار عن بعد، كما قدم آخر التحديثات لإنتاج المزيد من الطعام بكمية أقل من المياه من خلال تغيير الطريقة التي نجري بها البحوث الزراعية.

 

وناقش د. بيتر مولنار، الباحث المجري، نظم إدارة الجفاف وندرة المياه، وكان العرض التقديمي حول قضايا المياه في المجر، ومؤشر الجفاف المجري، وقاعدة البيانات الهيدرولوجية المجرية، والبرمجيات والنماذج المجرية، وكانت القضية المهمة هي الخطط الجارية والمستقبلية (الدمج في التشريعات الحالية، وتسهيل المزيد من التعاون الوطني، والعلاقات الدولية، وتطوير البرمجيات، وزيادة تطوير شبكة المراقبة).

 

وأخيرا، تحدث الدكتور عبد القوي خليفة بشأن التجربة المصرية وقدم حزمة من الحلول في مجال الإدارة المائية المتكاملة للأمن المائي بمصر، والاختلاف بين استخدام كل من سياسة واستراتيجية إدارة الموارد المائية.

 

واستعرضت جلسة فنية أخرى بعنوان “حلول مبتكرة لمشاكل التلوث ونوعية المياه”، مجمل الحلول المبتكرة والذكية التي تسهم في تحقيق الأمن المائي، وقد ركز المتحدثون بشكل أساسي على آليات وطرق مبتكرة لمنع التلوث وتحسين جودة ونوعية المياه، وإتاحة سبل الوقاية من الأمراض التي تنقلها المياه. فضلاً عن تحسين نوعية مياه المصارف من خلال وسائل المعالجة الحديثة.

 

كما تناولت الجلسة حزمة من المحاور، وفي مقدمتها: طريقة استخدام تكنولوجيا النانو في معالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها؛ نظرا لما تتميز به جزيئات التيتانيوم فوسفات النانو مترية، من قدرة على إزالة الصوديوم والبوتاسيوم من المياه الملوثة، بالإضافة إلى بحث آليات تطوير الحلول الطبيعية التي تأتي من داخل المجتمعات المحلية لتقليل مخاطر التلوث والوقاية من الأمراض المتعلقة بالمياه وتطبيقها في منطقة الشرق الاوسط وإفريقيا.

 

كما أكد المشاركون أن كابلات الألياف الضوئية توفر مزايا متنوعة مقارنة بكابلات الأسلاك العادية، حيث يمكن استخدام المسار الطبيعي لنهر النيل لإنشاء كابل من الألياف الضوئية تحت المياه الذي يوفر تغطية الاتصالات بالقرب من ضفاف النهر، كذلك يمكن استخدام الهدارات المنخفضة لتحسين نوعية مياه المصارف وارتفاع نسبة الأكسجين فيما تم استعراض أهم المشكلات المتعلقة بتمديد الكابلات الضوئية عبر نهر النيل وسبل معالجتها.

 

وقد شارك في فعاليات الجلسة نخبة من أساتذة الجامعات المصرية والعربية، حيث ألقت د. سحر عبدالعزيز بالمركز القومي للبحوث محاضرة بعنوان (قدرة نانو تيتانيوم فوسفات لإزالة الصوديوم والبوتاسيوم)، كما قدمت د. هنادي بدر، من تونس، محاضرة بعنوان (الوقاية من الأمراض المتعلقة بالمياه من خلال المكتب الوطني للإحصاء وتطوير مفهوم اطاري للمرونة المجتمعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا).

 

كذلك قدمت د. نهى كمال، بمعهد بحوث النيل، دراسة بعنوان: (مقترح بنية تحتية للألياف الضوئية لحل مشكلات الاتصال عبر نهر النيل – حالة دراسية قناطر اسيوط)، كما قدمت م/ إيمان عاشور دراسة: تقييم وتحسين إعادة الاستخدام لمياه الصرف الزراعي بمحافظة البحيرة مصر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *