أخبار مصر

علماء وخبراء يكشفون لـ«الشروق» سر ارتفاع نسبة الزواج في ظل كورونا

– آمنه نصير: زيادة نسبة الزواج في كورونا بين الشباب أمر يدعو إلى التعجب..

– أستاذ علم النفس والتربوي: زيادة النسبة بسبب تفرغ الكثير من الشباب والفتيات..

– عروس: استغلينا غلق النوادي للتوفير على الرغم من التحديات..

كشف أحدث تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن نسبة الزواج بمصر في ظل جائحة كورونا زادت بشكل نسبي بنسبة 4.6%، الأمر الذي حير الخبراء والمحللين في تفسير سبب هذا الارتفاع رغم حالة الذعر الذي أحدثته الجائحة.

وبحسب آراء بعض الأزواج والزوجات أنهم استغلوا هذا الإغلاق لتوفير الكثير من النفقات التي يطلبها أولياء الأمور عند التقدم لطلب يد العروسة، واكتفاء الكثيرين بإقامة حفلة بسيطة داخل المنزل، أو عن طريق «فسحة أو خروجه عائلية»، رافعين شعار «الفرحة محلها القلب وليس في مظاهر البذخ»، والتي يتفاخرون بها أمام الأصدقاء والأقرباء.

أما علماء النفس والاجتماع فيؤكدوا أن نجد نسب الزواج تقفز قفزات ملحوظة عندما تقع البلاد في أزمة اقتصادية تؤثر على أوضاع المعيشة.

“أمر يدعو للعجب”

من جانبها قالت أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، الدكتورة آمنة نصير، إن زيادة نسبة الزواج في ظل انتشار «كورونا»، جاءت نتيجة عدم تقدير المسؤولية من جميع الأطراف سواء من جانب الأسرة أو الشباب المقبلين على الزواج، واصفة الأسرة التي تنفذ هذا الفعل بأنها لا تقدر هذه الظروف ولا تعطيها حقها.

وأضافت نصير، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن زيادة نسبة الزواج بين الشباب أمر يدعو إلى التعجب، موضحة أن نسبة الطلاق بين الشباب تكون ناتجة عن الأهل؛ لأن ذلك يتم دون دراسة مسؤولية الزواج، من تعليم وتحمل مسؤولية الأولاد، مؤكدة أنها تحتاج إلى التفكير الجدي وحسن اختيار الزوج قبل أخذ القرار.

“السر في البطالة”

وفي سياق متصل قال أستاذ علم النفس والتربوي، دكتور محمد فتحي، إن زيادة نسبة الزواج ترجع إلى عدة عوامل أهمها؛ هو فقد الكثير من الاشخاص لوظائفها بسبب أزمة كورونا، وخاصة مجال السياحة والآثار الذي تأثر بشكل كبير جدًا، مما أدى إلى صرف معونة من قبل وزير السياحة والآثار دكتور خالد العناني للعاملين، إضافة إلى تفرغ عدد كبير من الشباب وجعلهم يفكرون في اتمام الزواج خلال هذه الفترة والتي ظل فيها الكثير داخل المنازل.

وعن رده على سؤال ارتفاع نسبة الزواج في المؤهلات المتوسطة، أرجع ذلك إلى أن اختلاف المؤهلات بينهم والعقلية، فالشاب صاحب المؤهل المتوسط من السهل أن يرتضي بالحال سواء كان ميسورًا أما لا، أما أصحاب المؤهلات العليا يريدون أن يكون لهم حياتهم الوظيفية المستقرة قبل الزواج لذلك يتأخر سنهم في الزواج عن المؤهلات المتوسطة.

وقدم النصح لأصحاب المؤهلات المتوسطة في ظل أزمة كورونا، أن يكون هناك عدم استعجال في الاختيار وذلك لتجنب نسب الطلاق الكبيرة، ومعرفة الأوليات من ناحية الاهتمام بالوظيفة أكثر ويعلو فيها أم الزواج، إلى جانب تطوير من النفس من حيث التدريب وتزويد المهارات.

“سلبى وإيجابي”

وبدوره قال أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الزقازيق، الدكتور حمدي طلبة، إن فترة كورونا لم تكن لها جوانب سلبية فقط بل كان لها جوانب إيجابية أيضاً، وذلك بتقريب العلاقات بين الأشخاص أكثر من ذي قبل، فضلا عن أن الاعتكاف في المنازل جعل فرصة للتقارب بين الازواج أكتر والتفاهم فيما بينهم.

وأضاف طلبة، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن زيادة نسبة الزواج بين الشباب زادت خلال فترة كورونا نتيجة تبادر فكرة أن الموت قادم لا محالة، لتأتي في أذهانهم منحة عيش وقتهم واستغلال الوقت، لتصبح كورونا الوحش المخيف لهذا العصر الذي يهابه المجتمع.

وأوضح أن قلة العمل وغلق أغلب القطاعات جعلت الشباب يتجهون إلى الزواج وبتكلفة أقل، مؤكدًا أن ذلك كان الخطأ الأكبر حيث يعد الزواج مسئولية كبيرة واساسه الاستطاعة، مضيفًا أنه لابد أن يعي كل من الطرفين أن الزواج يفرض الكثير من الحقوق والواجبات تجاه بعضهم البعض وأن لم يتم ذلك فيؤدي إلى الطلاق.

“شهر وشهر”

من جانبه قال نقيب المأذونين، إسلام عامر، إن نسبة الزواج تختلف شهر عن شهر بطبيعة الحال، ونسب الزواج تزيد في بعض الأوقات وتقل في الأخر، والكثير من الشباب يقبل على الزواج في فترة نهاية العام الدراسي، وعلى الرغم من غلق النوادي وإقامة الحفلات إلى أن نسبة كتابة عقود الزواج لم تقل عن الأعوام الماضية.

وأضاف عامر، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن العديد من الأهالي استغلوا عدم وجود أي حفلات مكلفة للزواج، وبرغم من زيادة نسبة كتابة عقود الزواج إلا أن نسبة الطلاق قلت أيضًا، وذلك يرجع لسبب أن الأزواج بسبب وجودهم في المنزل شعروا بالإرهاق والضغط الذي تعاني منه السيدات خلال أعمالهم في المنزل.

وتابع أن نسبة الطلاق قلت ما بين 13 إلى 15% بمعنى أن كل عقد 100 زواج، يتم 13 تحرير عقد طلاق، وذلك بعد معرفة الزوج لطبيعة عمل الزوجة في المنزل من تربية الأطفال وغيرها من الأعمال

وأوضح أن جهاز التعبئة والاحصاء يقيس نسب الطلاق سواء كانت عن طريق الماذون أو عن طريق المحكمة، مشيرًا إلى أن المأذون مكلف بتوثيق الشرع واتباع الإجراءات لتوثيق عقد الزواج تشمل أن يكون الزوجين بلغ السن القانوني، ولابد من وجود الكشف الطبي ومازلت أطالب بإلغائه لانه مكلف للدولة دون ناتج، والتأكد من الأسماء ويتم عقد الزواج والجميع ملتزم بذلك، كما أطالب بإلغاء العقد العرفي لدون السن القانوني يجرم لأقل من 18 سنة ما يجرم في القانون يجرم في العرف.

“كلام العروسين”

واستطلعت “الشروق”، آراء عدد من الشباب والفتيات الذين تزوجوا خلال الشهور الماضية، في ظل انتشار فيروس كورونا.

وبسؤال أحد الشباب، يدعي أحمد محمد، عن سبب إقباله على الزواج خلال فترة “كورونا”، قبل الحديث أقر بنجاح تجربة الزواج باحتفالات عائلية بسيطة، ومساهمتها فى تخفيف الضغوط عنهم، وهم في مقتبل حياتهم الجديدة، ما جعلهم يبدؤون الحياة بأعباء مالية أقل.

وقال إن الزواج بدون المظاهر لا ينقص من الفرحة شيء، مؤيدا دعمه لقرار استكمال إجراءات الزواج خلال الجائحة، مرجعاً وجهة نظره إلى أنه من غير المعلوم موعد انتهاء تلك الأزمة العالمية، وبناء عليه فإن تعجيل الزواج خير للطرفين.

كما قالت هناء عيسى، ذات الـ24 عامًا، أن زواجها تأجل في بداية انتشار فيروس كورونا، ولكن خلال الأحاديث بينها وبين خطيبها، اقتنعا بفكرة الزواج بدون حفل زفاف لتعجيل الزواج، ثم استطاعتنا إقناع ذوينا، وبالفعل تم الزواج منذ شهر ونصف وسطح حضور العائلة فقط، وذلك بعد اتباع جميع الإجراءات الاحترازية والحفاظ على التابع.

جائحة الكورونا - ارشيفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *