الأدب

الرسول والمسلمون يتحركون إلى بنى قريظة.. ما يقوله التراث الإسلامى

انتهت غزوة الخندق، وانكشف الجميع، وكان على رأس المنكشفين اليهود الذين ناصروا كفار قريش وخانوا العهد، ومنهم بنو قريظة، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان فصل فى غزوة بنى قريظة
قال البخارى: حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا عبد الله، حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم ونافع عن عبد الله أن رسول الله ﷺ كان إذا قفل من الغزو والحج والعمرة، يبدأ فيكبر ثم يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شىء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”.
وأضاف محمد بن إسحاق رحمه الله: ولما أصبح رسول الله ﷺ انصرف عن الخندق راجعا إلى المدينة و المسلمون، ووضعوا السلاح، فلما كانت الظهر أتى جبريل رسول الله ﷺ، كما حدثنى الزهرى معتجرا بعمامة من استبرق، على بغلة عليها رحالة، عليها قطيفة من ديباج فقال: أو قد وضعت السلاح يا رسول الله؟

وقال: “نعم” فقال جبريل: ما وضعت الملائكة السلاح بعد، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بنى قريظة، فإنى عامد إليهم فمزلزل بهم.

فأمر رسول الله ﷺ مؤذنا فأذن فى الناس: “من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا فى بنى قريظة”.

قال ابن هشام: واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم.

وقال البخارى: حدثنى عبد الله بن أبى شيبة، حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما رجع النبى ﷺ من الخندق، ووضع السلاح، واغتسل، أتاه جبريل فقال: قد وضعت السلاح والله ما وضعناه! فاخرج إليهم.

قال: “فإلى أين؟” قال: ها هنا، وأشار إلى بنى قريظة. فخرج النبى ﷺ.
وقال الحافظ البيهقي: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن خالد بن علي، حدثنا بشر بن حرب، عن أبيه، حدثنا الزهري، أخبرنى عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عمه عبيد الله أخبره:

أن رسول الله ﷺ لما رجع من طلب الأحزاب، وضع عنه اللأمة واغتسل واستحم، فتبدى له جبريل عليه السلام فقال: عذيرك من محارب إلا أراك قد وضعت اللأمة، وما وضعناها بعد.

قال: فوثب النبى ﷺ فزعا، فعزم على الناس أن لا يصلوا صلاة العصر إلا فى بنى قريظة، قال: فلبس الناس السلاح، فلم يأتوا بنى قريظة حتى غربت الشمس، فاختصم الناس عند غروب الشمس.

فقال بعضهم: إن رسول الله ﷺ عزم علينا أن لا نصلى حتى نأتى بنى قريظة، فإنما نحن فى عزيمة رسول الله ﷺ، فليس علينا إثم. وصلى طائفة من الناس احتسابا، وتركت طائفة منهم الصلاة حتى غربت الشمس، فصلوها حين جاؤوا بنى قريظة احتسابا فلم يعنف رسول الله ﷺ واحدا من الفريقين.

ثم روى البيهقى من طريق عبد الله العمرى، عن أخيه عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله ﷺ كان عندها فسلم علينا رجل ونحن فى البيت، فقام رسول الله ﷺ فزعا، وقمت فى أثره فإذا بدحية الكلبي.

فقال: “هذا جبريل أمرنى أن أذهب إلى بنى قريظة” وقال: “قد وضعتم السلاح، لكنا لم نضع، طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد” وذلك حين رجع رسول الله ﷺ من الخندق.

فقام رسول الله ﷺ فزعا، وقال لأصحابه: “عزمت عليكم أن لا تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بنى قريظة” فغربت الشمس قبل أن يأتوهم، فقالت طائفة من المسلمين:

إن رسول الله ﷺ لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا، وقالت طائفة: والله إنا لفى عزيمة رسول الله ﷺ وما علينا من إثم، فصلت طائفة إيمانا واحتسابا، وتركت طائفة إيمانا واحتسابا، ولم يعنف رسول الله ﷺ واحدا من الفريقين.

وخرج رسول الله ﷺ فمر بمجالس بينه وبين بنى قريظة، فقال: “هل مر بكم أحد؟” فقالوا: مر علينا دحية الكلبي، على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج، فقال: “ذلك جبريل أرسل إلى بنى قريظة ليزلزلهم، ويقذف فى قلوبهم الرعب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *