أخبار مصر

ابدأ من غير إحراج.. «كيلاني» أوصلته عربة كبدة لحلم مضيف طيران واستغل كورونا لاحتراف التسويق

– من سواق توكتوك لمضيف طيران.. رحلة كيلاني من الأرض لفوق السحاب..
“أيام ممكن تشتغل على توكتوك وتنزل من غير فطار وتدعي ربنا تاخد الأجرة تشتري بيها سندوتشين فول، وأيام يوصل بيك الحال للنوم في أفخم أوتيلات ويجيلك الفطار لغاية غرفة نومك”، هكذا لخص الشاب محمد الكيلاني رحلته الطويلة لبلوغ حلمه.

محمد الكيلاني، مثل كثيرين من شباب جيله، يبلغ من العمر 29 عاما، تخرج في كلية التجارة عام 2014، بتقدير مقبول، وعمل في شركة اتصالات شهيرة في مصر.

يروي كيلاني قصته لـ”الشروق” فيقول: “كنت أبحث عن مصدر للمال بسبب خطوبتي وحتى أتمكن من تجهيز نفسي، لكن في نفس الوقت أردت كسب المال للحصول على كورسات لتطوير لغتي الإنجليزية المحدودة جدا حتى أستطيع التقدم لوظيفة طالما حلمت بها”.

في هذه الفترة دخل كيلاني عش الزوجية، واتفق مع زملائه على فتح مطعم في منطقة شعبية لكن المشروع لم يدم طويلا بسبب خلافات في وجهات النظر فيما بينهم.

لم ينس كيلاني حلمه الكبير الذي راوده طويلا، وهو أن يصبح مضيفا لإحدى شركات الطيران، وبالفعل دفع نفسه نحو الحلم مرة أخرى بتكوين مشروعه الخاص “عربة لبيع الكريب” في الشارع، لكن ذلك أيضا لم يدم طويلا، فسرعان ما واجهته صعوبات عدم الشهرة والعمل الذاتي المنفرد، بالإضافة لمكان العربة الذي كان يبعد كثيرا عن مكان بيع الطعام المأهول الذي كان ينتقل إليه كيلاني كل يوم.

ويتابع: “غيرت مكان العربة وانتقلت أمام جامعة عين شمس، لكنها لم تفلت من المضايقات وعانيت كثيرا لاسترجاعها مرة أخرى”.

ورغم كل ذلك، لم ييأس الشاب، بل قرر تحويل نشاط العربة من بيع الكريب إلى “عربة كبدة”، بمشاركة صديقه، وهنا بدأت تدور العجلة ويجني المال، وتمكن من الإعلان عن المشروع عبر فيسبوك ليحصد مزيدا من الزبائن: “من هنا عرفت أهمية التسويق وحبيته”.

وبينما كان يجري ذلك، قدم كيلاني نفسه للعمل لدى شركات طيران عديدة بينها أجنبية ومصرية، وبالفعل تم قبوله في إحدى الشركات الأجنبية، في الوقت الذي لم تفارقه مساندة أهله على حد قوله.

وعمل كيلاني مضيفا للطيران، على مدار سنتين: “تعاملت مع ناس كتير وثقافات أكتر لكن التجربة لم تكن سهلة على الإطلاق، فمثلا في بعض السفريات كنا نخرج ليلا من مصر ونصل لبعض البلدان فنجدها صباحا، وبالطبع كان لهذا أثرا كبير وتشويش على تفكيري ووعيي لأن الساعة البيولوجية قد تغيرت لكني مع ذلك كنت سعيد بمهنتي جدا”.

ومثله مثل أبناء مهنته حول العالم، لم ينج كيلاني من تأثيرات حائجة فيروس كورونا، التي أغلقت المطارات الدولية، فعندما تفتشى الفيروس في يناير الماضي، توقفت رحلات الطيران، قرر أن يعمل سائق توكتوك: “من يناير وأنا في إجازة ولم أعد للعمل فقررت العمل على توكتوك وعشت كل المشاعر اللي كنت فاكرها إحراج وخوف من أن حد من أصدقائي أو جيراني أو أهل زوجتي يشوفني، لكن أيقنت إن كل الأفكار دي ملهاش مكان غير في عقلي بس وإن ما فيش شغل عيب”.

وتابع: “فترة كورونا كانت بداية تانية جديدة بالنسبالي، لأني قررت اتعلم كل شيء يخص البزنس، وحصلت على منحة مجانية من وزارة الاتصالات المصرية، لتعلم التسويق والمبيعات وخدمة العملاء والتداول والتجارة الإلكترونية، وأنشأت مجالي الخاص”.

ليس ذلك فقط، بل طور كيلاني من نفسه حتى احترف التسويق الإلكتروني وأصبح قادرا على إنجاز مشروعات تسويقية كثيرة لشركات من دول متعددة.

ويقول في نهاية حديثه: “أنا الحمد لله بنشر صوري لأول مرة ومش مكسوف ولا محرج لأني قويت أكتر ومريت بتجارب كان مستحيل أعرفها، في ناس تعبت أكتر مني، أنا مستعد للتعاون مع أي حد لتغيير حياته للأفضل ورسالتي للشباب هي ابدأ”.

كيلاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *