أخبار مصر

المعايير المصرية لاعتماد المستشفيات تحصل على نسبة نجاح 98% من الاسكوا

احتفلت هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، إحدى الهيئات الثلاث التي تخضع للإشراف العام لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، بحصول المعايير المصرية على الاعتماد الدولي من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية “الاسكوا”.

وأكدت الهيئة أنه في ظل ما يشهده العالم من مخاطر وأزمات تجتاح العالم بأسره في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، كان ضروريا على الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية أن تضمن في إصدارها لمعايير المستشفيات على ما يلزم ويوجه القائمين على إدارة المستشفيات، مما يرفع من جاهزيتها واستعدادها لمواجهة أي أزمة سواء كانت بيئية أو صحية أو غيرها من الأزمات، التي قد تودي بحياة الآلاف، سواء من المرضى أو مقدمي الخدمة أنفسهم، بما يضمن الخروج من تلك الأزمات بأقل قدر ممكن من الأضرار.

وأعلن الدكتور أشرف إسماعيل رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية اليوم عن حصول كل من معايير اعتماد المستشفيات 2021، ومعايير اعتماد مراكز الرعاية الأولية 2021، الصادرين عن الهيئة، على اعتماد الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية “الاسكوا”، وذلك بنسبة نجاح بلغت 98% لكل منهما.

وأكد أن المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية التي ستقوم بتطبيق هذه المعايير ستتمكن من تقديم خدمات صحية ترقي إلي مثيلاتها العالمية، معلقا على أن نسبة النجاح الكبيرة بأن هذا الإنجاز يمثل دافعا كبيرا للاستمرار في الحفاظ على تلك المكانة الدولية المرموقة في الإصدارات التالية للهيئة، فيما يتعلق بالمعايير الخاصة بالصيدليات العامة، ومراكز العلاج الطبيعي، ومراكز الأشعة، والمختبرات الطبية وغيرها من الإصدارات.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته الهيئة اليوم الخميس بمقرها في مدينة نصر، بحضور الدكتور بيتر لاكمان المدير التنفيذي للجنة الدولية للتقييم الخارجي، الذي تم بثه من خلال المنصة الإلكترونية التي أطلقتها الهيئة بهذه المناسبة.

وعن إصدار المعايير، أوضح أن الهيئة واجهت تحديا بأن تواكب المعايير التي تصدرها الهيئة أحدث ما وصل إليه العلم، في مجال جودة وسلامة الرعاية الصحية، مضيفا أنه في سبيل تحقيق ذلك كان عليها أن تسلك أحد طريقين، أيسرهما أن تستعين ببعض الخبراء الأجانب في وضع جزء أو كل المعايير لكل كتيب من كتيبات المعايير الخاصة بالمستشفيات، ومراكز الرعاية الأولية، والصيدليات العامة، ومراكز العلاج الطبيعي، وغيرها، لكن هذا الأمر كان سيكلف الدولة أموالا طائلة في الإعداد والتحديث، إلى جانب أنها ستفتقر إلى التحديد والتخصيص، طبقا لظروف النظام الصحي المصري.
وتابع اسماعيل أن الطريق الثاني والذي اختارته الهيئة ونجحت فيه هو الاستعانة بفريق عمل مصري خالص يستثمر فيه الخبراء المصريين لعمل معايير مصممة طبقا للواقع المصري، ومعطيات النظام الصحي الحالي، مع الالتزام بأحدث المعايير والتوصيات الدولية في مجال جودة وسلامة الرعاية الصحية، مما يعمل علي احداث نقلة نوعية لهذا النظام حتي يكون في مقدمة النظم الصحية العالمية، فيما كان يمثل تحديا كبيرا يتمثل في اصدار معايير وطنية تلائم الواقع المصري.
وفيما يتعلق بالأبعاد التي تشملها معايير اعتماد المستشفيات 2021 لتضاهي أعلي المعايير العالمية ولتواكب التطورات المتسارعة في خدمات الرعاية الصحية أكد رئيس الهيئة أنه بالإضافة لمعايير الجودة والسلامة المتعارف عليها تتضمن هذه المعايير أبعادا جديدة تمثل الركائز الأساسية للنظم الصحية الحديثة، من خلال أقساما كاملة لتستوعب تلك المحاور، والتي منها ما أفردته الهيئة عن “الرعاية المتمركزة حول المريض” ، والذي يحتوي علي 6 أقسام تتكامل مع بعضها جميعا لضبط جودة مخرجات الرعاية المقدمة للمريض، والذي يكون هو المحور الأساسي فيها تماشيا مع الاتجاه العالمي الحالي.

وأشار اسماعيل إلى أن الهيئة خصصت ضمن هذا الفصل قسما كاملا يركز علي تغيير ثقافة تقديم الخدمة بما يمكننا من الوصول إلي رضاء المنتفع عن الخدمة التي يتلقاها.

وأضاف إسماعيل أن المعايير ركزت كذلك علي الحوكمة الاكلينيكية التي تحدد الضوابط الحاكمة، والتي تمثل أحد أهم الركائز الحالية في النظم الصحية لتقديم الرعاية الصحية في الرعايات المركزة، والغسيل الكلوي والطوارئ، وعناية المبتسرين وغيرها، فضلا عن تلك التي تنص علي الالتزام بمعايير الرعاية الإكلينيكية التي ستصدر قريبا عن الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، شأنها في ذلك شأن مثيلاتنا في استراليا و أمريكا والمملكة المتحدة.

وتحت شعار “السلامة أولا” أوضح الدكتور إسلام أبو يوسف نائب رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية أن هناك قسما كاملا بعنوان “متطلبات السلامة الوطنية”، يركز على أكثر عوامل الخطر التي قد تؤثر علي المرضى، ومقدمي الخدمة، والزائرين، والمنشأة، والبيئة، وكيفية تجنبها وتقليلها إلي الحد الأدنى بما يضمن أعلي درجات السلامة والأمان في خدمات الرعاية الصحية.

وتابع أن هذا بجانب احتواءها على قسما كاملا بعنوان “الإدارة والحوكمة المؤسسية”، والذي يستهدف الوصول إلى الاستغلال الأمثل للموارد في إطار من الشفافية والمحاسبة مع غرس ثقافة السلامة والابلاغ عن الأخطاء، جنبا إلي جنب مع الاهتمام بالجوانب المعيشية والمعنوية للأطقم العاملة لما له من كبير الأثر في تحديد جودة مخرجات الخدمات المقدمة، فضلا عن وجود قسما كاملا لإدارة وتكنولوجيا المعلومات والتعامل مع المخاطر التي تمس سرية وخصوصية بيانات المنتفعين، والعاملين علي حد سواء.

وقال بيتر لاكمان ، الرئيس التنفيذي للجمعية الدولية للتقييم الخارجي (الإسكوا)، إن هناك جوانب عديدة شهدت أداءا استثنائيا، جاء على رأسها خطة إعداد وتطوير المعايير وإطار العمل ذاته حيث تم تطويرها بطريقة تيسر الفهم للقائمين علي تطبيقها واستخدامها، كما أشاد المراجعين الدوليين بالجانب الخاص بالمشاركة المجتمعية الذي تضمن وجود معايير تنص علي مشاركة المرضي في صنع القرارات المتعلقة به.

وناقش المؤتمر أهمية الحصول على الاعتماد الدولي كخطوة رئيسية لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطن وتوكيد جودة مخرجات النظام الصحي في مصر على المستويين المحلي والدولي من خلال التوافق مع المواصفات القياسية الدولية.

وتأتي متطلبات التسجيل للمستشفيات 2021 ضمن مجموعة من إصدارات الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في إطار التأكيد على جهود كافة أجهزة الدولة ومؤسساتها في المضي قدما تحقيق رؤية مصر 2030 وأهدافها وخاصة فيما يتعلق بالارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحقيق العدالة في الحقوق والفرص وذلك من خلال تحقيق الحد المقبول من مستويات الجودة في الرعاية الصحية وسلامة الإنسان في كافة المنشآت التي يتم اعتمادها لتقديم الخدمات الصحية في مصر.

بنود مترابطة – 5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *