أخبار مصر

إلهام شاهين مساعد أمين البحوث الإسلامية لـ«الشروق»: حب الشهرة دفع الكثيرين لمخالفة الدين والمجتمع

– قوامة الرجل ليست بضربه وسبه زوجته.. وحرمان المرأة من الميراث حرام شرعا..
– زواج القاصرات يغذى نقمة النساء على المجتمع ويخلق أمهات مضطربات نفسيًا..
– الدعاة يواجهون ترصدا من ذوى الأهواء والأجندات الخاصة لاستغلال أى خطأ فى صنع «تريند»..

قالت مساعد الأمين العام لشئون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، الدكتورة إلهام محمد شاهين، إن ما وصفته بـ«حب الظهور» والتكسب دون عمل لتحقيق شهرة دون اعتبار لمصلحة المجتمع دفعا الكثيرين لمحاولة جذب الانتباه حتى ولو بأمور مخالفة للدين ولقيم المجتمع.

وأشارت شاهين فى حوار لـ«الشروق»، إلى دور الواعظات فى التوعية المجتمعية والدينية للنساء فى القرى والنجوع، مشيرة إلى خطورة الموروث الخاطئ بشأن اعتبار قوامة الرجل هى ضربه وسبه لزوجته.

وشددت شاهين على أن حرمان المرأة من الميراث حرام شرعا، وأن زواج القاصرات يغذى نقمة النساء على المجتمع ويخلق أمهات مضطربات نفسيًا، موضحة فى سياق آخر أن الدعاة يواجهون ترصدا من بعض ذوى الأهواء والأجندات الخاصة لاستغلال أى خطأ من الداعية لصنع «تريند».

وإلى نص الحوار:

< ما طبيعة عمل الواعظات فى القرى والنجوع؟
ــ الواعظات يخضن تحديات كبيرة، إذ إن القوافل غالبًا ما توجه للمناطق النائية والحدودية، فيتحملن فى هذه المهمات الدعوية الكثير من المشقة فى السفر والإقامة، وتُقبل الواعظات على المشاركة فى القوافل بكل حب ابتغاء للثمرة المرجوة وهى توصيل رسالتها لأكبر عدد ممكن وفى أكثر من مكان والوصول بالدعوة إلى مستهدفاتها.
أما الموضوعات الخاصة التى تقوم بها قوافل الواعظات تتنوع بتنوع اهتمامات نساء أهل القرية، إذ إن هناك قرى تحتاج للإكثار من دروس لمواجهة التمييز بين المرأة والرجل، مثلما يحدث فى حرمان للمرأة من حقوقها المادية مثل الميراث، وهو ما يدفع الواعظات لتوضيح حرمة هذا العمل، والإشارة إلى أن الإسلام جعل للمرأة ذمة مالية مستقلة.
هناك بعض القرى ترسل فى طلب الواعظات للحديث عن موضوعات مثل دور الرجل داخل الأسرة، بجانب موضوعات أخرى مثل الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة، أو تصحيح المفاهيم الخاصة بأحقية المرأة فى العمل وامتلاك المال والتصرف فيه، ومواجهة زواج القاصرات، وحرمانهن من الدراسة.

< كيف تقيّمين دور المرأة ونشاطها المجتمعى والأكاديمى فى الفترة الأخيرة؟
ــ لدينا 220 واعظة على مستوى الجمهورية، من خريجات جامعة الأزهر تخصصهن ما بين شريعة إسلامية، وأصول دين ولغة عربية ولغات وترجمة، كما تضم جامعة الأزهر 24 ألف عضو هيئة تدريس منهم 8 آلاف امرأة أى ثلث الأعضاء، وعمداء الكليات ثلثهم أيضا سيدات، وكذلك الوكلاء.
كل هذا دليل على تحسن وضع المرأة فى مصر، بجانب ارتفاع نسبة تمثيلهن فى غرفتىّ البرلمان النواب والشيوخ، كشريك مهم فى بناء المجتمع، لكن العادات والتقاليد الخاطئة انتزعت من المرأة الكثير مما منحه لها الشرع من حقوق، إلا أن الوضع تحسن كثيرًا عما كان من قبل، وما تزال حملات التوعية مستمرة لتبصير المجتمع بدور المرأة وحقوقها.

< ماذا عن التوعية بخطورة ختان الإناث؟
ــ العادات الخاطئة والموروثة، هى أكثر ما يسبب المشكلات كعادة ختان الإناث، التى قد تؤدى إلى هلاك الكثير منهن، والتسبب فى كثير من الأحيان من حرمان الزوجة من الاستمتاع بالعلاقة الحميمة مع الزوج، أو عادة حرمان المرأة من زيارة أهلها، بدعوى أن الرجولة تقتضى تحكم الزوج فى زوجته والاستيلاء على مرتب الزوجة، وغيرها من المفاهيم الخاطئة التى تبدأ الواعظة ببيان خطأ وخطورة هذا المفهوم، ومن ثم تقوم بدورها بتصحيحه وتوجيه المرأة والمجتمع التوجيه الصحيح.

< كيف تواجه الواعظات قضية زواج القاصرات؟
ــ تزويج القاصرات على رأس العادات التى راجت فى القرى والمدن، إذ يحدث بالاتفاق مع المأذون الشرعى على أن يوثق بعد بلوغ الفتاة السن القانونية عقد زواج لها، وهذا يترتب عليه حرمان المرأة من أكثر حقوقها كالميراث إذا مات أحد الزوجين قبل توثيق العقد، وضياع نسب الطفل، وأيضا إهمال المرأة وحرمانها من العمل أو تكليفها بالأعباء المنزلية الشاقة من طفولتها، ما يترتب عليه حرمانها من الاستمتاع بطفولتها ونقمتها على المجتمع بعد ذلك لشعورها بالحرمان الدائم، ما يخرج لنا أمهات مضطربات نفسيًا للمجتمع.
هناك أيضا مفهوم خاطئ للقوامة عند الرجل٬ الذى يضرب ويسب زوجته، لفهم خاطئ موروث لديه، على الرغم من أن القوامة هى تكليف وتحمل للمسئولية وليست تشريفا ومكاسب يتميز بها الرجل.

< أليست هذه المشاكل ناتجة عن التفكك الأسرى بالأساس؟
ــ ما نعانى منه من زيادة حالات التفكك الأسرى هو نتاج متوقع لغياب الوعى الدينى والقيم الاجتماعية اللازمة لبناء أسرة سوية، وترتب على ذلك إلقاء الأعباء فى أغلب الحالات على الأم، وهو ما يخالف النهج الربانى الذى جعل للزوج القوامة المالية، وهذا ما نسعى لتعريف الناس به.

< ماذا عن سيطرة الدعاة من الرجال على منصات الدعوة عبر الفضائيات؟
ــ هذا يرجع لندرة عدد الداعيات ولابتعاد المرأة عن الساحة الدعوية، فهناك مسئولية كبيرة تلقى على كاهل الدعاة، الذين يواجهون ترصدا من بعض ذوى الأهواء والأجندات الخاصة لأى خطأ من الداعية لعمل «تريند»، مضيفة أن الصورة النمطية للداعية أن يكون رجلًا، وهذه الصورة نتاج لتقاليد لا تمت للدين بصلة ونحن بصدد تصحيحها، وإعادة ما سُلب من المرأة من حقوق، فهى منذ عصر النبوة تتولى الدعوة، ولنا فى الصحابيات والتابعيات قدوة فى ذلك، لكن هذه الصورة بدأت فى التلاشى وأصبح يطل علينا عبر الشاشات الكثير من الداعيات».
أيضا حب الظهور والتكسب بدون عمل والرغبة فى جمع المال والشهرة دون اعتبار لمصلحة المجتمع ولا ما يفسده دفعت الكثير لمحاولة جذب الانتباه حتى ولو بأمور مخالفة للدين ولقيم المجتمع، والرجال والنساء معا يساهمون فى انتشار هذه الظاهرة وإذا كان البعض يعتقد أن للمرأة النصيب الأكبر فيها نظرا لحب ظهور الفتيات فى الفيديوهات وتحقيق «تريند» إلا أن الحكم بذلك يقتضى تقصى بإحصائية تقول ذلك حتى يمكننا الجزم بها، ولكن المساهمة موجودة بالفعل وهى ظاهرة بوضوح.

< ماذا عن الجهود بشأن مواجهة الإرهاب بالوعظ؟
ــ الإرهاب يبدأ بأفكار مغلوطة يعتقد بها شخص نتيجة للانحراف الفكرى الذى يتعرض له من مخالطة بعض منسوبى الجماعات المتطرفة، ودور الواعظات تصحيح هذه المفاهيم لدى الأمهات والفتيات والأطفال، إذ إن التشرب بالفكر الإسلامى الوسطى منذ النشء يساهم فى بناء شخصية سوية لا يسهل على الغير ممن يعملون على هدم صحيح الدين وتشويه صورته زعزعة ثوابته الدينية، بالإضافة إلى الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام بطريقة منهجية مدروسة تدربن عليها من متخصصين من أساتذة جامعة الأزهر.

إلهام شاهين مساعد أمين البحوث الإسلامية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *