آراء وتحليلات

كلمه العدد 1202 “عناصر القرار وتكلفته”

قبل ان تسأل عن القرار الذي اتخذته مصر في موضوع سد النهضه وكيف علينا مواجهه اثيوبيا في حاله استمرار تعنتها والمضي في الملئ الثاني دون عمل اتفاق ملزم مع دولتي المصب مصر والسودان وماهي العناصر التي لابد ان يراعيها متخذ القرار في مصر قبل ان ياخذ قرار الحرب دفاعا عن حقوق مصر التاريخيه والاستراتيجيه في مياه نهر النيل وفي تصورنا لم تعد حسابات مكونات القرار كما سبق تجمع بين عناصر القدره والرغبه وبين الفائده الوطنيه والضغط الدولي وبحساب تلك العناصر مجتمعه نعم لدينا القدره ففي حسابات القوه يعد جيش مصر في المركز العاشر قياسا بمرتبه الجيش الاثيوبي القابع في المركز السادس والثلاثين اما قياس المصلحه الوطنيه فمن مصلحتنا الوطنيه عدم وجود السد نهائيا او الاكتفاء بالارتفاع الذي وصل اليه الان او اكثر قليلا يمكنه من توليد الكهرباء وفي أسوأ سيناريوا يكون موجودا في ظل اتفاقيه لا تطلق يد الحكومه الاثيوبيه في استغلاله للتاثير علي حصة مصر المعتاده من مياه نهر النيل لكن هناك عنصر جديد اضيف الي المعادله هو الحسابات الدوليه فقرار الحرب يواجه رفضا دوليا للحفاظ علي الاستقرار في القرن الافريقي وفي منطقه تعتبر منفذا هاما لعبور احتياج العالم من البترول عن طريق البحر الاحمر مرورا بقناة السويس وايضا يواجه قرار الانفراد بقرار احادي من اثيوبيا دون عقد اتفاق مع السودان ومصر معارضه دوليه بقي عنصر اعتقد انه العنصر الاهم وهو العنصر الضاغط علي صانع القرار في كلا من مصر والسودان واثيوبيا وهو الكبرياء الوطني فما الذي يدفع اثيوبيا للاستمرار فيما تفعل دون اقرار اتفاق مع دولتي المصب هو الكبرياء الوطني الذي استخدمه ابي احمد في شحن الناس للوقوف الي جواره والفوز في الانتخابات التي سبق وان تم تاجيلها وكانت سببا في رفض اقليم التيجراي ذلك واعلان ان ابي احمد وتاجيله الانتخابات غير شرعي وقيام الاقليم بعمل انتخابات خاصه به الامر الان الذي يستمر فيه ابي احمد بالشحن مستغلا هذه القضيه في حشد الناس خلف قراره حيث يواجه ابي احمد انتخابات جديده في شهر يونيو القادم وهو الذي يتزامن من قرار ملئ السد .
فهل سيكون هذا الحشد والشحن الشعبي الذي لا يستطيع التوقف فيه والذي يقوم به ابي احمد السبب الرئيسي سببا في جر المنطقه الي المجهول ……الامر خطير ويستدعي قياس المصلحه الوطنيه في التعامل مع ملف بمثل هذا الحجم والخطورة …..كما اننا في مصر نامل ان لا نشكل ضغطا علي صانع القرار وعلينا ان نترك الحريه لقيادتنا السياسيه في اخذ القرار الذي فيه مصلحتنا الوطنيه واضعا في الاعتبار كل العوامل والتي نري اهمها حساب اثر البعد الدولي في التاثير علي مستقبل مصر وان كنا في مصر علي استعداد لمواجهة اي اثار لاي قرار قد تاخذه قيادتنا الوطنيه في هذا الملف لثقتنا في قدرته العاقله والرزينة في اداره كل الملفات وحساب التوازنات التي تضمن اتخاذ القرار المناسب الذي يصب في صالح مصر استراتيجيا .
وحاول تفهم
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *