آراء وتحليلات

إطلالة

مهندس فايق الخليلي:

تحتفل مصر هذه الأيام بعيد تحرير سيناء الأرض التي ارتوت ومازالت ترتوي بدماء شهداءنا الابرار هذا اليوم الذي أعاد للامه العربيه كرامتها بعد حرب اكتوبر المجيده التي أثبتت أن مصر لم ولن تنحني ابدا وأنها تصحو بعد كل غفوه وتنتفض بعد كل كبوه
لاانسي ذلك اليوم الذي ذهبت فيه الي مكتب التلغراف باسيوط لارسل برقيه الي اخي المرحوم د فايز الخليلي والذي كان من من أعضاء اللجنه التي استلمت مدينة العريش من سلطات الاحتلال الإسرائيلي أخبره فيها بقدومي ونظرة الدهشه لموظف السنترال عندما سمع اسم العريش والذي لم يذكر منذ أكثر من اثني عشر عاما ولاانسي أيضا ذلك اليوم الذي ذهبت فيه الي موقف الاتوبيسات في منطقة القللي بوسط القاهره لاري لافته مكتوب عليها خط القاهره -العريش كانت هذه اللحظات بالنسبه لي لحظات تاريخيه بكل المقاييس وبعد أن حجزت مقعدي وركبت الاتوبيس حتي وصلنا الي قناة السويس وهنا كان قلبي يرتعد ودموعي بدأت تنهمر غير مصدق مااراه بعيني واسمعه بأذني وعندما عبرنا الكوبري الذي استخدمه ابطالنا في عملية العبور ووصلنا الي الضفه الشرقيه من القناه ورأينا ماتبقي من الساتر الترابي ومن خط بارليف المنيع والذي دمرته قواتنا المسلحه في ست ساعات مما أفقد العدو صوابه وتوازنه ورأينا في الطريق حطام المدافع والدبابات وتخيلنا كيف كانت تدور المعارك وهذه الشجره التي ارتوت بدم شهيد وهذه التله التي كان يتحصن فيها ابطالنا وتضم رفاتهم الطاهره والخيمه التي كانت يسكنها اجدادنا والتي بها تمسكوا بالأرض وماتوا وهم يدافعون عنها جنبا الي جنب مع ابطالنا لحظتها أدركت أنني أعيش الحقيقه وان بلادي قد عادت الينا وان كرامتي قد ردت الي
وسارت الحافله بنا في الطريق القديم الذي يربط العريش القنطره وفي بعض أجزاء منه بالقرب من العريش كنا تري البحر ونتنسم منه عبير الانتصار والهواء المشبع بالعزه والكرامه وفي أثناء الرحله تعرفنا علي من معنا من عائلات العريش المختلفة وهذا يقول انت من عائلتي وذاك يقول انتم جيراننا واخر يقول إن ابوك اعز الحبايب وأحسست وقتها بالدفء والأمان أنا في بلدي وبين اهلي لااهاب شيئا وملاتني الطمأنينة وسرت في جسدي وروحي احساس غريب يملؤه ويحدوه الامل في مستقبل سيكون باذن الله متوجا بالمجد والفخار
وعندما وصلنا الي داخل المدينه ونزلنا من الحافله سجدت لله شكرا علي نعمة العوده وقبلت الأرض وعفرت جبهتي بثراها الطاهر ورأيت شوارعها التي كنا نلعب ونلهو فيها وهذا بيت عمي وهذا بيت خالتي وهذه الساحه الشعبيه التي كنا نحضر احتفالات أعياد النصر بها وهذه وهذه.
وهذه هي مصر التي استردت كامل ترابها ولم تنقص منه شيئا في حروب عسكريه ومعارك سياسيه كانت اشد شراسه من معارك الدبابات والطائرات
وهانحن الان نعيش في بلادنا التي ارتوت بدماء ابطالنا ومعاناة شعبنا في سبيل عزتنا وكرامتنا
رحم الله شهدائنا وابطالنا الذين هم تيجان علي رؤوسنا وهانخن نجني ثمار مازرعتموه
إن مصر تخوض الان معارك اشد ضراوه وشراسه من الحروب العسكريه وهي معارك التنميه والتحديث ومحاربة الإرهاب والدفاع عن مياهنا سر حياتنا وأننا نثق أن مصر بقيادتها السياسيه الحكيمه وقواتنا المسلحه ووقوف شعبها صفا واحدا خلف قيادتها باذن الله ستنتصر في كل هذه المعارك فهي درة الشرق وكنانة الله في أرضه
حفظ الله مصر من كل سوء وكل عام وشعب مصر في عزه وتقدم وعلو
تحيا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *