آراء وتحليلات

شباب سيناء بين الأمل والألم

مهندس / عادل حسن على محسن رئيس الإدارة المركزية للإستثمارالسابق
بالجهاز الوطنى لتنمية شبه جزيرة سيناء

ظلت سيناء محل اهتمام الدولة البالغ إدراكا لأهميتها الإستراتيجية و وعيا بضرورة معاونة هذه النوعية الفريدة من سكانها للاستقرار فيها وسط المعاناة التى يلقونها وجذب آخرين إليها وهى تعلم أن أهم دلائل قوتها تبدو جلية ً فى سلامة أطرافها وخاصة طرفها الشرقى فى سيناء حيث ينتظر الذئاب على حدودها غفلة الراعى. و لا شك أن موقع سيناء الجغرافى والتغيرات السياسية الإقليمية المحيطة بها جعلها مسرحا لأعظم الملاحم التى أثبتت قوة مصر و جيشها قدم خلالها أبناء مصر فى سيناء أعظم التضحيات. وقد فرضت الأحداث التى مرت بها سيناء خاصةً بعد ثورة يناير 2011 و الأحداث الإرهابية التى تلتها على الدولة الإسراع بوضع و تنفيذ خطط طموحة لتنمية المنطقة و خلق بيئة مناسبة للإستثمار و إستغلال مواردها وموقعها الفريد بالتوازى مع إجراءات مكافحة الإرهاب الذى إختار سيناء ساحةً له. و من أجل ذلك تم وضع سيناء فى المادة رقم 236 من الأحكام الإنتقالية للدستور المصرى من بين المناطق الحدودية و الأكثر حاجة والتى تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطط لتنميتها الإقتصادية و العمرانية الشاملة بمشاركة أهلها فى مشروعات التنمية وفى أولوية الإستفادة منها مع مراعاة الأنماط الثقافية و البيئية للمجتمع المحلى. وقد جاءت كلمات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى تاجاً على رأسنا فقد حملت التقدير لدور أهل سيناء الوطنى فى الماضى والحاضر وتضحياتهم و معاناتهم وتأكيده على براءة ساحتهم من إرهاب أسود اختار سيناء ساحة له ويمثل جزءً من مؤامرة تستهدف مصر وأكد عزم الدولة على المضى فى تنمية سيناء رغم التحديات للحفاظ على هذا الجزء المقدس من أرض مصر الطاهرة ويؤكد هذا ما تشهده سيناء من الإجراءات والمشروعات. لقد عايش شباب سيناء و زهورها اليانعة أحداثاً جساماً متلاحقة فى السنين العشر الإخيرة حرمتهم الكثير من مباهج الحياة و حفرت فى ذاكرتهم مشاهد مؤلمة عايشوها أو تعرضوا لها وأصواتا مرعبة ونطقت ألسنتهم بمفرادت لم ينطق بها الأولون وضيقت رحاب فرص العمل فى وجههم نتيجة للإرهاب الغاشم وإجراءات مكافحته واستمعوا إلى شائعات تجعل الإنسان يكفر بوطنه ويفقد ثقته بمحيطه و لولا شدة إنتمائهم لوطنهم و سلامة وصلابة تكوينهم النفسى لصدقوها. والسؤال الأهم يطرح نفسه هنا : (هل من المنطقى أن يشعر ابناؤنا فى سيناء بالأمل؟ وهل نمتلك المصداقية لندعوهم للتفاؤل؟) أقول بكل اليقين و برغم كل ما مر بنا فإن أجمل الآمال من رحم الأمل تولد حتى وإن كان البعض يروننى متفائلا بطبعى فإننى أبنى تفاؤلى على العديد من الأسباب تحدث فى سيناء أذكر فيما يلى بعضها بإيجاز شديد:-
1. الإرادة الواضحة للقيادة السياسية فى دحر الإرهاب حتى النصر.
2. إصرار الدولة على مواصلة تنفيذ المشروعات الخدمية و البنية الأساسية.
3. المشاركة الواسعة للشركات السيناوية فى مشروعات حفر القناة و مشروعات البنية الأساسية فى كل أنحاء مصر مما يعكس ثقة متزايدة فيها.
4. إنشاء جامعة العريش وجامعة الملك سلمان بفروعها الثلاثة (رأس سدر – الطور – شرم الشيخ).
5. إنشاء 4 أنفاق أسفل قناة السويس وحفر نفق الشهيد أحمد حمدي 2 لربط سيناء بباقى المحافظات.
6. إنشاء مجمع لصناعات الرخام بالجفجافة بطاقة إنتاجية 3 ملايين م2 سنوياً.
7. إنشاء مصنع أسمنت بطاقة إنتاجية 7 ملايين طن سنوياً بوسط سيناء .
8. تأسيس الشركة الوطنية لاستثمارات سيناء برأس مال مرخص قدره 10 مليارت جنيه بمشاركة بنك الاستثمار القومى و جهاز الخدمة الوطنية وجهاز تنمية شبه جزيرة سينا و محافظة شمال سيناء.
9. إنشاء 18 تجمعاً تنموياً متكاملاً ينتفع بها أكثر من 2000 اسرة من سيناء وباقى محافظات مصر.
10. طرح مساحات بنظام التمليك بزمام ترعة السلام فى مزاد علنى عام وآخر مغلق على أبناء سيناء.
11. تنفيذ محطتى المعالجة الثلاثية لمصرف المحسمة ومصرف بحر البقر بطاقة انتاجية من المياه الصالحة للزراعة بسيناء قدرها 6.6 مليون م3/يوم.
12. الإستمرار فى إنشاء مدينة رفح الجديدة .
13. إنشاء صالة رياضية مغطاة بالعريش وأخرى بشرم الشيخ بتكلفة 147 مليون .
14. احلال شبكة المياه بالعريش وتنفيذ محطات تحلية المياه .
15. إنشاء منطقة حرفية وسوق للجملة بمساحة 38.8 فداناً بمدينة العريش.
وفى هذا السياق فإن خيراً كثيرا ينتظر سيناء و على أهلها ومحبيها و على الأخص شبابها سرعة أخذ زمام المبادأة للمشاركة فى جهود التنمية بها من خلال تطوير الذات وإكتساب المهارات المؤهلة لسوق العمل دون الإعتماد على المؤهل الدراسى فقط وبإستغلال المدخرات والإنتفاع لبدء المشروعات الصغيرة و متناهيية الصغر التى تعظم العائد من الموارد الطبيعية والزراعية والبيئية المحلية للمجتمع السيناوى وتلبى إحتياجاته الإستهلاكية.
إن آمال و طموحات ابناء مصر فى سيناء عالية تلامس السماء وهم يرون بقلوبهم يوم النصر الحاسم القريب على الإرهاب لتعود الحياة إلى طبيعتها بعيداً عن أى إجراءات استثنائية فرضتها تحديات المرحلة يعانون آثارها ويتحملونها راضين ثقةً بقيادتهم السياسية الحكيمة وجيشهم الأبى وقواتهم الأمنية الباسلة أملاً فى غد أفضل يتيح لهم الإنتفاع الكامل دون نقصان بجهود الدولة وكل ما تقدمه فى سيناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *