آراء وتحليلات

سيناء.. كما تذهب تذهب

د شاكر رفعت بدوي
الممثل القانوني للمدارس الخاصة بشمال سيناء

في الجزء القابع في أقصى الشمال الشرقي من مصر وعلى الحدود المتآخمة من فلسطين المحتلة تظل سيناء بجمالها الآخاذ وروعة وسحر المكان حيث تضارع شواطئها أجمل شواطئ أوروبا بل وتتفوق عليها في ملامحها الأساسية …
تمثل سيناء 6 % من مساحة مصر بينما هي في الواقع تحتل مساحات أكبر من الحب يماثل قيمتها وتفردها بين محافظات مصر … وسيناء تتمتع بمميزات تضعها من ضمن أجمل شواطئ العالم حيث تمتد سواحلها التي تستأثر بنحو 29 % من سواحل مصر … وتداعب مياه بحرها ذو المياه الزرقاء أشعة الشمس عند الغروب في مشهد رومانسي حالم بينما ينتهي موجه الهادر عند سواحله لينهي رحلته الطويلة ويلقي بهمومه على كثبان الرمال الصفراء ..
وعلى مسافة قريبة من تلك السواحل يقف نخيل سيناء بكبريائه وعليائه ولكنه نخيل بلا ثمار أو قل أعجاز نخل خاويه … وربما تتمايل وتهتز أشجاره السامقة بفعل العواصف الرعدية والتغيرات الموسمية لكنه أبدا لا يسقط ليضفي جمالا أخاذا على تلك السواحل الممتدة بطول شاطئ البحر المتوسط الذي يعتبر مصبا لوادي العريش أكبر الأودية طولا وتشعبا ومساحة على مستوى مصر حيث كان يسمى قديما (نهر مصر) أو (نيل سيناء) ..
كيف لا وهو يمثل نصف مساحة سيناء تقريبا ويجمع ثلثي مياهها جميعا … ورغم أنه جاف معظم السنة إلا أنه في موسم فيضانه يبدو نهر حقيقي جليل القدر عظيم الخطر يزحف كالسيل مقتلعا ما يقابله من مبان أو زراعات … وهذا الوادي تأتي مياهه في رحلة خلابة من جبال عالية ووديان مرتفعة وسهول خفيضة وصخور صلبة لتجتمع تلك المياه بقوتها وثورتها وتنهي رحلتها في سواحل بحر سيناء الأزرق …
ومن سهل القاع من وادي العريش إلى جبل الطور … ربما تبدو نقلة سريعة من قاع سيناء إلى سقفها بل سقف مصر جميعا … جبل أصم صلب يطل على فلسطين المحتله ربما يبعث برسائل اطمئنان إلى شعبها ويرسل البشرى إليهم بصموده المعهود وسموه حيث تعجز العين عن بلوغ قمته من ارتفاعه الشاهق وربما يكون ممكنا أن يصبح ذلك المكان لبنان مصر …
سيناء أو مصر الصغرى كما اصطلح على تسميتها قديما … ولما لا وهي امتداد لصحراء مصر الشرقية وهي المتمم لجسم مصر … بل هي جزء لا يتجزأ منها … كما تذهب تذهب … جزء متكامل متناغم يجمع بين الشئ واضداده ويحقق متطلبات الاستثمار والتعمير … تلك القضية التي تظل هي العنوان الرئيسي ومسك الختام الذي لابد أن نصل إليه في نهاية رحلتنا ..
ورغم غول الارهاب الكاسح الذي عطل آليات التنمية وفرض قيوداً حديدية لمحاصرته … لكن يظل التصميم على الوصول إلى كلمة السر لفتح (مغارة علي بابا) الذي يذخر بكنوز ومعادن يماثل روعة وأصالة معادن سكان تلك البقعة المباركة هو الهدف الأسمى …
لإن هذا إذا تحقق فإنه بمثابة انتصار حقيقي يضارع بل ويفوق على نصر أكتوبر وتحرير سيناء من الاحتلال الغاشم الذي عادت فيه سيناء إلى أحضان الوطن الأم ..
لكن يبقى ذلك التحرير الحقيقي من كل عائق يقف حجر عثرة في طريق تنميتها وتعميرها … سيبقى الأمل حي فينا ولن يموت ابدا حتى لو مات الجسد بل سيظل باقيا إلى أن يتحقق بإذن الله تعالى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *