آراء وتحليلات

علي هامش احداث غزه 2

يكتبها المهندس / فايق الخليلي
أضاع الفلسطينيون العديد من الفرص التي كانت متاحه لهم لاسترداد اراضيهم المغتصبه وكعادتنا نحن العرب فعندما يعرض علينا أي عرض لاسيما أن كان سياسيا وخصوصا اذا كان من أطراف نتوجس منهم خيفه أو نعرف نواياهم أو بيننا وبينهم عداوه وهذا طبيعي كان هذا العرض يرفض من حيث المبدأ دون التفكير فيه أو في بدائله المتاحه أو قدرتهم علي تنفيذ تلك البدائل وبالطبع هذا لايتسق مع التفكير السياسي العميق فيلزم أن استمع اليك للنهايه واحاورك واجادلك حتي اصل إلي مافيه المصلحه العليا وقد تفضي الي مصالح مشتركه بين الأطراف المتحاوره وهذا جائز ومقبول في المعاملات الدوليه دون النظر إلي أطرافها .
وكانت ردود الأفعال العربيه في تلك الحقبة التاريخيه والتي تمتد منذ قبل حرب فلسطين عام 1948 وحتي وصول الرئيس السادات تتميز باللاءات أو سياسة اللاءات والتي أصبحت من موروثات وثقافات وثوابت الخطاب السياسي العربي سواء في ردود الأفعال أو في معطيات اتخاذ القرار. وكانت هناك لاءات مشروعه مثل لاصوت يعلو فوق صوت المعركه حتي استعادة الأرض .
وظهرت في هذه الفتره اللاءاتيه اللاءات الثلاثه في القمه العربيه بالخرطوم عقب نكسة 67 لاصلح ولااعتراف ولامفاوضات مع إسرائيل حتي سميت قمة اللاءات الثلاثه والذي لم يتمخض هذا المؤتمر عن سواها . وفيما بعد فاوضنا وصالحنا واعترفنا بإسرائيل ولم ترتعد السماء ولم ينزل علينا الغضب ولم تقم القيامه لأننا تصالحنا مع إسرائيل واسترددنا أرضنا بالحرب تاره والمفاوضات والتي هي أشد شراسه من الحروب تارة اخري. وبالطبع نحن نحكم علي ماسبق بمانراه اليوم وان كنت اري أن الحكم علي الممارسات السابقه يصلح فيه منطق اليوم لأن المعطيات المضاده لاتخاذ القرار آنذاك كانت مرجحة لعدم اتخاذه وخصوصا انها كانت قرارات مصيرية وصفت فيما بعد بالكارثيه . ففي عام 1947 رفض العرب قرار التقسيم وقرروا دخول الحرب دون أن تكون لديهم الإمكانيات العسكريه التي تؤهلهم للنصر وكانت العصابات الصهيونيه ترعي وتعيث فسادا في أرض فلسطين وعمليات الهجره الجماعيه لليهود الي فلسطين كانت تتم جهارا نهارا علي مرأي ومسمع من كل الحكام العرب ولكنهم لم يتحركوا الا عندما صدر قرار التقسيم وكأن لسان حالهم كان يقول دعنا نتتظر ونري ماذا سيحدث وقد حدث حتي انهم لم يعدو العده المطلوبه أو وضع البدائل حتي أثناء الانتظار.طبعا ليس هناك من يريد التقسيم ولكن كان يمكن للعرب اتخاذ مواقف دبلوماسيه وسياسيه وعسكريه قبل القرار وبعد القرار اوحتي لتأجيل التنفيذ أو التسويف فيه لحين اعداد العده للحرب وهو الأمر الذي نجحت فيه العصابات الصهيونيه فبمجرد صدور القرار بدأوا في التنفيذ دون انتظار لمفاوضات أو اتفاقيات أو ترتيبات لآليات التتفيذ علي الارض والتي تصاحب عادة مثل هذه القرارات ولم يجنوا من هذه الحرب الا الاحتفاظ بالقدس والضفة الغربيه تحت الاداره الاردنيه وقطاع غزه تحت الاداره المصريه وضياع باقي اراضي فلسطين
ونظرا لطول المقال سيتم استعراض باقي الفرص الضائعة في مقالات قادمه أن شاءالله
مهندس فايق الخليلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *