آراء وتحليلات

يونيو 67 وسنوات المقاومة والصمود

 

بقلم / سهام عزالدين جبريل

تأتى ذكرى 5 يونيو 67 بعد أن مضى أكثر من نصف قرن على أحداثها الاليمة والتى القت بتداعياتها على منطقة الشرق الاوسط بأسرها وبرغم الهزيمة والامها وسنوات الاحتلال البغيض لارضنا المقدسة  إلا أنها قد صنعت أرادة قوية وتحدى فاق المستحيل صنعت ذلك الجندى المصرى البطل الذى عبر القنال ولقن العدو ضربة تاريخية اخلت بتوازنه وكسرت انفة نصرة المزعوم ، فقد اشرقت هذه الملحمة لانتصار اكتوبر والتى مازالت تدرس فى اكاديميات الحرب العليا فى اوربا وامريكا ، فمن رحم الهزيمة والامها ولدت اشراقات النصر وصنعت قيم الصمود والتحدى الذى صنعة عظمة الجيش المصرى خلال سنوات  الاستنزاف ، واضافت اليه روعة ملاحم البطولة الشعبية التى صنعها اهلنا ابطال سيناء فى مقاوتهم وتحديهم لقوات الاحتلال الاسرائيلى خلالال اصعب السنوات  فصنعو من سنوات الاحتلال قيم وادوات من الصمود والمقاومة عجز العدو على مواجهاتها ،  وإذا ذهبنا لعرض بعض من بطولاتهم المشرفة لوجدنا الكثير التي يحفظها أرشيف سيناء أرض الصمود والتحدى والمسجلة عن ظهر قلب في ذاكرة سيناء والتي إمتدت على مدى سنوات التاريخ ومراحلة المتعاقبة ،  ولو إخترنا جزء من أحد تلك المراحل لوجدنا تلك الصور المشرقة فيه والتي تمثل نموذجا من العديد من المواقف والآحداث ،

ففى مؤتمر”الحسنة “الذي عقد فى مدينة الحسنة بوسط سيناء عام 1968 وبحضور وكالات الأنباء وممثلي الصحافة العالمية بترتيب من إسرائيل عندما ارادت إيهام العالم الخارجي بأن أبناء سيناء يرفضون تبعتهم لمصر ومن ثم إعلان ذلك على لسان مشايخ سيناء الذين سايروا إسرائيل على ذلك حتى تم عقد المؤتمر، ففاجأوا الإسرائيليين أنفسهم برفضهم لمشروع تدويل سيناء وعزلها عن مصر, مؤكدين بأن سيناء كانت وما تزال وستظل دوما جزءا غاليا من ارض مصرلايممكن فصله أو عزله كهكا اشتدت المحن، مما أدى الى قيام السلطات الإسرائيلية بإجراءات قمعية عنيفة ضد السكان وإعتقال120 من المشايخ والمواطنين والفدائيين المصريين من أبناء سيناء وترحيل العشرات منهم خارجها وهذا المؤتمر

ما هو الإ حلقة من حلقات عديدة تجلت خلالها بطولات أهل سيناء وما قدموا إلي بلدهم مصر من تضحيات وبطولات وإلي أي مدي جسدت هذه التضحيات نموذج الإنتماء الحقيقي  لتراب الوطن ،

وهناك أيضا إضراب أغسطس عام1967والذى كان أول عمل منظم ضد الاحتلال الإسرائيلي ، تلاه القيام بعمليات فدائية ضد معسكرات وقوات الإحتلال بسيناء، شملت مقر الحاكم العسكري ومطار العريش والمستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت بالعريش والشيخ زويد ورفح وجنوب سيناء حيث تم تنفيذ أكثر من700 عملية فدائية ألحقت خسائر كبيرة بالعدو، وقدم أبناء سيناء أغلي وأعز مايملكون لوطنهم وبعيداً عن الشعارات والمزايدات الإعلامية ، ظهر صور الإنتماء الحقيقي لأهل سيناء سواء في حرب الاستنزاف أو في نصر اكتوبر 73م  وما قبلهما في نكسة 5 يونيو1967م ،،،

وقد شارك أبناء سيناء فى حرب اكتوبر من وراء خطوط العدو حيث كانوا بمثابة الأقمار الصناعية وعيون مصر الساهرة على أرض سيناء المحتلة لرصد تحركات العدو من وإلى جبهة القتال حيث كونوا مجموعات لمتابعة خطوط سير العدو وإبلاغ المعلومات إلى الجبهة المصرية اولا بأول من أهم هذه المعلومات الإبلاغ عن تحرك طابور طويل من الدبابات وسط سيناء قادم من ميناء العريش وفي أقل

من 5 دقائق قامت الطائرات المصرية بدك هذا العدد الهائل من دبابات العدو مما أذهلت المفاجأة القيادة الإسرائيلية وكان السؤال والبحث عن كيف عرف الجيش المصري بهذا التحرك لحظة خروجه من ميناء العريش حيث بدأت إسرائيل البحث عن ترددات أجهزة الإرسال التى تعمل في سيناء وبالفعل إكتشفت إسرائيل هذه الأجهزة حيث رصدت ترددات بثها وحددت أماكنها, ومن ثم ألقت القبض علي 64 شخصا من أهالى سيناء ونقلتهم إلي تل أبيب حيث وضعوا في سجونها تحت أصعب وأقسي وأبشع صنوف التعذيب والإذلال والقهر وعاملتهم معاملة جواسيس ، لنقلهم معلومات عسكرية عن الجيش الإسرائيلي لمصر. في زمن الحرب ، وأصدرت المحاكم الإسرائيلية أحكاما لأكثر من 150 سنة علي أبناء سيناء ، وبعد ذلك طلب الرئيس السادات من القيادة الإسرائيلية الإفراج عن هؤلاء الأبطال إيمانا واعترافا بقيمة وعظمة الدور الوطني المخلص الذي قدموه لوطنهم مصر وإستقبلت مصر أولادها استقبال المنتصرين وأقاموا لهم الزينات ورفعوا الأعلام في أروع وأعظم استقبال ، يليق ببطولاتهم المشهودة وتضحياتهم النبيلة

وقد إستهدفت سيناء أرضا وبشرا وسجلت حبات رمالها معاناة أبناء سيناء خلال هذه الفترة كانت قاسيه جدا وصمود أبناء سيناء وتحملهم ومقاومتهم سلطات الإحتلال بما يملكون من وطنية عالية وصمود وتحدى أمام عدو إستخدم كافة الأساليب من الترهيب والترغيب لكسر عزة وإباء أهالى سيناء والتي لم يفلح فيها ، فمارس العدو أساليب نسف المنازل ،  ترحيل الاهالى من منازلهم ، منع الاهالى من زراعة اراضيهم ومنعهم من الذهاب او السكنى على شاطئ البحر. اعتقال رجال وشباب العائلات وتركهم سنوات فى السجون لتشتيت الاسر ، وعدم لم شمل الاسر بهدف إجبارهم على الهجرة مع ممارسات القمع ودخول المنازل العشوائى ، وحظر التجول دون مبرر ،  ومنع الطلبه من الذهاب إلى مدارسهم إرهاب المدرسين من أهالى سيناء ومراقبة مناهج التدريس منع دخول أى كتب بالمنهج المصرى  محاولة تطبيق دراسة اللغة العبرية فى المدارس وجلب مدرسين من مدن الضفة الغربية وخريجى معهد بيرزيت وبعض المعاهد للتدريس للتلاميذ والطلبه بهدف إختراق الثقافة المصرية وخلق نوع من الخلط بين ثقافة أهالى فلسطين وأبناء سيناء ومفرداتهم التراثية والثقافية مثل (اللهجة.الفلكلور.العادات…الخ )

الإحتلال الإسرائيلي لسيناء ومحاولة إختراق الثقافة المصرية :

بعد أن حلت نكسة يونيو 1967م وسقطت سيناء في براثن الإحتلال الإسرائيلى لها ، مارست سلطات الإحتلال أقسى أنواع الإضطهاد والتعذيب لسكان سيناء ومحاولة التأثير على القيم والثقافة المحلية للسكان والتي تتميز بملامحها المصرية الأصيلة ، وقد تعددت محاولات إختراق الثقافة المصرية : لأبناء سيناء بالعديد من الأدوات :

محاولة بعض الجماعات التى تدعو إلى التبشير وجلب أطباء من مدن القطاع والضفه  للعمل فى المنطقة بإعتبارهم أفضل من الأطباء ابناء العريش .

رابعا : أساليب مواجهة ابناء سيناء لسلطات الاحتلال :

أ -تمثل صمود وتحدى ابناء سيناء لهذا الغزو العسكرى الفكرى الثقافى.

ب-تشكيل منظمة سيناء لمقاومة سلطات الإحتلال من الأهالى منذ يوم 5 يونيه 1967م لحماية وتأمين إقامة وتسكين أفراد ضباط وجنود القوات المسلحه وتوصيلهم عبر الصحراء إلى غرب القناة .

د -تكوين مجموع من القيادات الطبيعية فئة (الصامدين) بعدم التعامل مع سلطات الإحتلال وعدم تولى أى وظائف أو تشغيل أى منشأه حكومية .

هـ-تم تكوين مجموعات من المدرسين لفتح بعض المدارس لتعليم الأبناء بالمنهج المصرى .

و- إقتصرت التعاملات المدنية على إدارت التعليم والصحة والشئون الإجتماعية ،  وذلك بهدف تقديم الخدمه للأهالى .

ز-تمسك الأهالى ببيوتهم وأراضيهم وتعمدوا عدم الهجره منها حفاظا عليها من سطوة سيطرة قوات الإحتلال .

ح-قامت العديد من أساليب المقاومة سواء بوضع المتاريس فى الشوارع والمظاهرات والإضرابات الشعبية

ط-مواجهة جماعات التبشير من خلال رجال الدين والقيادات الطبيعيه .

ك- هناك شعبه فى الموساد الإسرائيلى متخصصه فى تشويه صورة أبناء سيناء بكل الأساليب الممكنه (تصريح أحد قادة المخابرات المصرية) .

ل-خضع  أبناء سيناء لسنوات عديده فى إمتحان فى الإيمان والوطنية والإنتماء ولم يفرطوا فى ذرة تراب من أراضيهم ودافعوا عنها برغم كل المحاولات لإزهاقهم وإجبارهم على الرحيل والهجرة ، هكذا عشنا وسنظل وعاش الاباء والاجداد سنوات الصمود وقدم اهلنا التضحيات تلو التضحيات كى تظل سيناء مصرية ويبقى تراب الوطن المقدس ملكا لابنائه الشرفاء ، ان الحديت عن سيناء واهلها  لم ينته ولن ينتهى فما زال للحديث بقية .

خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *