آراء وتحليلات

فى ذكرى يونيو67 دعونا نذكر ونتذكر “أهل سيناء واسقاط مخطط المستوطنات الإسرائيلية”

بقلم / سهام عزالدين جبريل

 

فى ذكرى يونيو67 دعونا نذكر ونتذكر ونعيد تسجيل ادوار اهلنا وماقاموا به من بطولات  وتضحيات للحفاظ على ارضنا التي سجلت بطولاتهم بأحرف من نور  على ارض سيناء المباركة خلال سنوات الجدب والحرمان

 

فهذا حق وواجب على جيلنا أن يوثق و ينقل  بطولات الاباء والاجداد للاجيال الشابة حتى يعلموا  ويتعلموا قيمة هذه الارض وادوار اهلها الصامدين الشرفاء الذين افنوا أعمارهم و ضحوا بحياتهم للحفاظ على  التراب الوطني

 

فبعد أن حلت نكسة يونيو 1967م وسقطت سيناء أسيرة  في قبضة الإحتلال الإسرائيلى ، مارست سلطات الإحتلال أقسى أنواع الإضطهاد والتعذيب لسكان سيناء ومحاولة التأثير على القيم والثقافة المحلية للسكان والتي تتميز بملامحها المصرية الأصيلة ، وكما اشرت فى كتابات سابقة أنه قد تعددت محاولات إختراق الثقافة المصرية  لأبناء سيناء بالعديد من الأدوات التى واجها اهلنا الصامدين بكل قوة ورفض والتي اعتمدت على الاتى :

 

اولا : محاولات قوات الاحتلال ممارسة اساليب تعسفية للضغط على السكان لاجبارهم على الرحيل والهجرة بهدف تفريغ سيناء من سكانها  واتخذت أساليب كثيرة لتنفيذ مخططها الذي فشل فشل ذريع  مثل

 

نسف البيوت ، تجريف الاراضى الزراعية منع السكان من الاقامة على شاطىء البحر منع  الناس من التسويق وشراء احتياجاتها الأساسية كما تم حظر الشراء وتداول العملة المصرية  حملات التفتيش المتكررة للبيوت وتهديد السكان إلى جانب حظر التجوال المتكرر هجمات سيارات الباور الاسراىيلية في أحياء وشوارع مدن سيناء  واطلاق المدافع على السكان العزل والاطفال  وقتل الاطفال والابرياء فى الشوارع الجانبية والازقة اثناء ممارسة العابهم الطفولية اغلاق المدارس وكل مؤسسات التعليم والخدمات ممارسة كافة الأساليب التعسفية للإجبار على الترحيل

 

لكن ظل الأهالي صامدين رافضين مغادرة بيوتهم وأراضيهم حتى يأس الاحتلال من فكرة تفريغ سيناء

 

ثانيا : وعندما فشلت في مخططها لتفريغ سيناء  حاولت قوا ت الإحتلال اللعب بالديمغرافية السكانية لمجتمع سيناء ومحاولة الاخلال بتوازنة فقد قامت بتفريغ مناطق واحدثت ازدحاما فى مناطق اخرى و قامت بتهجير سكان مدينة القنطرة شرق وضمهم الى مدينة العريش و قامت بنقل بعض من سكان الجنوب الى الشمال وتفريغ المناطق الاسستراتيجية خاصة مناطق شرق القناة و الوسط والممرات الاستراتيجية وساحل البحر شمالا وجنوبا

 

كما تعمدت نقل كتل سكانية غير متجانسة ممن يعيشون فى قطاع غزة ومهاجرين عرب 48 وسكان معسكرات اللاجئين الفلسطينين مثل معسكر جباليا وبير زيت وغيرها ، ونقلهم الى مدن العريش والشيخ زويد بحجة ان سيتاء اصبحت تتبع إدارة المناطق المدارة بمافيهم سيناء وقطاع غزة والضفة والجولان وجنوب لبنان وهى المناطق التى وقعت اسيرة احتلال اسرائيل بعد يونيو 1976 ، كانت خطط الاخلال بالمنظومة السكانية لاهل سيناء تهدف  محاولة تدويب الهوية المصرية التى تميز اهل سيناء ومحاولة ادماجها مع ثقافة سكان المناطق الاخرى التى فشلت فيها فشلا زريعا امام حرص الاهالى على المحافظة على هويتهم المصرية التي كانت دوما مميزه لهم

 

ثالثا : وجاءت خطوة  محاولات زرع المستوطنات فى سيناء احد الاهداف التى خططت لها إدارة المستوطنات الاسرائيلية  والتى حاولت فيها جلب مستوطنين في بعض المستوطنات التى حاولت زرعها فى سيناء والتى فشلت فشل زريع نتيجة تحدى ومقاومة وصمود اهلنا فى سيناء ، مما ترك احساسنا لدى هؤلاء بعدم الأمن والتخوف من المقاومة الوطنية والرفض الشعبي لأهل سيناء الذي ترجمته تحركات منظمة سيناء لمنع فكرة الاستيطان على أرض سيناء تماما

 

حيث حاولت قوات الاحتلال أقامة العديد من المستوطنات الزراعية والسكنية فى سيناء بهدف توطين الإسرائيليين فيها مستغلة  بذلك كل الإمكانيات المتاحة فى شتى المجالات ويمكن حصر هذه المستوطنات  فى الآتى :

 

1.    مستوطناات زراعية

 

1)    مستوطنة ناحال سيناى بالعريش :

 

أقيمت فى العريش على مشروعات مؤسسة تعمير الصحارى فى هذه المنطقة وامام محاولات الاهالى وتمسكهم بارضهم قد تم تصفية المستعمرة قبل أن تولد .

 

2)    مستوطنة ناحال ديكاليم فى الشيخ زويد :

 

اقيمت شمال مدينة الشيخ زويد غرب طريق العريش/ رفح مساحتها حوالى 300 فدان ويقيم فيها حوالى 30مزارعًا اسرائيليًا ،وزعت عليهم أرض المستوطنة من 10 إلى 50 دونم ، بحيث يزرع نصف الحيازة على مياه الآبار والنصف الآخر يزرع على مياه الأمطار وبها عشرة آبار ، وكان يتم تجميع المياه فى خزان مياه للتوزيع على الأراضى المنزرعة بالإضافة إلى دعم من المياه القادمة من بحيرة طبرية.

 

3)    مستوطنة حاروفيت : أقيمت هذه المستوطنة بجهة الخربة على المشروع الذى إقامته الهيئة العامة لتعمير الصحارى قبل عام 1967م والذى يعتمد على خندق المياه الذى أقيم فى هذه المنطقة والذى كان يصل زمامه إلى حوالى 226 فدانًا والمستعمرة كانت شبه عسكرية.

 

4)    خمس مستوطناات شرق مدينة الشيخ زويد وهى :

 

(سدوت – نتيف هاعزرا – نير أبراهام – أوجدا – أبشالوم.)

 

وتمثل هذه المستوطنات المناطق الصالحة  للزراعة فى الشيخ زويد وأبو طويلة

 

وتمتد فى مساحة حوالى

 

5000 فدان شرق طريق العريش – رفح وكان يقطنها سكان اسرائيليون وموزعة عليهم الأرض بواقع 10 – 5 دونم وكانت هذه المستعمرات محاطة بالأسلاك الشائكة.

 

هذا الى جانب استغلال منطقة الساحل فى مدينة الشيخ زويد : وهى المناطق التى كانت مستغلة سابقًا إلا أنه تم التوسع فيها باستخدام الرى بالتمايل (جمع تميلة وهى عبارة عن حفرة بعمق متر أو أكثر وباتساعات مختلفة بالقرب من ساحل البحر مركب عليها ماكينة تتراوح قوتها من 2 إلى 6 حصان تعمل لمدة ساعتين يوميًا وتدفع المياه المستخرجة إلى خزان مياه علوى لاندفاع المياه فى مواسير البلاستيك ، ويتم الرى بالتنقيط أيضًا ، وكل تميلة تكفى لزراعة فدانين ونصف.

 

حيث كان يوجد بهذه المنطقة 300 ماكينة حوالى 300 مزارع مصرى ويصل زمام هذه المنطقة لأكثر من 1000 فدان – تنتج الخضار بأنواعه والجوافة . وبالإضافة إلى النخيل والزيتون.

 

5)    ثلاث مستوطنات جنوب رفح :

 

أقيمت ثلاث مستوطات زراعية غرب طريق العريش – رفح فى المنطقة الممتدة بين مدينتى رفح والشيخ زويد وهى : (تلمى يوسف – سكوت – هوليت.)

 

وكان يقيم فيها مزارعون اسرائيليون وزعت عليهم الأرض بنفس النظام السابق وتصل حيازة هذه المستوطناات لحوالى 3000 فدان تزرع عل مياه الآبار والأمطار.

 

6) هذا الى جانب منطقة الضيقة : وتقع بين القسيمة وسد الروافعة ، وأمكن استخراج المياه الصالحة للزراعة على عمق حوالى 1000 متى بعد إجراء جسات أرضية فى المنطقة وأمكن زراعة 300 فدان على مياه الآبار فى هذه المنطقة ويتم استخدام طريقة الرى بالتنقيط وزراعة الخضروات وبعض الفواكه.

 

ب. مستوطناات لتصدير الأسماك

 

مستوطنة يام : وكان مخطط لها فى المنطقة بين مصفق وسالمانة ، وكان من المستهدف أن يتركز نشاطها فى صيد الأسماك من بحيرة البردويل وساحل البحر الأبيض وتصديره للخارج – وقد تم تصفية هذه المستعمرة قبل أن توجد على الارض

 

جـ. مستوطنات سكنية

 

مستوطة ياميت : تقع جنوب غرب رفح على شاطئ البحر الأبيض ، وتقوم فيها بعض الصناعات الخفيفة وكان يقطنها الإسرائيليون الذين يعملون فى المناطق الممتدة من العريش حتى رفح وكان يصل عدد سكانها لحوالى 5000 نسمة وكل منازلها عبارة عن فيلات بعضها ثلاث طوابق ، وبها مشروع سياحى

 

وكان بعتمد نظام الرى فى المستوطنات

 

على أن تروى الأرض المنزرعة فى المستوطناات بالتساوى باستخدام مياه الأمطار ومياه الآبار ، والاستعانة إذا استدعى الأمر بمياه بحيرة  طبرية التى تصل إلى المستوطناات فى خط مواسير بأقطار مناسبة ، ويتم دفع المياه من خلال خزانات المياه إلى مواسير تنتهى بمواسير بلاستيك مثقوبة بثقوب صغيرة بعدد الأشجار المزروعة المطلوب ريها ، لتسقط المياه قطرة قطرة على جذع الشجرة طوال الليل والنهار ، والآبار التى يتم حفرها – خصوصًا فى المناطق القريبة من شاطئ البحر – تصل أقصى أعماقها إلى حوالى 40 متر ويتم السحب منها بواسطة ماكينات لمدة ساعتين فقط فى اليوم ،ومن هم  المحصولات الزراعية  الخضر بأنواعها – الفول السودانى – الفراولة – الجوافة – الخوخ – الورد – القرنفل الزهور البلدية  – بالإضافة إلى المانجو الذى نجحت زراعته بشكل ملحوظ وكلها كانت محاصيل تعد  للتصدير للخارج.

 

لقد فشلت خطط المستوطنات اليهودية في سيناء حيت لم تجد إلا االرفض والمقاومة حيث فشلت تماما حيث لم تجد البيئة المناسبة لها حيث اشتد الرفض لها ومقاومة فكرة الاستيطان  وتم وئدها ومفاومة كل مخططاتها الاستطانية حتى اخليت مستوطنات سيناء بعد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، واخليت تماما حيث اجبرت ، اسرائيل بتفكيك 18 مستوطنة في شبه جزيرة سيناء في عام 1982، بعد اكتمال تحرير سيناء .

 

خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل

 

المصدر:

 

-(سيناءالعائدة)  اصدارالهيئةالعامة للإستعلامات

 

– (سيناء الصامدة) سهام عزلدين جيبريل

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *