آراء وتحليلات

كلمه العدد ١٢١٢ “الحكومه الاسرائيليه سمك .. لبن .. تمر هندي”

بقلم: د.محمود قطامش

 

الي كل العرب المراهنين علي الديموقراطيه الاسرائيليه معتقدين انها يوما ستنتج حكومه مواليه للفلسطينين وعلي استعداد لمنحهم حقوقهم التاريخيه المغتصبه منذ النكبه عام ١٩٤٨ مرورا بالنكسة عام ١٩٦٧ وحتي الان .
هاهي الديموقراطيه الاسرائيليه تنتج حكومه كوكتيل ( سمك لبن تمر هندي ) وهو خليط من توجهات وميول سياسيه مختلفه لكنها متفقه علي عدم الاعتراف بالحق الفلسطيني وهي ليست استثناء عن كل الحكومات الاسرائيليه السابقه والتي ستدفع في اتجاه مذيد من الاستيطان وتكريسه وذلك بدأ من حزب العمل الي اليمين واليمين الديني المتطرف حتي بنيامين نتنياهو …. هذه الحكومه الكوكتيل من ( نفتالي بينت و يائير لابيد ) والتي سجلت ولاول مره مشاركه من القائمه العربيه الموحده برئاسه منصور عباس وهو حزب عربي يمثل الجناح السياسي للحركه الاسلاميه في اسرائيل والتي ترجع اصولها الي حركه الاخوان المسلمين والتي جاء انضمامها للحكومه الاسرائيليه دون تحقيق اي مكاسب اقتصاديه او حتي سياسيه لصالح الفلسطينين في الخط الاخضر ورام الله وغزه والقدس .
وقد استبعد المراقبون ان ينتج هذا التحالف اي قرارات سياسيه او مواقف ذات بعد استراتيجي فهي مثل حكومات تسيير الاعمال وهي فرصه للاحزاب جميعا لالتقاط انفاسها وترتيب اوراقها لكنها قد تصمد قليلا لوجود هدف واحد هو اقصاء لبنيامين نتنياهو الذي خسر بفارق صوت واحد والذي يحاول افشال رغبه الاحزاب اليسارية في اقصائه وتياره اليميني من الحكومه التي سيطر عليها طويلا ونحن نري ونتفق مع بعض ماذهب اليه وزير الخارجيه الاسبق نبيل فهمي في ان هذه الحكومه ربما تكون فرصه للفلسطينين والسلطه الفلسطينيه في التواصل وبناء استراتيجيه جديده مع التيار اليساري داخل اسرائيل وفضح الممارسات الاسرائيليه علي مستوي حقوق الانسان في العالم وقد تكون فرصه للسلطه الفلسطينيه للتفاهم وايجاد وسيله للضغط علي التيارات السياسيه المشاركه في الحكومه لتخفيف الضغط علي الفلسطينين وتوحيد الصف الفلسطيني وايجاد صيغه سياسيه تجمع كل التيارات تخاطب العالم بتوجه واحد شارحه الحق الفلسطيني والتاكيد علي قبول مبدا الدولتين ودفع العرب جميعا للقيام بذلك معهم لانتزاع اعتراف بالدوله الفلسطينيه ولا شك ان ماقامت به السويد من اعتراف بالدوله الفلسطينيه تشكل سابقه قد تدفع اخرين لعمل نفس الشئ والحديث من العرب جميعا لاحياء المبادره العربيه والاستفاده من الجهد المصري المستمر في الدفع نحو الاستقرار والتعمير وتثبيت الهدنه وتوحيد الصف بل نذهب ابعد من ذلك لنقول ان هذه الحكومه المتباينه والمتناقضة ( الكوكتيل ) قد تشكل مصلحه فلسطينيه ان توحدت القيادات واجتمعت كلمتها وقامت مع العرب بعمل استراتيجيه واحده هدفها انتزاع الحق الفلسطيني في الحصول علي دولته .
وحاول تفهم .
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *