مقالات

مصر وأذربيجان خطوات نحو التقدم والبناء

محمد رأفت فرج

خطوات جادة تخطوها دولة أذربيجان بعد أن قامت بتحرير أراضيها، من أيدي الأرمن المحتلين، خاصة فيما يتعلق بحفظ أمنه القومي، حتى تبدأ النهوض بالاقتصاد، ولا شك أن اقتصاد ما بعد الحروب تخرج منه الدول منهكة، ومستنفذة القوى، ولكن أذربيجان سرعان ما بدأت تلملم قواها في شتى المجالات.
تحركات الرئيس الأذربيجاني، من أجل مصلحة بلاده هي التي تؤكد ذلك فما من يوم الا ونطالع تحركات للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، نحو النهوض ببلاده والسير قدمًا نحو المستقبل، لإعادة إعمار ما خلفه المحتل الأرميني من تدمير للمباني والمنشآت، والمساجد، وهذه هي الحقيقة التي أكدها ميغيل أنغيل موراتينوس، المفوض السامي لتحالف الحضارات لمنظمة الامم المتحدة، في تصريحات على هامش زيارة قام بها اليوم مع الوفد المرافق له لمحافظة أغدام المحررة من احتلال أرمينيا: “إننا نفكر في المستقبل ونأمل في اعادة بناء وإعمار هذه الاراضي الأذربيجانية الغنية بالآثار التاريخية والجميلة لتعود الحياة الى هذه المناطق، وإنني أكيد من أن فريق الخبراء المجربين لدى اليونسكو لن يبخل من جهد إلا وسيبذلها في عمل اعادة بناء واصلاح المسجد التاريخي احد نماذج الهندسة المعمارية الجميلة الواقع هنا، أتينا إلى اراضي أذربيجان المحررة من الاحتلال لمشاهدة الاوضاع بأعيننا وتدمير المساجد والمباني المسرحية والفندقية الواقعة في هذه الأماكن من قبل الارمن يحزننا كثيرا وترك انطباعات ثقيلة للغاية عند كل واحد منا.
التحركات الأذربيجانية لم تتوقف عند مجرد اللقاءات الرسمية للرئيس، بل إن رئيس الوزراء علي أسدوف، ووزراءه كل منهم، يعمل كعضو في خلية نحل، يريد أن يقيم بناء بلاده، في شتى المجالات، ولعل أهم هذه اللقاءات هو اللقاء المصري الأذربيجاني، الذي جرى يوم الأحد الماضي، بين السفير د. بدر عبد العاطي مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وفارس رضاييف، نائب وزير الخارجية بجمهورية أذربيجان، والذي أكد فيها “رضاييف”، على الأهمية البالغة التي توليها بلاده للعلاقات مع مصر، وتعزيز التعاون في شتى المجالات خاصةً على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، كما تم بحث موضوع عقد الدورة القادمة من اللجنة المُشتركة بين مصر وأذربيجان خلال الفترة المقبلة، وذلك على ضوء العلاقات السياسية المتميزة بين الدولتيّن، حيث اطلع الجانب الأذربيجاني على الوضع الراهن في المنطقة بعد النزاع وبما في ذلك أعمال الترميم والبناء وإعادة الدمج في المناطق المحررة، ما يؤكد أن مصر هي نواة المجتمع الدولي، وأنها شريك للجميع، فيما يحقق الاستقرار والتوازن على كافة الأصعدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *