أخبار مصر

لا تتنافي مع شيمة الرجل.. مؤمن عواد شاب يتفنن بهواية الكروشيه النسائية

عكف الشاب العشرينى بأحد الأيام الباردة على قطعة القماش التي يحيكها بكثير من الصبر حتى تخرج قطعة محاكة بفن الكروشيه تخطف الأنظار وتبهر الجميع ليس لبراعة صانعها فحسب، بل لكونه شابا وليس فتاة في هواية ظلت مقترنة بالتأنيث في المجتمع المصري، ولكن ذلك قبل أن يقتحم مؤمن عواد المجال، ويجعل للشبان مكانا وسط ملايين السيدات والفتيات المصريات.

وتستعرض “الشروق” قصة الشاب السكندري مؤمن عواد مع هواية الكروشيه التي منعت التقاليد كثير من الفتيان ممارستها والتفنن بها.

ويقول مؤمن، إنه تعلم الكروشيه من صديقة له منذ فترة قريبة أثناء دراسته الجامعية ليحصل للشبان على موطئ قدم في هواية هيمنت عليها المرأة بمصر طوال العقود الماضية.

ويضيف مؤمن، أنه كان مختلفا للغاية في المجموعات الخاصة بهواية الكروشيه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إذ كاد يكون الشاب الوحيد وسط مجموعة كبيرة من الفتيات لدرجة كانت تأتيه الردود والتعليقات على منشوراته مخاطبة إياه بصيغة التأنيث لشدة خصوصية مجموعات تلك الهواية بالسيدات ما جعله يتحدث لإدارة المجموعة حينها، مطالبا بتعديل القوانين من أجل المساواة بين الفتيان والفتيات في الجروب.

ويتابع أنه حين نشر صورا لأول أعماله علي مجموعات التواصل التى يغلب عليها التأنيث، وواجه عاصفة من عدم التصديق بأن تلك الأعمال من إنتاجه ما جعله ينشر مقاطع الفيديو لتنفيذه أعمال الكروشيه ليواجه عاصفة أخري من الدهشة والانبهار.

ويسترسل أن إحدى الفتيات سألته إن كان يمارس الهواية منذ 10 سنوات وإلا ستصاب بالإحباط لشدة سرعته وبراعته مقارنة بها وهي متمرسة في الهواية.

وأضاف أنه وجد بعض التعليقات الفكاهية على غرار أن الرجال لم يتركوا شيئا للسيدات، وحتى الكروشيه أخذوه حسب تعليق لإحدى الفتيات.

ويقول إنه من أهم الأشياء التي رصدها عند شهرة أعماله هي وجود كثير من السيدات الراغبات بتعليم أولادهن الكروشيه، إلا أن الخوف من النمطية في المجتمع تصيب أولادهم بالتردد، ما جعل مؤمن يعتبر ممارسته للهواية رسالة لتشجيع الفتيان على ممارسة ما يحبون دون خوف من المجتمع.

ويضيف: “لمن يدعي إن هواية الكروشيه تتنافي مع شيم الرجولة فعليه مشاهدة مقاطع الفيديو المنتشرة حول العالم لرجال يمارسون الكروشيه دون خجل أو تردد”.

ويذكر أن الكروشيه هو من أقدم وسائل الحياكة يرجع كثيرون أصلها لشبه الجزيرة العربية حين كانت الثياب يتم حياكتها بأصابع اليد قبل أن تتطور الإبر ولكن ليست ثمت دليل ملموس على صحة تلك الفرضية.

وكان الظهور الملموس الأول للكروشيه بعشرينيات القرن الـ19 بفرنسا، وبريطانيا، وما حولهما متزامنا مع الثورة الصناعية التى شهدت وفرة في خيوط القطن تتناسب مع حاجة الكروشيه لكميات كبيرة من الخيوط بعكس سائر فنون الدانتيل الأخري.

ولعب الكروشيه دورًا كبيرًا في حل أزمات الطبقات الفقيرة بأوروبا خلال الحروب والمجاعات بمنتصف القرن الـ19 وكان يتم التنميط على الكروشيه بأنه حرفة الفقراء حتي اتخذته الملكة البريطانية فكتوريا هواية لها.

ويمتاز الكروشيه عن ابن عمه التريكو بأنه فن يدوي لا يمكن تنفيذه بماكينات الخياطة.

فيما أكد مؤمن مقتحم المجال الذي كان حكرا على السيدات فقط، أنه واجه كثير من السخرية من زملائه الفتيان ولكنه كان يأخذ الأمر بمرح وبساطة إذ حين كان يشبه أحدهم ممارسة مؤمن للكروشيه بهوايات العجائز كان مؤمن يقترح عليه جلب شالا للجدات له لمساعدته إكمال الصورة النمطية عنه.

ويقول مؤمن إن المرء إذا خشي فعل ما يحب من أجل المجتمع فلن يفعل أى جديد في حياته ضاربا المثل بقيادة السيدات للدراجات النارية هروبا من الزحام المروري، موضحًا أنهن لو خشين المجتمع وترددن بذلك الفعل كن سيبقين عالقات بالزحام المروري، وشقاء المواصلات العامة.

وعن الفرق بين الرجال والسيدات في مجال الكروشيه، فيقول إنه يتوقع أن مهارة الرجال العالية في فنون تصوير المقاطع تعطي مجال أوسع لانتشار الكروشيه.

ويقول مؤمن، إن الكروشيه علمه الصبر والمثابرة على تنفيذ أمور تتطلب الكثير من التكرار، مضيفا أن الكروشيه لحياته مرض الغضروف.

وتستعرض “الشروق” قصة الشاب السكندري مؤمن عواد مع هواية الكروشيه التي منعت التقاليد كثير من الفتيان ممارستها والتفنن بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *