أخبار مصر

يوميات حمدي الكُنيسي مع حرب أكتوبر: السادات قالي إنت وجعت دماغ إسرائيل

روى الإعلامي والإذاعي الكبير الراحل حمدي الكنيسي ذكرياته مع حرب السادس من أكتوبر، والتي عمل خلال مراسلاً حربياً للإذاعة المصرية.

وتوفي الإعلامي حمدي الكنيسي رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، عصر اليوم الجمعة، بعد تعرضه لأزمة صحية خلال نقل على إثرها لمستشفى المعادي العسكري، حيث من المقرر أن تشييع جثمانه غداً من مسجد الحصري في 6 أكتوبر حسبما أعلن نقيب الإعلاميين الدكتور طارق سعدة.

وتعيد الشروق نشر ما رواه الكنيسي عن ذكرياته مع حرب أكتوبر، فيقول انضممت إلى العمل مراسلاً حربياً في اليوم الثاني للحرب مباشرة، حينها “عمي كان عندنا وقلت له يصطحب زوجتي وبناتي إلى البلد، حتى أتفرغ تماماً للمهمة الخطيرة”.

وقال الكنيسي في حوراه مع فضائية “إكسترا نيوز ” إن وجودي وسط المقاتلين أنساني الخوف وعودني على الشجاعة، وصرت أسجل كل ما أراه من مشاهد ومقابلات مع الجنود أو الأسرى من العدو.

وتحدث الكنيسي عن واحدة من هذه المقابلات التي أظهرت شدة بأس المقاتل المصري فقال “سجلت مع أحد المقاتلين في القنطرة شرق أمام أحد الحصون الإسرائيلية، قلت له أنتم طهرتوا الموقع ده في خلال قد إيه؟ قالي 3 ساعات.. وأضاف المقاتل “لو أنا بطولي داخل الحصن الكبير ده ما حد كان يقدر يطلعني، لكن بمجرد ما ضربنا عليهم طلعوا وهربوا”.

سجل الكنيسي مشاهداته عن المعركة في ثلاث كتب، الكتاب الأول بعنوان ” اليوم السابع”، ويشرح الكنيسي سبب هذا الاسم بقوله إن الإسرائيليين قالوا للعالم إنهم هزموا المصريين والعرب في 6 أيام، فكان هذا الكتاب هو ردي عليهم بأن هناك يوماً سابعاً وهو يوم النصر في السادس من أكتوبر.

وألف أيضاً كتاب “الطوفان” وهو مجلد كبير ذكر فيه الكنيسي تفاصيل الحرب من 3 وجهات نظر (المصرية والإسرائيلية وآراء الخبراء)، ويعقب الكنسي عن ذلك فيقول إن المشير الجمسي لما قرأ هذا الكتاب قال لي ” إنت جبت المعلومات دي منين يا بطل؟” قلت له أنني جلبتها من مشاهداتي في الحب ومن مراكز الدراسات واتصالاتي. فأعجب الجمسي من هذا الجهد وقال لي إن ” أنا أعطيت تعليمات للقيادات العسكرية في القوات المسلحة يقرأوا الكتاب ده”.

كتاب آخر عن الحرب ألفه الكنيسي وهو كتاب “الحرب طريق السلام”، وهو كتاب ألفه الإذاعي الراحل بعج 20 سنة من الحرب للرد على إسرائيل بأن هزيمتهم في حرب أكتوبر كانت سبباً لموافقتهم على السلام مع القاهرة.

“صوت المعركة”

كان برنامج صوت المعركة الذي قدمه الكنيسي أحد البرامج التي لاقت انتشاراً وصدى هائلأً عن المصريين والعرب، وصل هذا الصدى إلى إسرائيل بعدما شكلت لجنة لفحص أسباب الهزيمة، فورد اسم البرنامج على لسان اللجنة الإسرائيلية، فلما علم الرئيس الراحل أنور السادات بذلك أوعز إلى وزير الإعلام آنذاك وطالبه بتكريم الكنيسي ” عشان واجع دماغ الإسرائيليين”.

قال الكنيسي عن هذا الموقف تم تكريمي وترقيتي درجتين استثنائيتين من قبل وزير الإعلام، فرفضت ذلك وقلت له “لا تخدش علاقتي بالوطن بهذه التكريمات”، وطلب الكنيسي من وزير الإعلام جمال العطيفي بنقل هذا التكريم إلى نقابة الإعلاميين لكنه ترك الوزارة قبل أن يفي بهذا الوعد.

حمدي الكنيسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *