أخبار مصر

مصطفى بكري يروي كواليس تصدي المشير لمخططات الإخوان

توفي اليوم المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، عن عمر يناهز 86 عاما، حيث ولد في 31 أكتوبر لعام 1935م بمنطقة عابدين بوسط القاهرة لأسرة نوبية من أسوان، وتعلم القرآن فى الكتّاب وواصل دراسته حتى حصل على بكالوريوس فى العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956م، كما درس فى كلية القيادة والأركان عام 1971م، وفى كلية الحرب العليا عام 1982م.

جرت العادة أن تكون التفاصيل الخاصة بحياة العسكريين محاطة بالسرية، وتزداد تلك السرية اذا كانت التفاصيل مرتبطة بوزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة لعقدين من الزمن.
فطوال تلك الفترة كانت الصورة المرتبطة بالمشير طنطاوي لدي المصريين مقتصرة فقط علي تواجده بالمناسبات والمراسم الرسمية بوصفه قائداً عسرياً وأحد كبار رجال الدولة، ولكن كتب لتلك الصورة أن تنكسر وتتغير بعد ثورة يناير، وصعود المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتسيير وإدارة مصر في مرحلتها الانتقالية. فظهر للجيش دوراً وعبئاً جديدا ألزم رجله الأول أن يكون متفاعلا مع الحياة العامة، في فترة دقيقة شهدتها مصر.
وعن تلك الفترة قدم الكاتب مصطفي بكري كتاب “لغز المشير” والذي صدر عن دار ” المصرية اللبنانية” في يناير 2016.واعتبر بكري نفسه شاهدا على الأحداث، وقريبا من المشير طنطاوي و المجلس العسكري، ومتابعا لوقائع ما جرى من خلف ستار حدثت تزامناً مع المرحلة الانتقالية والتي امتدت لنحو عام ونصف. ويطرح بكري في كتابه عددا من التساؤلات الهامة من أبرزها: حقيقة العلاقة بين مبارك والمشير، ولماذا انحاز إلى ثورة الشعب في 25 يناير ؟ وهل سلم المشير البلد للإخوان أم سلم الإخوان للشعب المصري؟
ولماذا رفض المشير اقتراح القيام بانقلاب عسكري قبل جولة الإعادة بين شفيق ومرسي لحماية مصر من حكم الإخوان المرتقب؟! وأسئلة وقضايا أخري أثارها بكري في كتابه، والذي يقع في 14 فصلاً تركز بشكل خاص على التطورات التي شهدتها مصر في الفترة من 25 يناير 2011 إلى 12 اغسطس 2012، وهو اليوم الذى قام فيه الرئيس الأسبق محمد مرسى بإعفاء المشير طنطاوي من مهام منصب وإحالته للتقاعد.
وفي السطور التالية نتعرض لبعض الوقائع والأسئلة التي طرحها بكري في تفسيره للغز ” المشير” :
كيف رد المشير طنطاوي علي مقترح مرسي بتشكيل حكومة برئاسة الشاطر؟
في منتصف أبريل 2012، ومع تزايد احتمالات صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا يقضى بحل البرلمان، والذي كان تحت سيطرة الأغلبية الاخوانية، عقد مكتب الإرشاد اجتماعاً خصص لسبل التعامل مع هذا الحكم ودراسة مخاطر احتمال دار حوار مطول بين أعضاء المكتب والمرشد تم الاتفاق فيه على التحرك السريع لمواجهة تداعيات هذا الحكم.
في هذا الوقت طلب وفد مكون من خيرت الشاطر ومحمد مرسى لقاء المشير، وافق المشير على اللقاء، وحضر الوفد في الموعد المحدد. استقبل المشير وفد جماعة الإخوان في حضور عدد من أعضاء المجلس العسكري، وكان محمد مرسى هو أول المتحدثين. قال مرسى: لقد جئنا إليك سيادة المشير باحثين عن حل للأزمة الاقتصادية الراهنة، نحن نعرف أن معدلات النمو قد تراجعت، وأن الجيش قد دعم الدولة بالمليارات، ولكن استمرار الأحوال بهذه الطريقة سيؤدى إلى انهيار اقتصادي كبير، ويدفع الناس إلى التمرد وإحراق البلد. قال المشير: وما مقترحاتكم التي طلبتم إبلاغها؟! قال مرسى: لقد اتفقنا على توفير مبلغ 200 مليار دولار كاستثمارات من الخارج تضخ إلى الخزانة المصرية على الفور، وستنعش الاقتصاد، وتحسن مستوى دخل المصريين وتحدث طفرة كبيرة في البلاد. قال المشير: والله ده اقتراح رائع، وإيه المانع؟! قال محمد مرسى: هذا لن يتم إلا بتولي المهندس خيرت الشاطر رئاسة الحكومة وإعادة تشكيلها من رجال متخصصين.
قال المشير: يعنى حكومة من الإخوان!! قال خيرت الشاطر: القضية ليست إخوان أو غير إخوان يا سيادة المشير، البلد على حافة الانهيار ونحن نبحث عن حلول ناجحة، ليس معقولاً أن نستجلب مليارات من الخارج، ثم تبددها حكومة الجنزوري التي لا نثق في أدائها. قال المشير: لقد كنتم من أنصارها حتى وقت قريب، بل أنتم أيدتم ترشيح الجنزوري لرئاسة الحكومة منذ البداية!! قال مرسى: كان ظننا بها حسناً، ولكن للأسف الممارسات كشفت عن الكثير من أوجه القصور، نحن على ثقة من أن تشكيل حكومة جديدة برئاسة المهندس خيرت الشاطر سيؤدى إلى تحقيق إنجازات كبرى، ومبلغ الـ200 مليار دولار جاهز يا سيادة المشير، ولكن لا أحد يريد أن يستثمر في ظل وجود هذه الحكومة. قال المشير: طالما أنتم جادين فى هذا العرض، فأنا لا أستطيع أن أرفضه، ولكن قرار تشكيل حكومة برئاسة خيرت الشاطر هو قرار خطير ستكون له ردود فعل عديدة، ولذلك أنا لا أستطيع أن أتخذ هذا القرار وحدى، أنا سأشكل لجنة من تسعة من أعضاء المجلس العسكري للاجتماع مساء اليوم لمناقشة العرض وإبلاغي بالقرار الذى سيجرى الاتفاق عليه.

واقعة أخري يشير لها الكاتب، والتي حدثت تزامناً مع الأيام التي تلت الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية، والتي أفرزت وصول مرسي وشفيق لجولة الاعادة، فمع تصاعد الأزمة فى الشارع مجدداً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، والتي أشارت بعض التوقعات إلى احتمال فوز مرشح الاخوان محمد مرسى بها، التقى مسئول كبير(لم يذكر الكاتب اسمه) بالمشير حسين طنطاوي بمقر وزارة الدفاع وحذر خلال اللقاء من خطورة النتائج التى يمكن أن تسفر عنها الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبينما كان المشير طنطاوي يودعه أمام مبنى الوزارة، قال له المسئول الكبير: «إذا كنت أنت لا تريد أن تتخذ قراراً، اترك شباب العسكريين يدبرون انقلاباً لإنقاذ البلاد، خاصة أن فوز مرشح الإخوان محمد مرسى سوف يسبب كارثة كبرى»، هنا بادره المشير طنطاوي على الفور بالقول: «وماذا سيقول علينا الناس؟ سوف يقولون إن هذا الانقلاب تم بمعرفتنا، وإن هناك تواطؤاً على التجربة الديمقراطية، كما أن العالم لن يتركنا وحالنا، بل سيسعون إلى التآمر على الجيش والدولة، ولذلك نحن ملتزمون باتفاقنا منذ البداية على تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب، وأنا لن أتدخل فى الانتخابات ولن أسمح بذلك، والخيار الوحيد هو خيار الشعب، والرئيس الذى سيتم انتخابه سنوافق عليه أياً كان رأينا فيه، وسندافع عن شرعية انتخابه». ولم يعلق المسئول الكبير على كلام المشير طنطاوي، لكنه قال فى قرارة نفسه: «ربنا يستر».

جرت العادة أن تكون التفاصيل الخاصة بحياة العسكريين محاطة بالسرية، وتزداد تلك السرية اذا كانت التفاصيل مرتبطة بوزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة لعقدين من الزمن.
فطوال تلك الفترة كانت الصورة المرتبطة بالمشير طنطاوي لدي المصريين مقتصرة فقط علي تواجده بالمناسبات والمراسم الرسمية بوصفه قائداً عسرياً وأحد كبار رجال الدولة، ولكن كتب لتلك الصورة أن تنكسر وتتغير بعد ثورة يناير، وصعود المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتسيير وإدارة مصر في مرحلتها الانتقالية. فظهر للجيش دوراً وعبئاً جديدا ألزم رجله الأول أن يكون متفاعلا مع الحياة العامة، في فترة دقيقة شهدتها مصر.
وعن تلك الفترة قدم الكاتب مصطفي بكري كتاب “لغز المشير” والذي صدر عن دار ” المصرية اللبنانية” في يناير 2016.واعتبر بكري نفسه شاهدا على الأحداث، وقريبا من المشير طنطاوي و المجلس العسكري، ومتابعا لوقائع ما جرى من خلف ستار حدثت تزامناً مع المرحلة الانتقالية والتي امتدت لنحو عام ونصف. ويطرح بكري في كتابه عددا من التساؤلات الهامة من أبرزها: حقيقة العلاقة بين مبارك والمشير، ولماذا انحاز إلى ثورة الشعب في 25 يناير ؟ وهل سلم المشير البلد للإخوان أم سلم الإخوان للشعب المصري؟
ولماذا رفض المشير اقتراح القيام بانقلاب عسكري قبل جولة الإعادة بين شفيق ومرسي لحماية مصر من حكم الإخوان المرتقب؟! وأسئلة وقضايا أخري أثارها بكري في كتابه، والذي يقع في 14 فصلاً تركز بشكل خاص على التطورات التي شهدتها مصر في الفترة من 25 يناير 2011 إلى 12 اغسطس 2012، وهو اليوم الذى قام فيه الرئيس الأسبق محمد مرسى بإعفاء المشير طنطاوي من مهام منصب وإحالته للتقاعد.
وفي السطور التالية نتعرض لبعض الوقائع والأسئلة التي طرحها بكري في تفسيره للغز ” المشير” :
كيف رد المشير طنطاوي علي مقترح مرسي بتشكيل حكومة برئاسة الشاطر؟
في منتصف أبريل 2012، ومع تزايد احتمالات صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا يقضى بحل البرلمان، والذي كان تحت سيطرة الأغلبية الاخوانية، عقد مكتب الإرشاد اجتماعاً خصص لسبل التعامل مع هذا الحكم ودراسة مخاطر احتمال دار حوار مطول بين أعضاء المكتب والمرشد تم الاتفاق فيه على التحرك السريع لمواجهة تداعيات هذا الحكم.
في هذا الوقت طلب وفد مكون من خيرت الشاطر ومحمد مرسى لقاء المشير، وافق المشير على اللقاء، وحضر الوفد في الموعد المحدد. استقبل المشير وفد جماعة الإخوان في حضور عدد من أعضاء المجلس العسكري، وكان محمد مرسى هو أول المتحدثين. قال مرسى: لقد جئنا إليك سيادة المشير باحثين عن حل للأزمة الاقتصادية الراهنة، نحن نعرف أن معدلات النمو قد تراجعت، وأن الجيش قد دعم الدولة بالمليارات، ولكن استمرار الأحوال بهذه الطريقة سيؤدى إلى انهيار اقتصادي كبير، ويدفع الناس إلى التمرد وإحراق البلد. قال المشير: وما مقترحاتكم التي طلبتم إبلاغها؟! قال مرسى: لقد اتفقنا على توفير مبلغ 200 مليار دولار كاستثمارات من الخارج تضخ إلى الخزانة المصرية على الفور، وستنعش الاقتصاد، وتحسن مستوى دخل المصريين وتحدث طفرة كبيرة في البلاد. قال المشير: والله ده اقتراح رائع، وإيه المانع؟! قال محمد مرسى: هذا لن يتم إلا بتولي المهندس خيرت الشاطر رئاسة الحكومة وإعادة تشكيلها من رجال متخصصين.
قال المشير: يعنى حكومة من الإخوان!! قال خيرت الشاطر: القضية ليست إخوان أو غير إخوان يا سيادة المشير، البلد على حافة الانهيار ونحن نبحث عن حلول ناجحة، ليس معقولاً أن نستجلب مليارات من الخارج، ثم تبددها حكومة الجنزوري التي لا نثق في أدائها. قال المشير: لقد كنتم من أنصارها حتى وقت قريب، بل أنتم أيدتم ترشيح الجنزوري لرئاسة الحكومة منذ البداية!! قال مرسى: كان ظننا بها حسناً، ولكن للأسف الممارسات كشفت عن الكثير من أوجه القصور، نحن على ثقة من أن تشكيل حكومة جديدة برئاسة المهندس خيرت الشاطر سيؤدى إلى تحقيق إنجازات كبرى، ومبلغ الـ200 مليار دولار جاهز يا سيادة المشير، ولكن لا أحد يريد أن يستثمر في ظل وجود هذه الحكومة. قال المشير: طالما أنتم جادين فى هذا العرض، فأنا لا أستطيع أن أرفضه، ولكن قرار تشكيل حكومة برئاسة خيرت الشاطر هو قرار خطير ستكون له ردود فعل عديدة، ولذلك أنا لا أستطيع أن أتخذ هذا القرار وحدى، أنا سأشكل لجنة من تسعة من أعضاء المجلس العسكري للاجتماع مساء اليوم لمناقشة العرض وإبلاغي بالقرار الذى سيجرى الاتفاق عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *