قبل رحيله.. أحمد إدريس يحكي أسرار الشفرة النوبية التي جعلته من أبطال حرب أكتوبر

رحل عن عالمنا، أمس الثلاثاء، الصول النوبي أحمد إدريس، صاحب الشفرة النوبية، التي ساهمت في تحقيق مصر الانتصار في حرب أكتوبر المجيدة، بعدما وافته المنية بمحل إقامته الحالي في محافظة الإسكندرية، عن عمر يناهز 84 عاما.

كان الصول أحمد محمد إدريس، ابن النوبة، والمولود بقرية توماس وعافية بمحافظة أسوان، صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة فى حرب أكتوبر عام 1973، لإرسال الإشارات الداخلية بين قيادات الجيش المصري ليصعب فكها من جانب الجيش الإسرائيلى.

ظلت خطة شفرة حرب أكتوبر، التي وصفها الصول النوبي بأنها “من الأسرار العسكرية”، سرا دفينا لا يعلم أحدا عنه شيئا حتى قبل حوالي أربعة أعوام، حينما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي تكريم إدريس بمنحه وسام النجمة العسكرية على جهوده التي ساهمت في الانتصار بالحرب المجيدة، ليعرف المصريون اسمه ودوره من وقتها.

الصول أحمد إدريس، الذي انضم لصفوف الجيش المصري، في خمسينيات القرن الماضي، كعسكرى متطوع وخاض معه حرب العدوان الثلاثى، ظل في صحراء سيناء منذ التحاقه بصفوف الجيش وحتى حرب أكتوبر، وهي المدة التي وصلت لعشرين عاما، اختتمها بتقديم فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة في الحرب التي انتهت باسترداد سيناء.

وفي لقاء تلفزيوني سابق له في برنامج “المواجهة”، الذي يعرض على قناة “إكسترا نيوز” المصرية، وتقدمه المذيعة ريهام السهلي، أذيع في مايو عام 2019، تحدث البطل النوبي عن أسرار “الشفرة النوبية”، التي تم استخدامها في الحرب والتي جعلت منه بطلا قوميا.

وأكد البطل النوبي أنه اقترح على أبطال الجيش المصرى التحدث باللهجة النوبية حتى لا يفهم العدو حديثهم أثناء الحرب، مضيفا أن اللهجة النوبية وقتها كانت لا تكتب.

 

وأشار أحمد إدريس، الذي كان برتبة الرقيب، ويبلغ من العمر 25 عامًا، إبان حرب أكتوبر المجيدة، إلى أن قائد الجيش تواصل مع الرئيس الراحل أنور السادات وأخبره بالفكرة، واتفقوا على أن تكون لهجة الإرسال والاستقبال “نوبية”، وهي اللهجة التي نجحت في إفساد مخططات الموساد الإسرائيلي وكل أجهزة المعلومات لدى تل أبيب،، فقد فشل الإسرائيليين فشلا ذريعا في اكتشافها لدرجة أنهم أطلقوا عليها لغة “شياطين النيل”.

وكان الرئيس السيسي كرم الصول النوبي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة السادسة والعشرين بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر، والتي تم تنظيمها في 10 أكتوبر عام 2017، بعدما تم عرض فيلمًا تسجيليًا بعنوان “الشفرة” وتضمن شرحا من البطل أحمد إدريس لطرق التغلب على أعمال التنصت اللاسلكي أثناء حرب أكتوبر.

وبعدها صدق السيسي على منح المساعد أحمد إدريس وسام النجمة العسكرية لما قدمه من خدمات للوطن وقت حرب أكتوبر 1973.