آراء وتحليلات

العريني يتذكر

 

كتب ابو احمد المصري 

الشهيد طيار عاطف السادات والذي استشهد في حرب اكتوبر والذي سمي بإسمه حي عاطف السادات بمدينة العريش اسفل وادي العريش وكان هذا الحي يعرف بإسم عزبة مليم وكان يقطنها اهلنا من عائلة ابو حمام ( الحمامات ) وعائلة ابو خالد ( الخوالده ) والعائلتان يتبعان مشيخة السلايمه وكذلك كان يسكن عزبة مليم عدد من الاسر الفلسطينيه من لاجئي حرب ١٩٤٨ وتحد عزبة مليم من ناحية شروق الشمس مقابر ابو فريجه ومن ناحية غروب شمس وادي العريش والحد البحري معسكر الإشاره ومن ناحية قبلة الصلاه عزبة الشرابجه وكان يسكن عزبة الشرابجه بعض من ابناء عائلة الشوربجي وعائلة ابو شيته وبعض من ابناء الملالحه وكان للملالحه بعض من بيوت الشعر مكان موقف المحافظات الحالي وبما اننا لنا بيت اعلى وادي العريش فلابد يومياً من المرور على العزبتين وخاصةً في موسم الابارق للصيد بالافخاخ او موسم السمان بالعوب وللسمان لدينا موسمان موسم الفر الرجعي في الربيع وقبل حصيدة الشعير وموسم الخريف وان كان لايوجد صيد فكنا نمر على العزبتين بالمذاكره والدراسه واستمرت العزبتان بسكانهما الكرام حتى قيام حرب ١٩٦٧ وبعد الحرب هجرهما سكانهما وذهبوا لبيوت داخل البلد واعلى وادي العريش ولم تنقطع صلتي وبعض من اصدقائي بالحي خاصة عزبة مليم فكان معي كل يوم المرحوم مغنم علي مغنم حمام ومحمد مطر يوسف حمام وسليمان المالح الشهير بحسن المالح بارك الله في عمر محمد مطر وحسن المالح وكان لي في موسم صيد الابارق صولات وجولات وبعد ان دخلنا اولى ثانوي اعتزلنا الصيد واتجنا لكرة القدم ولم تنقطع صلتنا بالعزبه فكل يوم بداية من العصر حتى المغرب نحمل كتبنا ونتجه للمذاكره بين المزارع والحقول والشواديف وكنا نتفق على درسٍ ما لنحفظه ويكون هذا الدرس موعده ثاني يوم فنتحضر له قبل ان يشرحه المدرس وكنا عند عودتنا من العزبه نقوم بالتسميع لبعضنا وغالبًا كنا نحفظ الدرس عن ظهر قلب وكان لعمنا علي مغنه حمام ( ابو صابر ) رحمه الله شادوف تحت الوادي وكان ابنه مغنم بار بوالده رحمهما الله فكان مغنم يستأذن منا أحيانًا ليذهب مع والده للشادوف ( ليشودف ) له اي يسحب المياه عن طريق صفيحه فارغه مربوطه بخشبه طويله اسمها الجِبارد يدليها في البئر ثم يسحبها الى اعلى ويصب الماء في المرش فتصل المياه الى الاحواض المزروعه بالخضره والمرش عباره عن نصف ساق نخله بطول اربعه او خمسه متر ويتم تفريغه من الداخل وكان المياه تمر من داخل هذا التجويف حتى تصل الاحواض وكنا في يوم المشودفه عند مغنم تكون مذاكرتنا بجوار شادوف عمي ابو صابر حتى يفرغ مغنم من آداء دوره وننطلق لاستكمال مهمتنا والذهاب الى العزبه حتى غروب الشمس وبعد انسحاب المحتل وعودة العريش الى احضان مصر عاد اهل العزبه القدامى اليها وبنو بيوتًا حديثه بالخرسانه وبعوا اجزاء كثيره من اراضيهم لسكان آخرين واصبح الحي يسمى حي الشهيد طيار عاطف السادات وضم العزبتين عزبة مليم وعزبة الشرابجه ورحم الله الشهيد عاطف السادات واللهم ارحم شهداء الوطن اجمعين جيش وشرطه ومدنيين ولكم تحياتي

محمد يوسف العريني

الشهير بابو احمد المصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *