آراء وتحليلات

خطف الاجساد لفلذات الاكباد

بقلم المهندسه / رشا سالم

الطفل الجميل أحمد زياد البحيري ذو الثماني سنوات أبن المحلة العريقة والذي تم أختطافه علي يد أشخاص مجهولون فنزعوه من يد والدته كأنتزاع الروح من الجسد ؛ بل وزاد آجرامهم بأن هددوها بالأسلحة النارية وكادوا يسحلونها عندما تمسكت بقرة عينيها وفلذة كبدها ولاذوا بالفرار بعد مقاومتها لهم المريرة ؛ اختطفوه للمجهول وبين صراخات الأم والعويل لاذوا بالفرار إلي جحيم ينتظر الطفل الجميل الذي لا يعلم عن الدنيا شيئا سوي لحظاته الجميلة المليئة باللعب والمرح .

ونظرا لما توليه القيادة السياسية من الأهتمام بالطفل وسلامته وآمنه ؛ علي الفور أتخذت أجهزة الأمن المعنية أجراءاتها الفورية لملاحقتهم ؛ وكانت الجريمة محيرة لان أهل زياد ليسوا من الطبقة الثرية يطمعون أن يتم دفع الفدية فهم يمتلكون محل يصطحب زياد والدته كل صباح لفتحه

وفي فجر يوم الثلاثاء ٣١ أغسطس ٢٠٢١ وبعد ساعات قليلة الاختطاف تم تحرير الطفل علي الفور في غضون ساعات ليعيد أفراد الأمن المصري المقاتليين الفرحة لقلوب أمه وأبيه الذبيحة فيعيدون الفرحة لقلوبهم مرة آخري ؛ جريمة هزت المجتمع المصري بعنف وأدمت القلوب خوفا علي زياد عندما اختطف لتطمئن بعدها قلوب المصريين ومن قبلهم القيادة السياسية

هذا ليس بالمشهد القبيح الاول أو الأخير فاعقبه اختطاف تحديدا في ه سبتمبر ٢٠٢١ أختطاف آخر لطفل جميل من قرية الشامية التابعة لمحافظة أسيوط وهو الطفل الجميل أمير نادي عزت ذو الست اعوام فوالده يعمل بالنجارة وأثناء لهوه أمام المنزل تم أختطافه من قبل مجهولون يرتدون كمامات يستقلون دراجة نارية ولاذوا بالفرار للزراعات وسط تدافع من عم الطفل أمير وأهالي القرية لانقاذ وليدهم وتم اطلاق اعيرة نارية ولولا عناية الله ثم تدخل قوات الأمن السريع الشرفاء الذين يتعاملون مع قضايا خطف الأطفال بأهتمام زائد جدا لأنهم يعتبرون من خطف هو ابن لهم وفلذه كبد وفي غضون ٢٤ ساعه أو أقل تم تبادل اطلاق النار بين الشرطة والمختطفين أسفر عن قتل أحد الجناة وتحرير الطفل الجميل أمير نادي عزت لتخطف الفرحة القلوب وهي تعانق جسده النحيل بعد مغامرة قاسية عاشها الصغير .

هذه الجرائم البشعة والتي تطل علينا بوجهها القبيح تثير الرعب في القلوب لان جرائم الخطف أصبحت ليست مقتصرة علي أهالي من الطبقات الغنية ممن يطمع بهم الجناة لطلب فدية بمبالغ كبيرة ؛ بل أنهم يخطفون ويطلبون فدية لأسر متوسطة الحال لا تمتلك مثل المبالغ المطلوبة أو يتعدي أسباب الخطف لخصومة مع عم او خال الطفل الضحية او الخطف بسبب الانتقام .
وعند التعمق في أصل جرائم الخطف وأسبابها نجد انه تم تزايد عدد البلاغات بعد ٢٠١٠ وذلك حسب ما جاء في بيانات أظهرها المجلس القومي للأمومه والطفولة ؛ حيث تكشف آخر أحصاءات رسمية والصادرة عن خط نجدة الطفل ان مصر تشهد ما يصل لحالتي خطف يوميا ؛ وطبقا لأحصاءات سابقة لمركز البحوث الجنائية فقد تم تسجيل تم تسجيل 856 حالة خطف (بهدف طلب فدية) في العام 2012، ثم زاد العدد إلى 1860 في العام 2013.
وفي العام 2016، بلغ متوسط عدد بلاغات خطف الأطفال حوالي 30 طفلا شهريا، طبقاً لتصريحات سابقة آنذاك لمسؤول خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة أحمد حنفي، وذلك بما يشكل 1.5 بالمئة من عدد الأطفال.
وفي العامين 2018 و2019 تكشف إحصاءات خط نجدة الطفل عن تلقي ما يزيد عم 2264 بلاغاً بحالة خطف.
ومن خلال تحركات الشرطة وسرعة إلقائهم القبض علي الجناة كان يجب ان نبرز هذا الدور الاكثر من رائع من جهاز الشرطة وكيفية تعاملهم بشكل سريع ؛ فما هو سر وأسباب نجاحهم في كشف غموض مثل تلك القضايا وسرعة تحرير المختطفين خلال سويعات قلائل ؟!امتلاك الشرطة أدوات تكنولوجية عالية الدقة وأستخدمهم أساليب حديثة ومتطورة في رصد الجناة..واحترافية فى تحرير المختطفين؛ 100 %” نسب نجاح الداخلية في كشف “جرائم النفس”، حيث تهتم الشرطة بمكافحة هذا النوع من الجرائم، وسرعة كشف غموضها والقبض على القائمين عليها، انقاذا لدولة القانون، وتأكيدًا لهيبة الدولة وقدرتها على حماية الأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ؛ وتعد جرائم “الخطف” من أصعب الجرائم الجنائية، كونها مرتبطة بعدة جرائم أخرى “كوكتيل جرائم”، حيث ترتبط بحيازة أسلحة بطريقة غير مشروعة، واحتجاز مواطنين، وإرهاب أبرياء وترويعهم، وتكدير السلم العام، وغيرها من الجرائم الأخرى.
باتت الشرطة المصرية، تمتلك من الاحترافية والدقة ما يؤهلها للتعامل مع هذه الجرائم الصعبة وسرعة ضبط مرتكبيها، من خلال تطويع التكنولوجيا الحديثة لصالح العمل الأمني، واستخدام الأساليب الحديثة لتتبع الخاطفين وتحديد أماكن وجود الخاطفين ومداهمة الأماكن باحترافية شديدة وتحرير المختطفين.
عامل الوقت، شيء أساسي في التصدي لجرائم الاختطاف، حيث تسابق الشرطة الزمان من أجل انقاذ حياة الأبرياء تخوفا من تعرضهم من مكروه من قبل الخاطفين، ومن ثم تنجح الشرطة في الحفاظ على هذه الأنفس وإعادتهم لذويهم سالمين.

وسط مخاوف عدد من المواطنين بشأن عودة ظاهرة خطف الأطفال، أعادت حادثة اختطاف طفل المحلة «زياد»، إلى الأذهان تلك النوعية من الجرائم، وعلى الرغم من نجاح قوات الأمن في إعادة الطفل، إلا أن المطالب تعالت لمواجهة مثل هذه الجرائم وتغليظ العقوبات بحق مرتكبيها.

عقوبة خطف الأطفال تبدأ بـ10 سنوات وتصل إلى المؤبد

ووفقا لقانون العقوبات المصرى، تبلغ عقوبة خطف الطفل السجن المشدد 10 سنوات اذا كان بدون إكراه، وحال كان الخطف مصحوبًا بطلب فدية، فتكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن خمس عشرة عاما ولا تزيد على عشرين سنة، وقد تصل العقوبة إلى الإعدام في حالة تعرض حياة الطفل للخطر أو الوفاة.

وتم تخصيص بابا كاملا لتلك الجريمة، «الباب الخامس»، في قانون العقوبات حول خطف الأطفال، حيث نصت المادة 289 على أن «كل من خطف من غير تحيل ولا إكراه طفلاً، يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنوات»، بينما نصت المادة 283 على «أنه يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سبع سنوات كل من خطف طفلاً حديث العهد بالولادة أو أخفاه أو أبدله بآخر أو عزاه زورًا إلى غير أي من والديه».

20 عاما عقوبة الخطف بالإكراه

ونصت المادة 290 من القانون على أنه كل من خطف بالتحايل أو الإكراه شخصًا، يُعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنين، ويُحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام أو السجن المؤبد إذا اقترنت بها جريمة مواقعة المخطوف أو هتك عرضه.

ومن هنا نتساءل ما هي صلة الخاطف بالضحايا الخطف وكذلك العوامل و الدوافع وراء الخطف ؟ ونجد الأجابة في دراسة قام بها السيد الدكتور / عبد التواب جابر أحمد محمد مكي وهو باحث دكتوراة في علم الأجتماع الجنائي بكلية الآداب بجامعة أسيوط
صلة الجناة بالضحايا في جرائم الخطف
خطف عائلي وهو يقوم به أفراد الأسرة والأقارب وغالبا يتم بسبب الخلافات العائلية وخاصة بسبب حضانة الطفل.
أما الخطف غير العائلي ٥٠ % يتم من خلال أشخاص لديهم معرفة وعلاقة بالمخطوفين من زملاء والاصدقاء كانت بنسبة ٢٠ % ثم الغرباء ١٨ % ثم الجيران ١٣ % .
ولكي نتعرف من خلال الدراسة للباحث علي أهم العوامل الأجتماعية الدافعة لارتكاب جريمة الخطف نوردها كالتالي …
– العوامل الأقتصادية .. حيث آتت في مقدمة العوامل المحركة لأرتكاب جريمة الخطف حيث في ٦٩ % من جملة جرائم الخطف المنشورة في عام ٢٠١٦ وقد جاء أغلبها للحصول علي فدية أو مبلغ مالي في سبيل أطلاق سراح المختطف.
– العوامل الأجتماعية .. جاءت المرتبة التانية بنسبة ١٠ % حيث تكررت في أربع حالات كان بعضها من أجل الحصول علي شهادة في المحكمة أو من أجل تخويف أسرة الضحية من القيام بأمر معين أو من أجل الضغط لتحقيق مطلب أجتماعي .
– العوامل السياسية والعصبية بكافة أشكالها .. كانت في المرتبة الثالثة بنسبة ١٠ % من جرائم الخطف التي تم نشرها وربما يرجع ذلك إلي طبيعة الفترة الأنتقالية التي ما زال يعيشها المجتمع المصري بعد التحولات السياسية المعاصرة وجاءت العوامل الأسرية في المرتبة الرابعة وذلك بنسبة ٨ % حيث قام في هذه الحالات بعملية الخطف أحد أفراد الأسرة من أجل الحصول علي أبنه بعد الطلاق أو من أجل الضغط علي زوجته لتحقيق مطلب معين .
– أما الدوافع الآخري كهتك العرض أو الأغتصاب تكون باعداد قليلة من حوادث الخطف بنسبة ١٠ % .

وفي الختام نستعرض أهم الأحتياطات التي يجب ان تتخذها أي أم أو أب لحماية أبناؤهم من التعرض لعمليات الخطف ؛ فقد جاءت بنصائح تقدمها الدكتورة/ هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس زميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي فتقول :-
في البداية يجب علي الأم أن توضح لطفلها بعض الأمور المختصة بجسده وكيفية المحافظة عليه ومعرفة حدوده مع الغير وحدود الآخر معه في التعاملات التي يقابلها في حياته اليومية وحددت تلك الطرق للأم في عدة نقاط :-
– يجب أن تضعي عينيكي علي طفلك أينما كان وبالأخص في الحدائق العامة و أماكن الأطفال الترفيهية وذلك لأنك لا تستطعين الأمساك به بيديك طول الوقت بل أتركيه يلعب بحرية ولكن يجب عليك أن تحذريه من أي طفل آخر غريب عنه ؛ وأذا تعرف علي أحد الأطفال فعليه أن يأتي ويعرفه عليكي أولا قبل البدء في اللعب معه ثم تتابعينهما بعينيك باستمرار .
– عند ترك الطفل بمفرده أو لديه تمرين في النادي فيتم تنبيهه ألا يتحدث إلي الأغراب وألا يخرج خارج النادي مهما حدث ولا يتحدث إلي من هو أكبر منه سنا وغريب علي الأطلاق ويكون هذا التنبيه لا يكون في شكل ترهيب مما حوله ولكن التوضيح أنه لا علاقة له بالناس الكبيرة لأنهم ليسوا من نفس السن فلا نتحدث او نحكي معهم.
– عدم قبول هدايا من أحد سواء حلوى او مأكولات أو لعبة لأنه قد يضع المختطف مخدر بالحلوي أو العصير .
– أذا تاه الطفل عن أمه أو أبيه ووجد نفسه في مكان لا يعرفه فعليه أن يلجأ إلي أقرب محل في المول او سوبر ماركت أو أي فرد أمن متواجد في المكان ليساعده في أن يكون بأمان.
– الطفل في المراحل الأولي من عمره تكون ذاكرته قوية جدا ويستطيع حفظ الأرقام بسهولة فعليك أن تساعديه علي حفظ رقم الأم أو الأب .
– حث الطفل علي الصراخ بصوت عال أذا حاول أحدهم بدفعه بشدة أو لمس جسده.
– تعليم الطفل أن يحفظ عنوان المنزل حتي أذا تم أختطافه أو تاه واستطاع أن يفلت من الخاطفين يستطيع ان يدل من يساعده علي الوصول لذويه.
بناتنا وأبنائنا يا قرة أعيننا وفلذات أكبادنا التي تمشي علي الأرض حفظكم الله من أي سوء أو شر يحيق بكم ؛ وجعلكم الله بنات وأبناء صالحين يعملون علي رفعة الوطن والحفاظ علي وطنه وحماية أراضيه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *