آراء وتحليلات

كلمه العدد ١٢٣٢ Zero Hunger الجوع صفر

يكتبها د. محمود قطامش

انها قصه الرئيس البرازيلي السابق لولا دي سيلفا في الثمانينات من القرن الماضي تعرضت البرازيل لازمه اقتصاديه طاحنه طلبت علي اثرها البرازيل قروض من صندوق النقد الدولي الا ان الصندوق قدم لها الروشتة المعتادة من تسريح آلاف العاملين وإلغاء الدعم وخفض الأجور

وطبعاً طبقت حزمة الشروط المجحفة، مما أدى الى تسريح ملايين العمال وخفض أجور باقي العاملين، والغاء الدعم ..!!

وانهار الاقتصاد البرازيلي وفرض البنك الدولي على الدولة أن تضيف إلى دستورها مجموعة من المواد تسببت في اشتعال الأوضاع السياسية الداخلية …ورغم استجابة البرازيل لكل الشروط، تفاقمت الأزمة أكثر فأكثر، وأصبح 1% فقط من البرازيليين يحصلون على نصف الدخل القومي ..!!

وهبط ملايين المواطنين تحت خط الفقر، الأمر الذي دفع قادة البرازيل إلى الاقتراض من الصندوق مرة أخرى بواقع 5 مليارات دولار، معتقدين إنه الطريق للخروج من الأزمة ..!!

فتدهورت الامور أكثر، وأصبحت البرازيل الدولة الأكثر فسادا وطردا للمهاجرين، والأكبر فى معدل الجريمة وتعاطي المخدرات والديون فى العالم ..

“الدين العام تضاعف 9 مرات فى 12 سنة” ..!!

حتى هدد صندوق النقد بإعلان إفلاس البرازيل إذا لم تسدد فوائد القروض، ورفض إقراضها أى مبلغ فى نهاية 2002 … دولة كانت تحتضر بمعنى الكلمة …حتى جاء عام 2003 .

وانتخب البرازيليين رئيسهم “لولا دا سيلفا” … الذى ولد فقيرا، وعانى بنفسه من الجوع، وظلم الاعتقال “كان يعمل ماسح أحذية” ..!!

واعتمد على أهل بلده .وضع بند في الموازنة العامة للدولة أسماه:

“الإعانات الاجتماعية المباشرة” وقيمته 0.5% من الناتج القومي الإجمالي للدولة …

ويصرف بصورة رواتب مالية مباشرة للأسر الفقيرة … بدل الدعم العينى بدعم نقدي …

وهذا الدعم كان يدفع الى 11 مليون أسرة تشمل 64 مليون برازيلى …!!هذا الدعم كان 735 دولارًا …طبعا السؤال من أين …؟؟ والبرازيل مفلسة ؟!! لأنه رفع الضرايب على الكل …

ما عدا المدعومين ببرنامج الإعانات …

يعنى رفع الضرائب على رجال الأعمال والفئات الغنية من الشعب …تخيل إنهم كانوا سعداء لأنه منحهم “تسهيلات” كبيرة في الاستثمار وآلية تشغيل وتسيير أعمالهم … و”منح” الاراضي مجانا وتسهيل التراخيص …وإعطاء قروض بفوائد صغيرة ..!! ساعدتهم فى فتح أسواق جديدة، بالإضافة إلى أن الفقراء دخلهم سوف يرتفع، و”تزيد” عملية شراء منتجات رجال الاعمال “فتضاعف” حجم مبيعاتهم …

لذلك لم يشعروا انها “بلا مقابل” …بل يدفعون ضرائب مقابل “تسهيلات” أصبحوا يكسبون اكتر منها ..!!بعد 3 سنين فقط عاد 2 مليون مهاجر برازيلي وجاء معاهم 1.5 مليون أجنبي للاستثمار والحياة في البرازيل ..!!؟؟

بل أن الصندوق “اقترض” من البرازيل 14 مليار دولار اثناء الأزمة العالمية فى 2008، أى بعد 5 سنين فقط من حكم “لولا دا سيلفا” ..!!

وبفضل تركيز “دا سيلفا” على 4 أمور:

الصناعة … التعدين … والزراعة … وطبعا التعليم … النهوض من التخلف ليس مستحيلا … إنها “إرادة” و”إدارة” …

ويحدث فى سنوات “معدوده” فقط … والطريقة “معروفة” ومحددة: الصناعة … والزراعة … والاهتمام بالفئات الفقيرة المنتجة … و”جودة” التعليم .

وهذا ما عملته ألمانيا واليابان فى الستينات

وهذا ما عملته دول شرق أسيا فى الثمانينيات

وهذا ما عملته الهند فى التسعينيات .

وهذا ما عملته البرازيل فى 2003 …

وهذا ما تعمله الآن اثيوبيا…

ورواندا منذسنوات …

وهذا ما يحدث في مصر لكننا نحتاج الي الصبر وسواعد ابناء مصر وان نثق في أنفسنا فقد فعلها الآخرون ونحن أيضا نستطيع وربما تكون بشائر ذلك قد ظهرت ولا شك ان مشروع تعمير ٤٥٠٠ قريه تمس حياة ٦٠ مليون مصري هي مايتوج هذا الجهد المصري كله في سلسلة عمل متواصله للنهوض بالوطن وساعتها سيكتب التاريخ اننا أمام لولا دي سيلفا جديد ولكن بنكهه مصريه في المحروسة .

وحاول تفهم

مصر تلاتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *