أخبار الرياضة

الهلال ضد بوهانج ستيلرز.. ليلة القبض على زعامة آسيا

الثلاثاء 23 نوفمبر 2021

استاد الملك فهد الدولي

الرياض – السعودية

في السادسة مساء بتوقيت القاهرة، السابعة بتوقيت مكة المكرمة، ينطلق نهائي دوري أبطال آسيا بين الهلال السعودي وبوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي.

النهائي هو النهائي، واللقب القاري يظل عظيما بما كل ما يمثله من معاني.. رفع الكأس وإثبات الجدارة الأفضلية على سائر فرق القارة في هذا العام وكل ما يحمله ذلك من حقوق تفاخر، ولكن هذه الليلة ليست ككل ليلة.

الصراع هنا ليس على زعامة القارة لعام 2021، بل على زعامة القارة بأكملها..

أوروبا لديها ريال مدريد الذي يملك 13 لقبا، بفارق 6 ألقاب عن أقرب ملاحقيه ميلان. إفريقيا تعيش وضعا مشابها، إذ يملك الأهلي 10 ألقاب، بمسافة الضعف عن أقرب ملاحقيه الزمالك ومازيمبي الكونغولي، ولكن في آسيا الأمور تختلف كثيرا..

الحاكم المطلق لا وجود له في هذه القارة.. هناك 11 فريقا يملك كل منهم لقبين فقط، بينهم اتحاد جدة والسد القطري واستقلال طهران الإيراني و4 أندية كورية جنوبية، وجميعهم يتشاركون المرتبة الثانية، ولكن بالأمر المباشر سينحدروا جميعا إلى المرتبة الثالثة، لماذا؟ لأن ثنائي المركز الأول سيتقاتلان على اللقب في ليلة الغد.

الهلال هو أكثر الفرق الآسيوية تتويجا بدوري أبطال آسيا مناصفة مع بوهانج ستيلرز بـ3 ألقاب لكل منهما، بكلمات أخرى، الفائز منهم سينفرد بالصدارة التاريخية لأبطال القارة، وإن كان الوقت لا يزال مبكرا على الحديث عن “حاكم مطلق” مثلما هو الحال في أوروبا وإفريقيا.

حتى في أوروبا لم يكن الأمر بهذه الفداحة حتى عام 2014، إذ كان ريال مدريد يملك 9 مقابل 7 لميلان، تجمد الروسونيري وحلق الملكي بـ4 ألقاب بين 2014 و2018.

إفريقيا ينطبق عليها الأمر ذاته، فحتى 2008 كان الأهلي والزمالك على قدم المساواة بخمسة ألقاب لكل منهما، في حقيقة الأمر، قبل 2005 كان التقدم لصالح الزمالك بـ5 ألقاب مقابل 3، قبل أن يجتاز الأهلي هذا الخط في نسخة 2008، ثم يعمق الصدارة ببطولتي 2012 و2013 ثم 2020 و2021.

2020 على وجه التحديد بما كل تحمله من ذكريات سعيدة لمعسكر وذكريات حزينة للغاية للمعسكر الآخر- كعادة أي دربي فما بالك إن أتى في نهائي قاري – هي أقرب مثال ممكن لما ينتظرنا بالغد، بتنحية العداء التاريخي بين الأهلي والزمالك جانبا والتركيز على “صراع الزعامة القارية”..

ليلة السابع والعشرين من نوفمبر 2020 كانت الليلة التي تحولت فيها النتيجة إلى 9-5 لصالح الأهلي، تماما كما كانت الليلة التي يمكن أن تنتهي بنتيجة 8-6، وربما لما أتت العاشرة بعدها.. هذا هو مستوى العلامات الفارقة في صراعات فرض الحكم المطلق على قارة ما.

فاز الهلال أو فاز بوهانج، هذا اللقب “الرابع” لا يعني مجرد تتويج، بل يعني انتزاع صدارة القارة، ودخول الموسم التالي من موقع الأفضلية للبحث عن الخامس ثم السادس وبناء مثل هذا الفارق الذي نتحدث عنه، فتلك أشياء تُبنى فقط في الحقب المميزة.

نتحدث عن قارة تبحث عن هذا الحاكم منذ زمن بعيد، الأبطال التاريخيون لا يملك أي منهما سوى 3 ألقاب، وفي الحقيقة كان بوهانج هو صاحب الصدارة منذ عام 2009، وحتى عادله الهلال في 2019.

هناك فواصل كبرى بين تتويجات الهلال، فالأول أتى عام 1991 على حساب استقلال طهران بركلات الترجيح، وبعدها بـ8 سنوات أتى الثاني عام 1999 على حساب جوبيلو إيواتا الياباني بهدف ريكاردو الذهبي، ثم بعد 20 عاما اجتاز أوراوا ريد داياموندز الياباني بالفوز ذهابا وإيابا (1-0) (2-0).

على الناحية الأخرى، إن هبت رياحك فاغتنمها.. فاز بوهانج باللقب مرتين على التوالي، أولا في 1997 على حساب مواطنه شيونان بهدف بارك جي هو الذهبي، وثانيا في 1998 على حساب داليان واندا الصيني بركلات الترجيح، ثم اقتنص الثالث عام 2009 بالفوز على الاتحاد.

خاض كل منهما طريقا صعبا حتى وصلا إلى هنا، الهلال تعادل مباراة وحيدة في المجموعات مع أجمك الأوزبكي وخسر مثلها على يد استقلال دوشنيه الطاجيكستاني، وفاز بجميع المواجهات الباقية، ولكنه بالكاد تأهل ضمن أفضل أصحاب المركز الثاني.

وفي المباريات الإقصائية التي أقيمت من جولة واحدة، أطاح الهلال باستقلال طهران ثم برسيبوليش وأخيرا غريمه النصر في دربي الرياض بنصف النهائي.

بوهانج ستيلرز أيضا مر ضمن أفضل الثواني، حيث حل وراء ناجويا جرامبوس الياباني بفارق 5 نقاط، بعد 3 انتصارات وتعادلين وهزيمة وحيدة أمام هذا الفريق الياباني على وجه التحديد بثلاثية نظيفة..

في دور الـ16 أطاح بوهانج بفريق سيريزو أوساكا، وفي ربع النهائي منحته كرة القدم فرصة الانتقام، وبالفعل رد الصاع إلى ناجويا جرامبوس بثلاثية نظيفة، قبل أن يقصي أولسان هيونداي من نصف النهائي بركلات الترجيح.

الهلال هو الأكثر تتويجا مناصفة مع بوهانج، ولكن على صعيد الأكثر خروجا بالوصافة، فإنه لا يوجد من يشاطر الزعيم السعودي، ليس فقط في عدد مرات الوصافة (4)، بل في الطرق..

عام 1986 كان الدور النهائي من مجموعة رباعية، وفاز الهلال على لياونينج الصيني والطلبة العراقي، ولكن في المباراة الأولى خسر أمام فوروكاوا الياباني 4-3، ليفوز الأخير باللقب.

عام 1987 كانت مباراة نهائية اعتيادية وصل إليها بصدارة مجموعته ليواجه يوميوري الياباني، ولكن حين الوقت، تم إلغاء النهائي ومنح اللقب للفريق الياباني.. لماذا؟ لأن الهلال لم يتمكن من إشراك فريق لخوض هذه المباراة، بسبب وقوع اختيار المنتخب السعودي على 9 من لاعبيه لخوض معسكر تحضيري في وقت مباراة الذهاب.. يا له من سبب.

في 2014 خسر الهلال أمام ويسترن سيدني واندررز بهدف نظيف في أستراليا ثم تعادلا سلبا في السعودية، ماذا حدث؟ الحديث لن يفيد هنا كثيرا، إليكم العينة..

أخيرا 2017 أمام أوراوا ريد داياموندز الياباني، بعد التعادل ذهابا 1-1 في الرياض، سقط الزعيم في سايتاما بهدف نظيف، في نهائي تبارى خلاله لاعبوه في إهدار الفرص.

آخر ما يريده جماهير الهلال هو إضافة ليلة الغد إلى القائمة كخامس مرات احتلال الوصافة، خاصة وأنها المواجهة الأولى على الإطلاق بين الفريقين في دوري أبطال آسيا، ولكن لا مفر.. هي ليلة القبض على الزعامة، الفائز يأخذ كل شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *