أخبار الفن

فراشة مهما مرت السنين .. لماذا عادت سامية جمال للرقص فى سن الستين؟

وحدها من بين الراقصات التى رقصت ونالت الإعجاب حتى وهى فى سن الستين، وحدها التى ظلت فراشة حتى آخر العمر، وحدها التى تحدت الزمن وعلاماته على الجسد والروح، هكذا كانت الفراشة سامية جمال التى تحل ذكرى وفاتها اليوم الموافق 1 ديسمبر، فعلى الرغم من أن العمر الفنى للراقصة فى الغالب قصير نسبياً، يرتبط بسن الشباب والنضارة وفى الغالب تعتزل أغلب الراقصات بعد أن يتجاوزن مرحلة الشباب إلا أن الفراشة سامية جمال استطاعت أن تحافظ على رشاقتها ولياقتها وقدرتها على الرقص والاستعراض وهى فى سن الستين.

 

 اعتزلت سامية جمال الرقص لفترة طويلة ولكن استطاع الفنان الكبير  سمير صبرى إقناعها بالعودة للعمل فى فرقته الاستعراضية بعد أن وصلت لسن الستين ، وفى حوار لليوم السابع تحدث الفنان الكبير عن تفاصيل هذه العودة وكيف اقنع الفراشة بالمشاركة فى فرقته الاستعراضية ، قائلا: «علاقتى بسامية جمال  بدأت منذ كنت أزور رشدى أباظة خلال فترة زواجهما، وكانت زوجة جميلة وطيبة وراقية، ظلت 17 عاما تقول أنا مدام رشدى أباظة، وبعد طلاقها منه ووفاته غرقت شقتها بسبب انفجار ماسورة مياه، وكانت حالتها المادية متعثرة، خاصة أنها كانت متكفلة بشقيقتها وأبناء شقيقتها الخمسة، فخطر لى خاطر بإعادتها للرقص من خلال فرقتى الاستعراضية”.

 

وتابع: «قالت لى إزاى أرجع أرقص تانى هيقولوا ست كبيرة وبترقص، فقلت لها انتى زى الفراشة وممكن تلبسى توب وتطلعى ترقصى ربع ساعة لوحدك، وأنا أطلع أغنى وبعدين تغيرى، ثم أغنى لفريد الأطرش وترقصى معى، وإذا شعرتى بأى تعب شاوريلى بعينك هاقفل”

 وبفخر تحدث عن هذه الفترة قائلا: «كسرنا الدنيا فى الموسم ده، وكانت الناس بتيجى من كل أنحاء العالم، ومن الدول العربية يحجزوا الأوتيل قبل العرض الذى كان موعده يوم الاثنين، وكان العدد يصل إلى 1300 شخص، وبعد نجاحنا انتقلنا بين عدة فنادق، وسافرنا لنقدم العرض فى إنجلترا وأمريكا وإيطاليا”.

 

يتحدث عن أخلاق ورقة سامية جمال: «كانت سيدة رائعة، تحضر كل يوم أطواق الفل لبنات الفرقة ليرتدينها فى أياديهن، وتجلس ساكنة تنتظر دورها، ويوم الافتتاح جاء التليفزيون الفرنسى ليصور معنا، فتحدثت الفرنسية فى البرنامج بطلاقة”.

 

وتابع: «كانت غرفتها فى الفندق بجوار غرفتى وبعد حفلة الافتتاح عدت لأجدها جالسة على الأرض أمام الغرفة، وقالت لى: «ماقدرتش أنام قبل ما أشكرك إنك رجعتنى للحياة تانى”.

 

وأضاف: «من عائد هذه الحفلات سددت سامية جمال ديونها، وأصلحت شقتها ودفعت ما عليها من ضرائب، وبعد سنة من هذا النجاح قالت لى: كفاية يا سمير أنا رقصت علشان أسدد ما على من التزامات، وقلت لها: «انتى أصغر من صباح وصباح مازالت تغنى، ولكن قالت كفاية، وبعد كام شهر ماتت”.

 

توقفت الفراشة عن الرقص ،وابتعدت عن الأضواء وأدت فريضة الحج وكان آخر ظهور وآخر صورة التقطت لها وهى بملابس الإحرام، ثم اعتكفت فى بيتها تقرأ القرآن وتصلى، وتتصدق على الفقراء متخفية وراء نقاب، كما أوضح بواب عمارتها، كما كانت تعشق السيدة نفيسة وتذهب دائما للصلاة، وقبل وفاتها بشهرين اشترت مدفناً وعندما ذهبت لرؤيته وجدت المقاول وضع عليه لافتة «مدفن الفنانة سامية جمال»، فاعترضت قائلة أن الموت ليس فيه فرق بين فنان وغيره، وأوصت بأن يخرج جثمانها من سلم الخدم وأن يصلى عليها فى مسجد السيدة نفيسة، التى كانت تصلى فيه دائما، ورحلت فى1 ديسمبر عام 1994.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *