آراء وتحليلات

النور والأمل للأمة في ذووي القدرة

تلألأت القاهرة يوم الأحد الموافق ٥ ديسمبر ٢٠٢١ باحتفالية زينت سماءها بكوكبة من الأحبة من ذووي الهمة تسمت باسم مبتكر وبديع يحمل من التحدي والاصرار والعزيمة ليضئ حروفها نورهم باسم ” قادرون بإختلاف ” .
جاءت الأحتفالية في إصدارها الثالث بشكل مختلف عما سبقها من إصدرات حيث بدأت بمرور فخامة الرئيس عذب الأنسانية عبد الفتاح السيسي علي أبطال الاتحاد من الإعاقات الذهنية وهم يلعبون الرياضات التي يمارسونها، بالإضافة لتنظيم معرض به منتجات جديدة للأشخاص من ذوى الإعاقة،كما أن اهتمام الرئيس بملف ذوى القدرات الخاصة ساهم فى إحداث تقدم كبير.
وقد صرحت السيدة المهندسة أمل مبدي رئيس الاتحاد المصرى للإعاقات الذهنية، إننا لم يكن أحد يرانا فى أول الأمر، وكانت نسبة التنمر أعلى بكثير، ولكن عندما اهتم الرئيس السيسى بالأمر، فالكل اهتم بنا إضافة إلى أن ذوي الإعاقة أصبحوا موجودين فى الإعلام وفى الفن، ويأخذون فرصهم بالعمل، ويحرزون بطولات عالمية على المستوى الرياضى.


وبدأت الاحتفالية بتلاوة قرآنية مميزة حيث دعي فخامة الرئيس بعد أن أجرى مداخلة هاتفية، مع أحد البرامج التلفزيونية، أثناء استضافة عامر، للطفل أحمد تامر، الذي أتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن الخامسة، حيث دعاه الرئيس السيسي لتلاوة القرآن الكريم في أول افتتاح قائلا: “أنا باستأذن الوالد وأسرتك، إنك تبقى في أول افتتاح لينا، تبقى أنت الشيخ بتاعنا، وتقرأ لنا ما تيسر من القرآن”.
وتنوعت الفقرات واللقاءات الرائعة من الأحبة القادرون واصبحت هناك تناغمات عديدة بين ألسنتهم المبدعة وفخامة الرئيس في سابقة لم تحدث في مصر بكشف النقاب عن نخبة الشعب المصري القادرون علي التحدي لتقدم دعوة ليس للشعب المصري فقط ولكن للشعب العربي والشعوب العالمية باحترام قدراتهم الفائقة الروعة فهم عماد لأي الأمة .

ودعونا نتساءل عن كيفية تطور التعامل مع ” القادرون باختلاف ”

التطور التاريخي للتعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة
هناك مجتمعات نبذت فئة ذوي الحاجات الخاصة وحاولت التخلص منها، في حين وجدت مجتمعات آخرى ساعدت هؤلاء الأشخاص وعملت على حمايتهم، عن طريق معاملتهم على قدم المساواة مع نظائرهم الأسوياء.


من يطلع على كتب التاريخ ويدرس أنماط المعيشة في المجتمعات البشرية المختلفة على مر العصور، يجد فروقاً واضحة في ما بينها،كما ويتضح له مدى التطور الحضاري الذي وصل إليه الإنسان ومدى إقترابه أو إبتعاده من الأخلاق الإنسانية التي يجب أن يتصف بها ليكون جديراً بإنسانيته؛فقد أشارت كتب التاريخ إلى أنه عثر في جدار معبد مصري قديم على رسم عمره 5 آلاف سنة لطفل فرعوني مشلول الساق قال عنه المختصون في الطب أنه إشارة إلى مرض شلل الأطفال،كما يذكر أن (منفتاح الأول) حوالي سنة (1200 ق.م)،قام بعزل آلاف من المجذومين (المقطوعين اليد) من بني إسرائيل في محاجر خاصة ثم أسكنهم بعد ذلك في مدينة (ثانيس) بشمال الدلتا الشرقي،حيث كانت المدينة خالية بعد طرد الهكسوس منها،وقد قيل أن إستفحال المرض بين بني إسرائيل كان من بين الأسباب التي دفعت الفراعنة لطردهم من مصر.

أما من جهة أخرى فإن مصر القديمة عرف المجتمع فيها كيفية التعامل مع المعاقين منذ القدم،حيث كان هذا المجتمع أول من عرف تدعيم الأسرة ورعاية الطفولة بالمعوقين،ففي عهد الفراعنة حذر حكماء المصريين الناس من السخرية بالمعوقين، ومن أمثلة ذلك قول (أمنموبي): (لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم ولا تحتقر الرجل الأعرج ولا تعبس في وجههم،فالانسان صنع من طين وقش،والله هو خالقه وهو القادر على أن يهدم ويبني كل يوم)، ولم تكتفي مصر في ذلك الوقت بخطر الإستهزاء بالمعاقين بل كانت تتطلب الإسراع إلى مد يد العون إليهم، هذا ويذكر أنه في العهد الأشوري والبابلي سجل حمورابي قوانين الجزاء والعقاب على قوالب الطين،كما سجل عليها طرقا لعلاج مبتوري الأطراف وفاقدي البصر.

هذا وفي العصر الجاهلي (قبل الإسلام) كان يتم طرد ذوي العاهات خارج المدينة ورميهم بالحجارة حتى الموت،إلى أن جاء الإسلام وإهتم بهذا الفئة الخاصة إهتماماً كبيراً وتناول طرق الوقاية من الإعاقة،كما حدد إطاراً عاماً لكيفية التعامل معهم وأعطاهم حقوقاً فيها نوع من المراعاة لهم بسبب ما يعانونه من أوضاع تختلف عن غيرهم من الناس العاديين، حيث تناول القرآن الكريم هذا الموضوع في بعض آياته،كما وتناوله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أحاديثه.

أما في العصر الحديث فإننا نجد أن أوروبا كانت السباقة في موضوع رعاية المعاقين،ففي فرنسا ومن القرن الثامن عشر بدأ الإهتمام بتربية الأطفال المعوقين يأخذ مجراه،بحيث وجهت العناية أولا إلى ذوي العاهات الحسية وثانياً إلى سائر المعوقين،وذلك بغية الوصول بهم إلى درجة ولو بسيطة من المستوى العقلي تمكنهم من خدمة أنفسهم وتسير شئونهم الخاصة.
أما في الولايات المتحدة فقد جاء الإهتمام بهذه الفئة متاخراً نسبياً،حيث نص قانون الأمن القومي لعام 1935م والذي عدل في عام 1939م على أهمية تقديم خدمات طبية وتأهليه لما بعد العلاج للمعاقين جسدياً، مما أفسح المجال لولايات كثيرة على سن تشريعات خاصة بالأطفال المعاقين وغيرهم.
وأخيراً نستخلص من كل ما سبق أن هناك مجتمعات نبذت هذه الفئة وحاولت التخلص منها في حين وجدت مجتمعات آخرى ساعدت هؤلاء الأشخاص وعملت على حمايتهم عن طريق معاملتهم على قدم المساواة مع نظائرهم الأسوياء
* المصدر مقالة للمدون حسني الخطيب علي مدونة الميادين نت في ١١ أيلول ٢٠١٦
بقلم المهندسة رشا سالم
محافظة القاهرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *