المهرج
بقلم الإعلامية/ شيرين عبد الجواد
لم تكن السياسة محل اهتمام له و كان تركيزه علي أدوار الكوميديا في التليفزيون والسينما… و عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا في ٢٠١٤ ، قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم…
و في أكتوبر٢٠١٥ عرضت الحلقة الأولي من مسلسل (خادم الشعب) علي محطة ١+١ التليفزيونية الأوكرانية و كان ڤولديمير زيلينسكي يؤدي دور مدرس تاريخ بسيط يصبح بمحض الصدفة رئيسًا للجمهورية ، و كانت تلك القصة الخيالية قد إستولت علي مخيلة الأوكرانيين الذين كانوا قد ضاقوا من السياسة و رجالها… وفي عام ٢٠١٩ تحول الخيال إلي واقع و نجح زيلينسكي في انتخابات الرئاسة و قد إعتبر الشعب أن ميزته عن منافسه أنه سياسي مبتدئ !!!
حاول زيلينسكي تطبيق وعوده الإنتخابية ولكنه في فشل في أغلبها و استغل إتصال ترامب به قبل الإنتخابات الأمريكية ٢٠٢٠ حين طلب منه خدمة خاصة بأن يجري تحقيقًا في اتهامات بالفساد موجهة إلي بايدن منافسه في الإنتخابات ، و لكن تم تسريب المكالمة !!! و فشل زيلينسكي في هذا الدور ولكنه قام بدور آخر بالتعاطف مع بايدن الديمقراطي ليدعمه في حالة وصوله لرئاسة الولايات المتحدة ، وواصل زيلينسكي تمثيل دور آخر بأن يرمي نفسه في أحضان بايدن و أوريا علي أمل ضم أوكرانيا إلي الإتحاد الأوربي ثم حلف الناتو… و قامت أميركا بكتابة السيناريو له في الدور الجديد و أوربا تقوم بدور السنيد، مما أثار غضب بوتين الذي كان و مازال مصرًا كما تم الإتفاق من قبل أن تظل أوكرانيا و الحدود المتاخمة لروسيا خالية من حلف الناتو … و لكن زيلينسكي طبقًا للسيناريو ظل في محاولات استفزاز و تصريحات ضد روسيا و إستجداء و إستعطاف لأوربا و أميركا بضمه لحلف الناتو و طلب بوتين عدم تقوية أوكرانيا علي حساب الأمن القومي لروسيا و لم يستجيب أحد و كل هدف أميركا هي جر بوتين إلي حرب ضد أوكرانيا و استنزافه عسكريًا و أقتصاديا لإضعاف روسيا…
قامت روسيا بغزو أوكرانيا و قام زيلينسكي بدور جديد و هو دور البطل المقاوم لغزو بوتين معتمدًا علي وعود الغرب و أميركا!!!
و لكنه فوجئ كل يوم بتخلي الجميع عنه و الإكتفاء بإرسال أسلحة و معونات فقط دون الدخول في حرب ضد روسيا…
ماذا كانت النتيجة حتي الآن؟
تحطيم كامل تقريبًا للبنية التحتية في بلاده… فرار حوالي ٢ مليون مواطن لاجئين لبلاد مجاورة… نسبة عالية من القتلي مدنيين و عسكريين من الشعب الأوكراني… مستقبل مجهول له و لشعبه و لوطنه…
لقد أثبت زيلينسكي أنه ممثل فاشل لم ينجح في إختيار دور مناسب له و لإمكانياته… و ألقت به أميركا و أوربا أمام الدب الروسي … و تسبب في دمار بلده و عذاب شعبه… و لا يستحق الآن إلا لقب البلياتشو المهرج الذي تلاعب به الجميع … الذي تخيل أن الجميع معجب بأداؤه و لكن الحقيقة أنهم كانوا يضحكون عليه و يسخرون من سذاجته التي لم تتعدي سنة كي چي2 في السياسة…
شيرين عبد الجواد
نيويورك