الأدب

كيف تحول الإنسان من الصيد للزراعة .. الحمض النووى يجيب

 

حدث- منذ ما يقرب من 12000 عاما – ما يطلق عليه ثورة العصر الحجرى الحديث، وهى واحدة من التغييرات الأكثر عمقًا فى تاريخ البشرية، حيث أدى اعتماد الإنسان على الزراعة كبديل لنمط حياة الصيد وجمع الثمار، إلى تغيير مسار التطور المجتمعى إلى الأبد.

وعلى الرغم من كون المؤرخين وعلماء الآثار القدماء يعرفون متى و لماذا قامتع ثورة العصر الحجرى الحديث، لكن تظل هناك أسئلة كثيرة حول “كيف” التحول الدراماتيكى الذى شهد تخلى الثقافات عن الصيد لصالح زراعة النباتات، وتربية الحيوانات من أجل الغذاء، وإنشاء مستوطنات دائمة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins

وتقدم دراسة جديدة ظهرت فى مجلة Science معلومات جديدة حول كيفية تطور ثورة العصر الحجرى الحديث أو الثورة الزراعية حيث تم ترسخ نمط الحياة الزراعية لأول مرة.

تم الكشف عن الحقيقة فى دراسة لعينات الحمض النووى القديمة المستخرجة من بقايا الهياكل العظمية لأفراد عاشوا فى الأناضول، والهلال الخصيب، وبلاد ما بين النهرين (جنوب شرق تركيا وشمال العراق)، وأماكن أخرى فى الشرق الأدنى (جنوب أوروبا وغرب آسيا) خلال العصر الحجرى الحديث.

من خلال التحليل الدقيق لمخاليط الحمض النووى، تمكن العلماء من تتبع تحركات الناس عبر المناظر الطبيعية للشرق الأدنى فى أوائل العصر الحجرى الحديث. ووجدوا أن الهجرة إلى الأناضول تزامنت مع التطورات الحاسمة فى تقنيات وممارسات الزراعة فى تلك المنطقة خلال تلك الفترة، مما يشير إلى أن المزارعين من الأراضى المجاورة كان لهم دور فعال بطريقة ما فى التقدم.

اكتشف العلماء أنه فى عصر ما قبل الفخار (حوالى 10000 إلى 6500 قبل الميلاد، مع الاختلافات الإقليمية)، هاجر المزارعون فى الأصل من بلاد ما بين النهرين إلى الأناضول واختلطوا مع السكان المحليين بحرية تامة. فى الوقت الذى تم فيه اختراع الفخار لأول مرة، حوالى 7000 قبل الميلاد (هناك بعض التداخل بين عصور ما قبل الفخار)، انتقلت موجة أخرى من المزارعين من بلاد ما بين النهرين إلى الأناضول، جنبًا إلى جنب مع المهاجرين الزراعيين الآخرين من بلاد الشام (فلسطين والأردن ولبنان وسوريا). تم إثبات وجود هاتين الموجتين من الهجرة من خلال فحوصات الحمض النووى التى أبرزتها الدراسة الأخيرة، والتى كشفت عن بصمات الحمض النووى التى خلفتها المجموعات المهاجرة المختلفة.

سيكون من السهل جدًا اقتراح أن المهاجرين من بلاد ما بين النهرين والشام جلبوا الزراعة إلى الأناضول، حيث انهم جلبوا ممارسات ومفاهيم معينة تم تكييفها جيدًا مع المناخ الإقليمى، والتى كانت ستختلط مع الابتكارات المحلية لإنتاج ثقافة زراعية جديدة وفريدة من نوعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *