أخبار مصر

مؤسسة مبادرة تقليل الولادة القيصرية: تكلف الحكومة 5 مليارات جنيه سنويا

«الوطن» حاورت الدكتورة عبير الألفي، مؤسسة مبادرة تقليل معدلات الولادة القيصرية غير الضرورية لمعرفة أضرار الولادة القيصرية وأهداف المبادرة.

وإلى نص الحوار:

ماذا عن مبادرة تقليل معدلات الولادة القيصرية غير الضرورية المنتظر إطلاقها؟

– الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال، ستتعاون مع وزارة الصحة فى هذا المجال المهم، وذلك فى ضوء التوصيات التى أصدرتها لجنة الصحة بمجلس النواب، ووزارة الصحة تعكف على دراسة مشروع تقليل معدلات الولادة القيصرية، خاصة بعد زيادتها فى مصر ووصولها إلى أعلى معدل عالمى بنسبة تتراوح من 80 إلى 85%، وهذا المعدل يعتبر كارثة صحية واقتصادية.

ما الأضرار التى تعود على الأم والطفل من الولادة القيصرية؟

– الأم تعانى من مضاعفات لمدة طويلة تصل إلى عام، من أكثر المضاعفات «المشيمة المتوغلة»، وقد يصل الخطر إلى استئصال الرحم فى بعض الحالات، وهناك حالات تكون معرّضة للوفاة.

بعض الأمهات يتعرضن لاستئصال الرحم والوفاة.. وأطفال «القيصرية» قد يصابون بالتوحد 

وفى ما يتعلق بالطفل، فإنه يُحرم من التعرّض لبكتيريا جيدة موجودة فى ممر الولادة لدى الأم، تسمى البكتيريا الحميدة، هذه البكتيريا تساعد على تعزيز الاستجابة المناعية لحديثى الولادة، ويمكن أيضاً أن تنتقل للطفل بعد الولادة مباشرة من خلال ملامسة جلد الأم لجلد الطفل فى وقت مبكر والرضاعة الطبيعية، وغالبية الأطفال يُحرمون من ذلك، لأنهم يوضعون فى حضانة، وبعضهم يعانى من صعوبة التنفس لعدم اكتمال نمو الرئتين، لأن الولادة غالباً ما تكون مبكرة، وكلما زادت معدلات إجراء القيصرية 10% زادت معدلات دخول الحضانات 2%، كما أن معظم الأطفال الناتجين عن الولادة القيصرية يصابون بالتوحد.

وهل تعرّض المولود للإصابة بالإعاقة له علاقة بالولادة القيصرية؟

– جزء من أطفال الولادة القيصرية هم الأكثر عرضة للإعاقة، مثل «السمع والذكاء والتوحد» وغيرها، لدينا 10 ملايين إعاقة وكل طفل معاق يكلف الدولة من 8 آلاف إلى 30 ألف جنيه سنوياً.

وما المقصود بالساعة الذهبية الأولى بعد الولادة؟

– الساعة الذهبية الأولى هى أهم ساعة بعد عملية الولادة، وفيها يلمس جلد الأم جلد الطفل، وفى حال حرمان الطفل من هذه الساعة يعرّضه ذلك فى كثير من الحالات للاضطراب النفسى والسلوكى، ونرى ذلك عندما يكبر الطفل ويعانى من التردُّد، ولا يستطيع أن يتخذ قرارات بمفرده.

«الألفى» كل طفل يدخل الحضانة يكلف الدولة 2500 دولار فى اليوم 

ما التكلفة التقديرية التى تتحمّلها الدولة نتيجة الولادة القيصرية؟

– الولادة القيصرية تكلف الدولة 5 مليارات جنيه سنوياً، والمضاعفات التى تحدث نتيجة للولادة القيصرية تكلف الدولة 120 مليار جنيه، وتكلفة دخول الطفل للحضانة تتكلف أموالاً باهظة، لأن كل طفل يدخل الحضانة يكلف الدولة 2500 دولار فى اليوم.

هل تحولت الولادة القيصرية إلى بيزنس لدى بعض الأطباء أم أنها ضرورة؟

– إذا قلنا إن الولادة القيصرية تحولت إلى فوضى، فالتقصير هنا مشترك بين الطبيب والحامل، والمستشفيات يجب أن تتوافر فيها «سيدات مولدات»، وهى وظيفة انقرضت، ويجب تدريب طاقم التمريض على التعامل مع الحالات البسيطة، التى يمكن توليدها بواسطة الممرضة، ونحن فى مبادرة تخفيض معدلات الولادة القيصرية نستهدف ذلك، من خلال تدريب أطقم التمريض وإعطاء دبلومات لهم فى هذا المجال، وجميع الجهات المعنية بتخفيض الولادة القيصرية فى وزارة الصحة متعاونة لأقصى حد، وعلى الأطباء التعاون وتحمّل المسئولية، خاصة حديثى التخرج.

وماذا عن استسهال بعض الأمهات عملية الولادة القيصرية؟

– قرار اختيار نوع الولادة المناسب للأم لا بد أن يُترك للطبيب وحده وليس الأم، وهناك حالات محدّدة فقط يتم اللجوء فيها إلى «القيصرية»، ومنها أن يكون الحبل السرى ملفوفاً على الجنين، وبعض البنات المقبلات على الزواج يفتقرن إلى التثقيف الصحى، والمبادرة التى ستنطلق قريباً، بالتعاون مع وزارة الصحة تستهدف هذه الفئة، لإقناعها بضرورة الولادة الطبيعية، ليس لحظة الولادة، ولكن قبل الزواج، والمشاركون فى الحملة من حديثى التخرج ومدربون على أعلى مستوى.

وما المقترحات المقدّمة من قِبلكم لمواجهة ارتفاع معدلات الولادة القيصرية فى مصر؟

– الهدف الأول هو رفع الوعى للمقبلين على الزواج، فهو كلمة السر فى نجاح المبادرة، والتركيز على السيدات اللائى لم يلدن من قبل، ونهدف أيضاً إلى تدريب أطقم التمريض وتوفير إمكانيات الولادة الطبيعية داخل المستشفيات، مثل أجهزة قياس نبض الجنين وتوفير جميع التخصصات الطبية المطلوبة والمعاونة للولادة.. وحالياً بجانب الفريق الطبى القائم على الولادة نهدف إلى إدخال مقدمى المشورة بالمستشفيات، وهى التى تدعم الأم فى لحظة الولادة وعملية «الطلق»، وكل هذه الأمور تحتاج إلى تكاتف الجهات المعنية والدعم المادى لها حتى تنجح.

توفير التخصصات

نحتاج إلى زيادة أطباء التخدير، بعض الأطباء حديثى التخرج يستسهلون بعض التخصّصات، ويبتعدون عن تخصصات يرونها صعبة، مثل الولادة الطبيعية، وهناك اتجاه فى وزارة الصحة لتمييز الأطباء، خاصة فى التخصّصات التى يوجد بها نقص، ولا بد من النظر فى قانون المسئولية الطبية والتفرقة جيداً بين الخطأ الطبى والمضاعفات الطبية، التى قد تحدث عند إجراء أى عملية. 

د. عبلة الألفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *